وضعية قاتمة للنادي المكناسي لكرة القدم بعد سنوات التألق

تكاد الصورة التي بات عليها النادي المكناسي لكرة القدم قاتمة، والتي لن تزداد إلا قتامة والوضع تفاقما، في ظل استمرار المكتب المسير القديم/الجديد في ركوب صهوة العناد.
إذ تذهب الأنباء الشحيحة، المستقاة من محيط الفريق، أن عديدة هي الأسباب التي بعضها معلن وغيرها غير معلن تدفع بهذا المكتب، الجد المصغر والمفصل على المقاس، على إصراره في الاستمرار رغم تدهور الوضع العام للبيت المكناسي الذي يقرنه الكثير ببيت العنكبوت.
ويبدو أن حالة الارتباك التي يجاهد الرئيس ومن تبقى معه إخفاءها، عبر الهرولة وتوسيع الخطوات، وهي أشياء تؤكد أن التسيير الرياضي بفرع كرة القدم لم يقوى على التزحزح من مكانه متحكم، بمنطق أنه صندوق أسود مغلق بإحكام من الصعب التنبؤ بخيالاته وطرق تسييره، ومعرفة المسير الحقيقي المالك لسلطة القرار داخله.
ولا تخفي المصادر المتتبعة للشأن الرياضي بالمدينة وكرة القدم على الخصوص، ما قد يحل بالفريق في ظل المنعطف الخطير الذي ينتظره والذي يوازيه إصرار في ركوب صهوة العناد والتمسك الشديد بفكرة مواصلة تدبير الشأن الكروي، مع سد الأبواب والآذان المصاب بالصمم، وغياب الرؤية الواضحة والسياسة الرشيدة ذات النظرة الثاقبة الرابطة للمستقبل بالحاضر والتفات للماضي.
ويكفي الإشارة، أن درجة فقدان الثقة لدى العديد من المكونات التي تعد الدعم الرئيس للفريق، في الجهاز المسير للنادي المكناسي لكرة القدم التي تنادي العديد من الأصوات بالنزول والتخلي عن المهمة التسييرية، حتى ولو كان مقبولا ظاهريا ومن الناحية القانونية مواصلة المسير؛ لكنها مرفوضة جوهرا باعتبار أن المنخرط رقم ليس إلا.
لتبقى التساؤلات عديدة حول الدوافع والمكاسب من استمرار المكتب المسير، رغم الإخفاقات وعدم الوفاء بالالتزامات التي صبت كلها في تمكين الفريق من مكانة متميزة في الخريطة الكروية والرجوع به إلى مراتب الصفوة في أفق التتويج الذي غابت عن خزائن الكوديم منذ 1995، حينها فاز الفريق بدرع البطولة.
وإذا كان هذا حال الوضع التسييري، فإن الوضع الرياضي لايقل قتامة عنه، من منطلق الاستغناء وبيع أعمدة بارزة ومواهب صاعدة من اللاعبين، والجفاف الذي طبع عمل مدرسة الفريق التي لم تعد تعمل بالشكل المطلوب.
ناهيك، وما يعرفه سوق الانتقالات الداخلية التي تبقى الأسماء المعنية في مراكز الخصاص محدودة، ولاحظ للفريق المكناسي منها، والتي قد تسعف خطة الفريق في مغادرة مقبرة الهواة وتحقيق الولادة القيصرية بتحقيق الصعود للقسم الثاني للبطولة الوطنية الاحترافية.
ينضاف لما سلف، البداية المتعثرة والمتأخرة لفترة الإعداد الحقيقي لانطلاقة الموسم الجديد، رغم أن الأخبار الواردة من البيت المكناسي، تؤكد التعاقد مع مدرب جديد، لا تنقصه الكفاءة لكن سيصطدم حتما مع المشاكل التسييرية والمالية التي ستكون حاجزا أمام انتدابات جديدة للاعبين في لمستوى وحتى منهم من تم التعاقد معه، فلا يعدو أن تكون عملية تمويهية وخطة لتكريس مزيد من العزلة للفريق في علاقة بالمحيط، وبالتالي فإن هذه المحاولة ستعقد الوضع أكثر من أن تعافيه.
هذا الوضع سيتأثر لا محالة بما هو خارجي، وسيؤثر ويربك الفريق في تحقيق المراد هذه السنة، ذلك من خلال استقصاء الأنباء الواردة من مختلف المدن التي تشكل فرقها منافسا شرسا بقسم الهواة، حيث أن مسؤولي هذه الفرق نهضوا عن بكرة أبيهم وبشراكة وتشارك مع جميع مكونات مدنهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر نستحضر فريق شباب المحمدية الذي بات مسيروه ومختلف مكونات المدينة مجتمعة على رفع التحدي والعودة بالفريق إلى مراتب ودرجات مهمة بالبطولات الوطنية لكرة القدم، بدءا بتحقيق الريادة بقسم الهواة والعودة السريعة للأضواء بقفزة للقسم الاحترافي الأول بمرور سريع بالقسم الثاني، في أفق استعادة أمجاد الفريق في سبعينات ومستهل ثمانينات القرن الماضي.
وبالعودة للفريق المكناسي، ويمكن القول إن الفريق مقبل هذا الموسم على وضع لا يحسد عليه مع مستقبل غامض، في ظل ما سلف ذكره والتي جمعت ما بين الذاتي والموضوعي؛ أفضت إلى انسداد كبير على وقع العزلة التي صار إليها الفريق ومكوناته، إن لن نقل وضعوا فيها أنفسهم أصحاب الحل والعقد بالكوديم واختاروها بدلا عن الشراكة والتشارك، ونهج طريق غير سالك زاده توزيع الاتهامات وإلصاقها بالغير، وفي تنصل تام من المسؤولية الذاتية.

< مكناس: عزيز الفشان

Related posts

Top