والي جهة سوس ماسة: برنامج تأهيل أكادير جاء بمقاربة تشاركية

قال والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير-إداوتنان، أحمد حجي، إن برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024) الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الثلاثاء، يأتي وفق مقاربة إستراتيجية انخرط فيها مختلف فاعلي المدينة.
وأوضح حجي في كلمة ألقاها بين يدي جلالة الملك بمناسبة إطلاق برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024)، أن هذا الأخير يرتكز على ستة محاور أساسية، مشيرا إلى أن المحور الأول يهم إنجاز الخط الأول للحافلات ذات جودة عالية لمدينة أكادير يمتد على طول 15,5 كيلومترا، ويربط ميناء أكادير بحي تيكيون، والمناطق الصناعية المحيطة به، مرورا بالحي الإداري للمدينة وشارع الحسن الثاني، وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والمركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا. وأضاف أن خط الحافلات هذا، الذي يضم 35 محطة، سيساهم في الارتقاء بأنماط النقل العمومي وحل إشكالية التنقل الحضري، وتحسين شروط السلامة الطرقية وتعزيز جاذبية المدينة.
وتابع حجي أن المحور الثاني للبرنامج المتعلق بتقوية البنيات التحتية وتحسين انسيابية التنقلات بأكادير، يهم إنجاز الشطر الأول للطريق المداري الشمال-الشرقي على طول يناهز 25 كيلومترا يربط مطار أكادير المسيرة بالميناء التجاري للمدينة، وتهيئة منشآت فنية، وخلق مداخل جديدة للمدينة انطلاقا من هذا الطريق، والشرووع في إعادة تهيئة الطريق السريع.
وفي إطار المشاريع المهيكلة المرتقبة أيضا في إطار هذا المحور، ذكر حجي مشروع إعادة تأهيل المحور الطرقي شرق غرب على طول 5 كيلومترات وتمديده على طول 2,5 كيلومترا لربطه بالطريق الوطنية رقم 11، وتأهيل الشبكة الطرقية الحضرية على طول إجمالي يناهز 100 كيلومترا بتهيئة عدد من الشوارع الرئيسية من أهمها شارع محمد الخامس وشارع العيون، وشارع الملاحة، وما يناهز 30 مدارة، وإنجاز مرآبين تحت أرضيين بمنتزه الانبعاث (600 مركن)، وسوق الأحد (1000 مركن)، وتقوية شبكة الإنارة العمومية بالمدينة وإحداث نظام متطور للمراقبة بالكاميرات.
وسجل أن المحور الثالث يتوخى التهئية الحضرية للمنطقة السياحية بأكادير والرفع من جاذبيتها، من خلال إنجاز عدد من المشاريع لاسيما إعادة تأهيل كورنيش المدينة، وإحداث مرافق عمومية (مركز المعلومات السياحية، ومتحف تيميتار)، والربط الأفقي للمدينة بالمنطقة الشاطئية، وتأهيل الشبكة الطرقية بالمنطقة السياحية وشبكة الإنارة، وتأهيل المساحات الخضراء بالمنطقة، وتأهيل وإعادة هيكلة حديقة وادي الطيور، والارتقاء بالمنطقة الشاطئية وإحداث وتأهيل مسارات سياحية موضوعاتية (المسار التجاري، والمسار الترفيهي، والمسار الثقافي، والمسار الرياضي).
وأضاف أن مشاريع المحور الرابع تندرج في سياق العمل على المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء، مبرزا أن الأمر يتعلق بإحداث منتزه تيكيون (28 هكتار)، ومنتزه الإنبعاث (25 هكتار)، وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو (15 هكتار)، بالإضافة إلى مجموعة من الحدائق والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان.
وأكد والي جهة سوس ماسة في هذا الصدد، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، سيتم اللجوء في سقي مجموع المساحات الخضراء بأكادير بما فيها ملاعب الكولف إلى استخدام المياه العادمة المعالجة، والحفاظ على الموارد المائية، مذكرا في هذا الصدد بأن القدرة الإنتاجية لمحطة معالجة المياه العادمة تبلغ 11 مليون متر مكعب.
ويسعى المحور الخامس إلى تعزيز المنشآت الدينية ودور العبادة بالمدينة وتثمين التراث والاهتمام بالتنمية الثقافية، حيث يشمل الشق الأول من هذا المحور “رعاية الشأن الديني” من خلال إحداث مسجد بحي السلام ومركب ديني وإداري وثقافي بحي فونتي متعدد المكونات.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بشق “حماية وتثمين تراث المدينة “الذي يعتمد على إعادة تأهيل قصبة أكادير أوفلا، وتهيئة ساحة “ذاكرة مدينة أكادير”، وإنشاء متحف التراث الأمازيغي، وكذا تأهیل و تهيئة المقر السابق لبنك المغرب وتحويله إلى بنية متحفية تؤرخ لفترة إعادة بناء المدينة، فضلا عن تأهيل ورد الاعتبار إلى مجموعة من الساحات والبنايات التي يعود إنشاؤها إلى هذه الفترة.

