هل يستعيد وحيد وعيه؟

حقق الفريق الوطني المغربى لكرة القدم تأهيله لدور ثمن نهائي كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بالكاميرون، تأهيل لم يتلقاه الجمهور الرياضي الوطني، بكثير من الارتياح والتفاؤل.
فهناك شبه إجماع، على وجود قصور في عطاء اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدرب وحيد خاليلوزيتش المثير للجدل، بسبب اختيارات، تبدو حتى بالنسبة للمختصين، غير مفهومة تماما ولا تستند لأي منطق…
صحيح أن هناك نتائج تحققت، بمواصلة سلسلة مسار ناجح على المستوى الرقمي، حسن بدرجة كبيرة من ترتيب “أسود الأطلس” على مستوى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أن المستوى العام المقدم غير مقنع، بل لا يطمئن أحدا، والدليل على ذلك الصعوبة التي أصبحت تواجهها التشكيلة التي يعتمد عليها وحيد في كل المباريات.
وجاءت المباراة الأخيرة برسم الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، لتعري عن واقع، كثيرا ما أخفته سلسلة النتائج الإيجابية، فأمام منتخب غابوني يغيب عنه ستة لاعبين أساسيين، ظهر العجز واضحا، ولولا الثلاثي منير محمدي، وسفيان بوفال، وأشرف حكيمي، لحصدنا هزيمة مدوية، تنهي سلسلة اللا هزيمة.
فعالية الثلاثي المذكور، كانت حاسمة إلى درجة كبيرة، فالحارس المحمدي أنقذ مرماه من أهداف محققة، كما أن بوفال استعمل كل خبرته الدولية، من أجل “اصطياد” ضربة جزاء، نفذها بنفسه بنجاح، ليعود حكيمي قبل نهاية الموقعة بدقائق معدودة، لينقذ أصدقاءه من هزيمة محققة، بعد تنفيذه ضربة خطأ مباشرة، استعان في تنفيذها بكل خبرته وكفاءته.
فكيف يتجرأ المدرب البوسني على الافتخار بالطريقة التي جاء بها تحقيق تأهيل للدور القادم؟ تأهيل بطريقة لم تتلقاها الأوساط الرياضية الوطنية، بكثير من الترحاب الذي يبعث على التفاؤل…
ومن النقط الإيجابية لاحتلال المنتخب المغربي المرتبة الأولى بمجموعته، البقاء بياوندي، مما يعفيه من تغيير الفندق والملعب، مع ما يترتب عن ذلك من منافع من بينها الاستقرار، والتأقلم أكثر مع الأجواء، وأخذ أسبوع من الراحة…
وكيف ما كانت قيمة ووزن المنتخب الذي سيواجهه فريقنا الوطني خلال الدور القادم، فإن المطلوب تجاوز الأخطاء التي ارتكبت بدور المجموعات، وذلك بالتركيز على العناصر الجاهزة، بعيدا عن الاجتهادات الغريبة والتجارب الخاطئة، مع منح فرصة للاعب سفيان رحيمي الذي تحول دخوله كاساسي، إلى مطلب جماهيري ملح، نظرا لقيمته كلاعب سبق أن تألق على المستوى القاري، سواء مع المنتخب المحلي، أو مع فريق الرجاء البيضاوي قبل انتقاله للدوري الإماراتي، حيث تحول بسرعة إلى قوة ضاربة بالخط الأمامي لنادي العين…
فهل يستعيد وحيد وعيه التقني كمدرب يعول على خبرته وتجربته الطويلة؟ بتفادي كثرة التجريب و”الفلسفة” في القيام باختيارات يستغرب لها المختص والمتتبع العادي…

محمد الروحلي

Related posts

Top