وفاة شاعر إسبانيا الكبير خوسيه مانويل كاباييرو بونالد الحائز على جائزة ثيرفانتيس (2012)

خوسيه مانويل كاباييرو بونالد (José Manuel Caballero Bonald )، (ولد في شريش بقادس في 11 نوفمبر 1926، وتوفي بمدريد في 09 ماي 2021). هو روائي ومحاضر وشاعر إسباني. من أب كوبي – جمهوري من حزب الإصلاح – وأم من أصل أرستقراطي فرنسي – من عائلة الفيسكونت بولاند، درس الفلسفة والآداب في إشبيلية بين عامي 1949 و1952 والبحرية وعلم الفلك في قادس.
سنة 1952 نشر مجموعته الشعرية الأولى “تكهنات”، الذي حصل بها على الجائزة الثانية لجائزة “أدونيس”.
استمرت حياته المهنية في أمريكا اللاتينية، حيث كان أستاذاً جامعياً في بوغوتا. في العاصمة الكولومبية، كتب روايته الأولى – “يومان من شهر شتنبر”، وحصل بها على جائزة “المكتبة الموجزة” في عام 1961 ونشرت في العام التالي. في عام 1968 تم إدراجه في مختارات الشعر الإسباني الجديد.
عند عودته من كولومبيا، كثف اهتمامه بالأدب كوسيلة للنضال ضد الفرانكوية، بما يتماشى مع توجيهات الحزب الشيوعي، الذي لم يكن عضوًا فيه.
بمشاركة الكاتب كاميلو خوسي ثيلا Camilo José Cela نشر مجلة “أوراق حي سون أرمادان” من مدينة مايوركا بإسبانيا كنائب للمدير، كما شارك في مشروع معهد المعجم في الأكاديمية الملكية الإسبانية.
سنة 1998 تمَّ فتح معهد يحمل اسمه.
في أبريل 2009، نشر ديوان “الليل ليس له جدران“، مؤلفًا من مائة وثلاث قصائد، حيث جعل من عدم اليقين مطلبا له، لأنه، على حد تعبيره، «الشخص الذي ليس لديه شك، والذي متأكد من كل شيء، هو الأقرب للشخص البليد».
بعد نشر ديوان “ما بين الحروب“ (2012)، وهو ديوان يتألف من قصيدة واحدة من ما يقرب من ثلاثة ألف بيت، أعلن قائلا: «لن أكتب أي شيء بعد الآن»، لكنه واصل الكتابة. فقد أدرك أن كتابة الشعر تساعده على البقاء شابًا..
29 من شهر نونبر 2012 سيتم إعلانه كفائز بجائزة “ثيرفانتيس”.
07 ماي 2021 تم نعي الشاعر ذي الـ 94 عاما، والذي كان بسنة قبل ذلك قد تغلب على الفيروس التّاجي كوفيد 19.

***

سيرة ذاتية

(من ديوان دليل المخالفات)

من كل ما أحببته في الأيام المُتَقلبة
ما زال فقط
آثار،
خيوط متشابكة،
تخمينات،
مسارات مشكوك فيها، معلومات غامضة:
على سبيل المثال، المطر في مدينة لوسيرنا
غرفة حزينة في باريس،
الظل الوردي لشجرة الرنف الملكي
تزين حاشية منزل عائلة كاماغوي (Camagüey)،
تلك الآثار الصامتة لبابل
بجانب السهول الطينية الفخمة لنهر الفرات،
شفق قديم في جُزر الغالاباغوس،
الأشباح الطويلة
للوبانار في قادس،
صباح بلا أخطاء
أمام ضريح ابن عربي في إحدى ضواحي دمشق،
جسد مانويلا ملقى بين قصب محميَّة دونيانا،
تلك القهوة في بوغوتا
حيث كنت أذهب غالبًا مع الأصدقاء الذين ماتوا،
أنين شراع سفينة مُتوتَّر
تسير عكس الريح قبل حطامها الأول …
أشياء كهذه بسيطة ورائعة
لكن من كلِّ هذا
هل يهمُّني
الاستحضار، والحفاظ بعد كل
مظاهر النسيان المتقلِّبة هذه؟
لا شيء سوى الظل
يعبُرُ الليل رُفقَة ظِلّي.

< عبد اللطيف شهيد / إسبانيا

Related posts

Top