وفي شق الإنعاش الثقافي، أبرز أنه سيهم إنجاز خزانة وسائطية ومركز للأرصدة الوثائقية، وإنجاز مركز ثقافي بحي فونتي، وتأهيل مسرح الهواء الطلق بشارع محمد السادس، وإحداث وتجهيز مركز للتفتح الثقافي والفني.
وسجل أن المحور السادس والأخير يرتبط بتعزيز التجهيزات الاجتماعية الأساسية ويهدف إلى استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومواكبة النمو الديموغرافي والتوسع العمراني للمدينة وكذا تحسين إطار عيش المواطنين.
وفي موضوع استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، أبرز والي جهة سوس ماسة أن المشاريع المندرجة في هذا الإطار تأتي في سياق مواصلة المجهودات الجبارة التي بذلت خلال العشرية الأخيرة لتاهيل الأحياء ناقصة التجهيز بأنزا العليا، وتدارت، وسفوح الجبال، وبنسرغاو، وأغروض، وتيكيوين، لإدماجها في النسيج الحضري للمدينة.
وقال حجي أنه تمت أيضا برمجة مجموعة من المشاريع في هذا الصدد، والتي تهم أساسا قطاعات الشباب والرياضة (إحداث مسبح أولمبي، وقاعة مغطاة كبرى، وإحداث أربع مسابح نصف أولمبية، وإحداث أو تأهيل 8 قاعات مغطاة للرياضات الجماعية)، وقطاع الصحة لاسيما من خلال بناء وتجهيز مصحة النهار، ومركز لتشخيص داء السل وأمراض الجهاز التنفسي، ومركز للترويض وإعادة التأهيل البدني، وفضائين صحيين للشباب بكل من أنزا وتالبورجت، واستكمال تمويل بناء وتجهيز مستشفى الأمراض النفسية.
وتابع أن قطاع التعليم سيعزز بدوره في إطار هذا البرنامج من خلال بناء أربع مدارس ابتدائية، وأربع ثانويات إعدادية، وكذا تأهيل وتوسعة مجموعة من المؤسسات التعليمية.
أما قطاع الأنشطة الاقتصادية والتجارية للقرب، فسيعرف في سياق برنامج التنمية لمدينة أكادير، حسب حجي، عدة مشاريع كإنجاز سوق للسمك ومقاه بمدخل الميناء، وإنجاز سوق بحي أنزا العليا وتأهيل سوقين جماعيين بكل من مركز أكادير وحي تالبرجت، وتهيئة سوق تيكيوين ومحيطه مع إدماج تجار المتلاشيات.
وخلص إلى أنه من أجل ضمان تنفيذ هذا البرنامج في آجاله المحددة، ستقوم شركتا التنمية المحلية “أكادير سوس -ماسة تهيئة” و”أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية” بالإشراف على إنجاز مختلف المشاريع المبرمجة برسم البرنامج الجديد.

***

قالوا:

أحمد التوفيق: البرنامج يوازن بين الروحي الديني والمعاش اليومي

أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن الاتفاقية-الإطار المتعلقة ببرنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024) التي تم توقيعها، أول أمس الثلاثاء، بمناسبة حفل إطلاق المشروع المذكور الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس، توازن بين ما هو روحي ديني وما هو معاش يومي.
وقال التوفيق في تصريح صحفي بالمناسبة، إن “تطور مدينة أكادير بحاجة إلى الموازنة بين ما هو روحي وديني وما هو متعلق بالمعاش، وهو الأمر الذي يحرص عليه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس”، مبرزا أن العدد الكبير من المشاريع التي ستنجز في إطار برنامج التنمية الحضرية للمدينة سيعطيها انطلاقة جديدة.
وأضاف التوفيق أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية “ستساهم في هذه الاتفاقية-الإطار بمشروعين كبيرين، الأول يهم بناء مركب علمي وثقافي وديني في حي فونتي، بكلفة 90 مليون درهم، والثاني يتعلق ببناء مسجد كبير في حي السلام بكلفة 50 مليون درهم”.
وأبرز الوزير أهمية هذين المشروعين ورمزيتهما بالنسبة لمدينة أكادير، مؤكدا أن قبائل المنطقة متشبثة بثوابت الأمة، وعلى رأسها الدين الإسلامي والإمامة العظمى.

