وديع الهامل: ظاهرة الشغب الرياضي تعتبر انحرافا خطيرا في السلوك يجب التعامل معها بجدية كبيرة

ينظم المركز الأفرومتوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيوـ اقتصادية، يوم السبت القادم 4 مارس 2023، ندوة وطنية حول ظاهرة شغب الملاعب الرياضية، تحت عنوان: «كرة القدم من المتعة إلى الشغب»، بمقر أكاديمية النهضة الرياضية البركانية، جماعة سيدي سليمان الشراعة بركان.
وقال وديع الهامل رئيس المركز الأفرومتوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيواقتصادية، إن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار محاولة التشخيص والتنقيب عن أهم تداعيات هذه المشكلة التي أصبحت تتطبع بتكرار مشاهدها عند أغلب المباريات «خصوصا البطولة الوطنية»، وهو الأمر الذي بات يشغل بال الجميع من سلطات حكومية، مجتمع مدني، فرق رياضية، أوساط اجتماعية.
وأكد وديع الهامل أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، في حوار مع جريدة بيان اليوم، أن المركز رفقة شركائه سيواصل الاشتغال على هذا الموضوع بعد الندوة، من خلال بلورة مخرجاتها والعمل على وضعها في شكل مضامين توعوية، تلقن للفئات المستهدفة (تلاميذ، فرق رياضية، مجتمع مدني….) في شكل دورات تكوينية وتحسيسية. فيما يلي تفاصيل الحوار:

-1 كيف جاءت فكرة تخصيص ندوة وطنية خاصة بشغب الملاعب؟
قرر المركز الأفرومتوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيواقتصادية تنظيم ندوة «كرة القدم من المتعة إلى الشغب»، أولا في إطار تنزيل أنشطته العلمية المسطرة في برنامجه السنوي، وثانيا مساهمته في النقاش العمومي المتمحور حول الشغب المرتبط بالتباري الرياضي، من خلال محاولة التشخيص والتنقيب عن أهم تداعيات هذه المشكلة التي أصبحت تتطبع بتكرار مشاهدها عند أغلب المباريات «خصوصا البطولة الوطنية»، وهو الأمر الذي بات يشغل بال الجميع من سلطات حكومية، مجتمع مدني، فرق رياضية، أوساط اجتماعية…. .
دافع آخر كان وراء التفكير في تنظيم هذه الندوة، هي الأحداث التي قد تنتج بين أنصار فريق واحد وما تسببه من تشويه خطير للفرجة الكروية، وفي مآسي اجتماعية لأسر الضحايا. إذ تعبر أفعال الشغب هاته عن انحراف خطير في السلوك وتمظهرات إجرامية يستدعى الأمر التعامل معها بجدية وليس بمنطق أحداث مناسباتية موسمية.

-2 في نظركم من هي الجهات المعنية باحتواء ظاهرة الشغب الرياضي؟ وإلى أي حد استحضرتم كمنظمين للندوة هذا المعطى؟
أود في البداية أن أوضح أمرا مهما، ألا وهو أننا أمام ظاهرة «شغب فرجة» وليس أمام «شغب أو عنف رياضي»، فالثاني مرتبط باللاعبين على أرض الملعب ويحصل عندما تكون هناك تشابكات أو سوء خلافات أو غيرها تحصل بين لاعبي الفريقين. أما الأول فهو مرتبط بالفرجة الرياضية والذي يرتكبه بعض المتفرجين سواء بشكل فردي أو في شكل جماعات قد تبدأ شرارته داخل الملعب الرياضي وتنقل باقي أحداثه إلى الفضاء الخارجي، ولكم أن تتصوروا ما ينتج عن ذلك من أعمال العنف والتخريب والضرب والجرح بواسطة أسلحة قد يعتقد من يشاهدها للوهلة الأولى أننا في ساحة حرب وقتال.
بالعودة إلى الأرقام التي توفرها مديرية الأمن الوطني أو وزارة العدل، نستخلص أن الفئة التي يتم توقيفها في أغلب الأحداث المرتبطة بشغب الملاعب هم القاصرون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 سنة، كما أن البقية المعتقلة هم من الأحداث البالغين سن الرشد الجنائي. ناهيك عن ضلوع بعض الفئات الأخرى من الشباب والشابات التي تجد في اندلاع الشغب مرتعا خصبا لتحقيق مآرب أخرى لا تمت للفرجة الرياضية بأي صلة، كما يعتبر المؤطرون الحقيقيون لمجموعة من القاصرين الجانحين.
حاولنا استحضار مجموعة من المقاربات المختلفة قصد الإحاطة قدر المستطاع بهذا الأمر، من بين هذه المقاربات المقاربة التربوية والنفسية والاجتماعية بالإضافة إلى مداخلات قضائية «النيابة العامة، قسم الأحداث» بغية وضع اليد على مسببات هذه الظاهرة وفهمها في إطار سياقها العام من جهة، ومحاولة البحث عن أنجع الحلول لها.

-3 ما هو الرهان الذي تعقدونه كمركز مع شركائكم المؤسساتيين على تنظيم هذه الندوة الوطنية أخذا بعين الاعتبار استمرار الاشتغال على الموضوع وليس كمناسبة فقط؟
كما أسلفت القول، الندوة تهدف إلى محاولة تشخيص ظاهرة شغب الملاعب والتنقيب عن مسبباتها، خصوصا أن العديد من المؤشرات والوقائع المسجلة تنذر باستفحال وتفاقم الظاهرة لا سيما عندما تنحرف الفرجة حتى لا أقول الممارسة الرياضية عن أهدافها النبيلة، فننتقل من فرجة المتعة إلى فرجة المآسي والدم والضجر.
كما نسعى من خلال هذه الندوة مسائلة السياسة الجنائية في مدى إحاطتها الواقعية والشمولية بظاهرة شغب الملاعب، وتداعياتها على النظام العام، بالإضافة إلى اقتراح حلول وقائية ردعية وزجرية.
هذا ونسعى نحن كمركز رفقة شركائنا إلى مواصلة الاشتغال على هذا الموضوع، من خلال بلورة مخرجات هذه الندوة والعمل على وضعها في شكل مضامين توعوية، تلقن للفئات المستهدفة (تلاميذ، فرق رياضية، مجتمع مدني….) في شكل دورات تكوينية وتحسيسية، كما نسعى إلى عقد عدة موائد مستديرة أبحاث ميدانية بغية رفع مقترحات وتوصيات حقيقية للجهات المسؤولة بغية الأخذ بها مساهمة منا في تعزيز النقاش العمومي حول هذه الظاهرة.

حاوره: يوسف الخيدر

Related posts

Top