وردة: للتصالح مع المسرح يجب تقديم الدعم الكافي وإبداع نصوص قوية ورصينة

قال المخرج المسرحي، وعضو لجنة التحكيم، بالمهرجان الاحترافي الأول بجهة الدار البيضاء- سطات،إبراهيم وردة، “إننا أصبحنا اليوم مطالبين أكثر من أي وقت مضى، بالتصالح مع المسرح، رغم أن الأمر يبدو جد صعب”.
وزاد إبراهيم وردة، في تصريح صحافي ، لجريدة بيان اليوم، أن التصالح مع المسرح، يهم المسرحيين أنفسهم، وكذلك الجمهور، والمسؤولين على الشأن الثقافي بالمغرب، موضحا أن المسرحيين في حاجة إلى أن يجتهدوا من أجل تقديم نصوص مسرحية راقية، تستجيب لتطلعات الجمهور.
وأبرز وردة، أن المسرح يخوض اليوم مجموعة من التحديات في ظل وجود منافسين شرسين له، لاسيما وأن العصر الحالي يتسم بالسرعة التكنولوجية، وتعدد القنوات والوسائط، التي جاءت كبديل يعوض الفنون الكلاسيكية، التي من ضمنها المسرح.
وأوضح المخرج المسرحي، أن رهان المسرحيين اليوم، هو “إعادة الاعتبار لهذا الفن، من خلال تنظيم مهرجانات، ولقاءات، وطنية وجهوية على صعيد المغرب، مشددا على أن هذا لن يتم، في غياب الدعم من طرف المسؤولين الوصيين على القطاع، الذين يجب أن يوفروا كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية”.
وتساءل عضو لجنة التحكيم، بالمهرجان الاحترافي الأول بجهة الدار البيضاء-سطات، المنظم بين 3 و8 يونيو الجاري، عن سبل إحياء المسرح في ظل غياب قاعات المسرح، ودور الثقافة، التي لا تتوفر على التجهيزات الكافية للاشتغال، “فلا يعقل أن يصطحب الفنان المسرحي معداته وتجهيزاته إلى مكان التدريب من أجل التمرس على المسرحية !”، يتساءل بتعجب وردة.
وانتقد إبراهيم وردة، بعض الأعمال المسرحية التي لا ترقى إلى العمل الرصين والهادف، خصوصا وأنها تمتح شرعيتها، من بعض “النصوص البعيدة والغريبة عن بيئتنا، فلا يمكن أن نشتغل على أعمال الآخرين وننسى هويتنا ونصوصنا نحن؟”.
واعتبر وردة، الاشتغال في المسرح، من أكبر المجالات صعوبة، “على اعتبار المخرج، أو الفنان، يجب كل يوم أن يتدرب، ويغير، ويطور، ويتعلم، ويطالع، إن المسرح ببساطة يشتغل على أحاسيس الإنسان، ومشاعره، وكذلك يهتم بالعقل، والفكر”، كل هذا يوضح وردة، من أجل “تهذيب سلوك المتلقي، والجمهور الباحث عن المتعة، والفرجة وكل ما يشد نظره ويثير انتباهه ويخدم مصلحته، لأن المسرح مرآة عاكسة لهموم المجتمع وقضاياه”.
وعبر المخرج المسرحي للجريدة، عن أسفه لمصير المسرح اليوم بالمغرب، موضحا أنه “أسند لغير أهله، خصوصا وأن الدعم يقدم لمجموعة من الفرق التي لا تستحق، في ظل وجود فرق مسرحية قوية، ووازنة على مستوى الحضور، والتي من شأنها أن تساهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي”.
وثمن المخرج المسرحي، وعضو لجنة التحكيم، بالمهرجان الاحترافي الأول بجهة الدار البيضاء- سطات، إبراهيم وردة، في الأخير، المبادرة التي أقدم عليها عبد الإله عاجل، من خلال تنظيمه لهذا المهرجان الذي يرد الاعتبار للفرق المسرحية التي تنشط في الجهة، متمنيا استمرار المهرجان في الدورات القادمة.

> يوسف الخيدر

Related posts

Top