***

نزهة بوشارب: البرنامج سيجعل أكادير “مركزا” لتنمية الجهة

أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، أول أمس الثلاثاء، أن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024) يأتي لتفعيل الرؤية الإستراتيجية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل هذه المدينة “مركزا” لتنمية التراب الوطني ومجموع جهة سوس-ماسة.
وأوضحت بوشارب في تصريح صحفي بمناسبة حفل إطلاق برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024)، الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس، أن وزارتها ستساهم في هذا البرنامج من خلال العديد من المشاريع ”المهيكلة جدا”، لاسيما تأهيل الأحياء، وكذا عددا من تجهيزات القرب والبنيات التحتية.
وأبرزت أن هذه المشاريع ستمكن من تثمين أكثر لمدينة أكادير، ووضعها على مسار تنمية شاملة يعود بالنفع على الساكنة المحلية وعلى مجموع الجهة على حد سواء.

***

عبد الوافي لفتيت: برنامج تنمية أكادير سيكلف 6 ملايير درهم

أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن الكلفة الإجمالية لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، تبلغ 5,991 مليار درهم، ويهدف إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وإلى تكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية.
وأبرز لفتيت أن هذا البرنامج الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدينة، يروم الرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، لاسيما الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بالمدينة.
وبعدما سلط الضوء على المزايا الاقتصادية التي تحظى بها الجهة، أشار لفتيت إلى أن مؤهلاتها الهائلة كفيلة بتحويلها إلى قطب اقتصادي حقيقي ذي تنافسية وجاذبية، قادر على ربح رهان الجهوية المتقدمة وتدعيم إشعاعها الوطني والقاري.
وأكد وزير الداخلية أيضا أن جهة سوس -ماسة تشهد حاليا، بفضل العناية الملكية السامية، إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة، لاسيما المشاريع المندرجة في إطار البرنامج الجهوي لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، ومخطط التسريع الصناعي، بالإضافة إلى العديد من المشاريع ذات الوقع المهيكل في القطاعين الفلاحي والسياحي، فضلا عن الدينامية التي يتميز بها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأبرز أن تنفيذ هذا البرنامج يعتمد على آليات الحكامة الجيدة لضمان التتبع الصارم والشفاف لإنجاز ما يتضمنه من أوراش في احترام تام للآجال المحددة.
وأكد وزير الداخلية، من جهة أخرى، أنه يجري إعداد مشروع عقد برنامج التنمية الجهوية بين الدولة وجهة سوس -ماسة وفق مقاربة تشاركية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتوخى تنفيذ مشاريع تنموية جهوية ذات أولوية في مجالات تقوية الاقتصاد وتنويع مجالاته، وتحسين جاذبية المجالات الترابية وتحقيق التنمية المستدامة.

محمد بنشعبون: الاتفاقية -الإطار سترسي آليات تعاون لتحقيق الأهداف المتوخاة

أكد وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، أن الاتفاقية -الإطار المتعلقة ببرنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، التي وقعت بمناسبة إطلاق هذا البرنامج، تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، تهدف إلى إرساء آليات تعاون كفيلة بتحقيق الأهداف المتوخاة.
وأوضح بنشعبون في تصريح للصحافة بهذه المناسبة أن الاتفاقية-الإطار “تهدف إلى توحيد الجهود وإرساء آليات للتعاون بغية إيجاد الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج المندمج لتهيئة مدينة أكادير، لاسيما فيما يتعلق بالنقل الحضري”.
وأشار الوزير إلى أنه جرى التوقيع على اتفاقية شراكة بين القطاعات الحكومية المعنية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية من أجل إنجاز عدة مشاريع، من بينها الخط الأول للحافلات ذات جودة عالية بغلاف مالي يقدر بـ 1,2 مليار درهم، معتبرا أن إنجاز هذا الخط سيمثل قفزة نوعية لمدينة أكادير.

***

نادية فتاح العلوي: البرنامج يروم تأهيل مدينة ذات مؤهلات “مهمة جدا”

أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، أول أمس الثلاثاء، أن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024) يروم تأهيل مدينة ذات مؤهلات “مهمة جدا”.
وقالت فتاح العلوي في تصريح للصحافة بمناسبة حفل إطلاق هذا البرنامج تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، إن البرنامج المذكور سيمكن من تأهيل المركز الحضري لمدينة أكادير التي “كانت الوجهة السياحية الأولى في المغرب، ولازالت الوجهة الأولى للسياحة الشاطئية، والتي لا تزال مؤهلاتها مهمة جدا”.
وأشارت الوزيرة إلى أن الاتفاقية- الإطار المتعلقة ببرنامج التنمية الحضرية لأكادير التي تم توقيعها اليوم تأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الملكي في نونبر 2019 بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه جلالته أن أكادير هي “الوسط الحقيقي للبلاد”.
وحسب فتاح علوي، فإن الوزارة تشتغل بالتعاون مع وزارات أخرى ومع الجهة من أجل بلوغ برنامج أكثر تطورا وشمولا لجعل السياحة إحدى “الرافعات الاقتصادية والاجتماعية” لهذه الجهة.

Related posts

Top