وزارة التربية الوطنية تشدد على أن عملية تلقيح الأطفال ما بين 12 و17 سنة مشروطة بموافقة أولياء أمور التلاميذ

جددت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، التأكيد على أن أولياء أمور جميع المتمدرسين في التعليم العمومي والخصوصي والتعليم العتيق ومدارس البعثات الأجنبية وكذا متدربي التكوين المهني، بإمكانهم اختيار مركز التلقيح بدون شرط عنوان السكن، وحسب نوع اللقاح الذي يرغبون في تطعيم بناتهم وأبنائهم به.
كما شددت الوزارة، في بلاغ، على أن الاستفادة من التلقيح عملية مجانية وتطوعية ومشروطة بموافقة أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين.
ودعا البلاغ أولياء الأمور إلى الاطلاع على لائحة مراكز التلقيح واختيار المركز الذي يرغبون في التوجه إليه، حاثا إياهم على الانخراط بكثافة في هذه العملية الهامة التي ستمكن من حماية بناتهم وأبنائهم وذويهم، وتحقيق المناعة الجماعية التي ينشدها الجميع.
ووفق الوزارة، فإن عملية تلقيح الفئة العمرية ما بين 12 و17 سنة، التي انطلقت يوم 31 غشت الماضي في جميع مراكز التلقيح المتواجدة على مستوى 419 مؤسسة تعليمية، تعرف إقبالا كبيرا ومكثفا من طرف الأسر والمتعلمين.
وقد تم الإعلان عن لائحة هذه المؤسسات من طرف الوزارة الوصية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية عبر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تحديد اللقاح المتوفر في كل مركز “فايزر أو سينوفارم”.
وفي تحليل لمستجدات الوضع الوبائي، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن متحور “مو” من فيروس كورونا المستجد لا يشكل، لحد الساعة، أي مصدر للقلق بالنسبة للمغرب أو لباقي دول العالم، وذلك على ضوء المعطيات العلمية المتوفرة حول هذا المتحور وآراء الخبراء والمتتبعين للوضع الوبائي المرتبط بجائحة كوفيد-19 عبر العالم.
وقال حمضي إن انتشار هذا المتحور، الذي ظهر للمرة الأولى بكولومبيا، ما يزال ضعيفا جدا على المستوى العالمي، حيث إنه لا يشكل سوى 0.1 في المئة من عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا (حالة واحدة من أصل كل 1000 إصابة جديدة بفيروس كورنا عبر العالم).
وأبرز الباحث في السياسات والنظم الصحية أن منظمة الصحة العالمية صنفت متحور “مو” ضمن خانة المتحورات الجديرة بالاهتمام، التي قد تتمكن من التغلب على الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات، أو مقاومة الأجسام المضادة الناتجة عن إصابة سابقة بفيروس كورونا.
غير أن هذه الفرضيات، يضيف السيد حمضي، مبنية فقط على أساس تحليلات ودراسات أولية بالمختبرات وليست دراسات واسعة في الحياة الواقعية، وهو ما يجعل من هذا المتحور محل اهتمام وتتبع فقط وليس مصدر قلق.
وأضاف أن الخبراء يعتقدون أن هذا المتغير لن يصل إلى مستوى خطورة متحور “دلتا” ويستبعدون أيضا أن يكون سريع الانتشار كما هو الحال بالنسبة لسلالة دلتا.
وأشار إلى أن ظهور طفرات جديدة من فيروس كورونا المستجد أمر طبيعي مع تواصل تفشي الجائحة وانتقال الفيروس من شخص لآخر، موضحا أن معظم هذه الطفرات ليست ذات أهمية تذكر، ولا تمتلك خصائص مختلفة عن الشكل الأصلي للفيروس، من حيث سرعة الانتشار والخطورة.
وسجل، في هذا الصدد، أن المتحورات المثيرة للقلق، وفقا لتصنيف منظمة الصحة، هي المتحورات التي تظهر “زيادة قدرة الفيروس على الانتقال الواسع”، أو “تغييرا في الأعراض السريرية للمرض”، أو تلك التي تتسبب “بانخفاض فعالية وسائل التشخيص أو اللقاحات أو العلاجات المتوفرة”.
من جهة أخرى، ذكر حمضي أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت في تصنيفها لمتحورات فيروس كورونا المستجد على الأبجدية اليونانية وذلك لتفادي تمسية السلالات الجديدة نسبة للدول التي ظهرت فيها لأول مرة تجنبا لوصم هذه البلدان.
وخلص حمضي إلى ضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامة الواقية، والإقبال المكثف على التلقيح لكسر سلسلة انتشار الفيروس وتجنب ظهور طفرات جديدة.
من جهة أخرى، أكد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، أن المغرب يعد من بين البلدان الإفريقية التي حققت الهدف العالمي للتلقيح والذي حددته جمعية الصحة العالمية في تلقيح 10 في المائة من الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بكوفيد -19 قبل نهاية شتنبر.
وذكر مكتب منظمة الصحة العالمية لإفريقيا، على موقعه في شبكة الإنترنت، أن “تسعة بلدان إفريقية، بما في ذلك جنوب إفريقيا والمغرب وتونس، حققت الهدف العالمي للتلقيح الذي حددته في شهر ماي جمعية الصحة العالمية، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية.
هذا، وقد بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لـ “كوفيد-19” بالمملكة، 19 مليون و110 ألف و905 شخصا، وذلك إلى غاية أول أمس السبت، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 15 مليون و529 ألف و630 شخصا. وخلال الـ24 ساعة الماضية تم تسجيل 4310 إصابة جديدة و4926 حالة شفاء و70 وفاة.
ورفعت الحصيلة الجديدة، العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 881 ألف و42 حالة، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 818 ألف و596 حالة، بنسبة تعاف بلغت 93 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 12 ألف و993 وفاة بنسبة فتك قدرها 1.5 في المائة.
وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 4. 2412 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 7. 11 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة إلى 49 ألف و453 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة 128، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 2175، منها 62 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ”كوفيد-19″ 5. 41 في المائة.

< سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top