وفاة 5 أشخاص بفعل إنفلونزا “H1N1”

جدد عدد من المسؤولين والمختصين في قطاع الصحة التأكيد على أن الحالة الوبائية لداء الإنفلونزا الموسمية ببلادنا تعد حالة عادية، على الرغم من تسجيل عدد من حالات الوفاة جراء مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا من نوع “H1N1” وصلت إلى خمس حالات إلى حدود أول أمس الخميس. وأبرزوا أن الوضعية لا تستدعي الكثير من الخوف والهلع بقدر ما تستلزم مضاعفة جهود الوقاية والحماية، عن طريق الإجراءات العادية، وعلى رأسها أخذ اللقاحات اللازمة والحرص على سلوكات النظافة الأساسية والمعروفة.
وكثفت وزارة الصحة، خلال اليومين الماضيين، من جهودها للتواصل والتحسيس، سواء على مستوى مصالحها المركزية أو المحلية، وكذا على مستوى مخاطبة الرأي العام عبر وسائل الإعلام، والتنسيق مع باقي القطاعات المعنية، من أجل متابعة وضعية الحالات المسجلة وتعزيز عمليات الوقاية والتكفل. وعملت لجنة اليقظة التي تضم ممثلين عن مصالح وزارة الصحة ووزارة الداخلية ومسؤولين ترابيين، على رفع وتيرة اجتماعاتها من أجل تحسين عمليات الرصد ولمتابعة على مستوى مختلف المصالح المختصة عبر التراب الوطني.
وفي هذا الصدد، قال سعيد عفيف، رئيس التجمع النقابي لأطباء القطاع الخاص بالمغرب، في تصريح لجريدة “بيان اليوم”، إن المراكز الصحية والمستشفيات رفعت مستوى تأهبها للتكفل بجميع الحالات التي يشتبه في إصابتها بالإنفلونزا من نوع “H1N1″، وأن العلاج متوفر لدى تلك الصالح، كما سيكون متوفرا لدى الصيدليات بدءا من الأسبوع المقبل، حتى يتسنى صرفه في الوقت المناسب للمرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بعد إدلائهم بوصفة طبية.
وأبرز الدكتور عفيف أن الدواء لا يجب أن يسلم للمرضى بدون وصفة لما يمكن أن يكون لذلك من مضاعفات خطيرة على صحتهم. وأكد أن فيروس انفلونزا “H1N1” لم يعد ذلك الفيروس المخيف الذي ظهر منذ سنوات بل أصبح فيروسا معروفا لدى الأطباء وهو يسجل سنويا عشرات ومئات الإصابات في المغرب وعبر العالم، كما يؤدي أحيانا إلى الوفاة ولكن ليس بنسبة مختلفة عن باقي فيروسات الانفلونزا الموسمية، حيث لا يشكل خطورة سوى على الفئات المعرضة أكثر لخطر العدوى، وعلى رأسها فئة الأطفال أقل من 5 سنوات والنساء الحوامل والمسنين والأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أو مزمنة، حيث يسبب نقص المناعة عند هذه الفئات سببا لتأثرها بصفة أكثر من غيرها بمختلف أنواع العدوى.
وشدد الدكتور عفيف على أن إجراءات الوقاية والحماية المعتادة كفيلة بالحد من خطر العدوى لدى المواطنين، وهو الأمر الذي لا يتم إعطاؤه أهمية كافية من قبلهم. ومن بين هذه الإجراءات ضرورة حصول الفئات المعرضة للخطر على اللقاحات اللازمة، كذلك الأشخاص القريبين منهم، مثلا إذا كانت المرأة حاملا وعلى وشك الوضع فإن تلقيحها وتلقيح الزوج يصبح ضروريا للوقاية من مضاعفات المرض وكذا لوقاية وليدهما الذي لا يمكن أن يحصل على التلقيح إلا بعد تجاوزه لسن ستة أشهر، علما أن الشخص المقدم على التلقيح يجب أن يكون في صحة جيدة وألا ينتظر حتى يصاب بالمرض للحصول على اللقاح. كما أشار إلى الحرص على إجراءات النظافة من قبيل غسل اليدين واستعمال المناديل الورقية وحيدة الاستخدام عند العطس وإخراج البلغم والتخلص منها فورا بعد ذلك، وتفادي الأماكن المزدحمة والمكوث في المنزل، خاصة بالنسبة للأطفال، في حال الإصابة بالزكام. وفي هذا السياق، أكد عفيف أيضا على ضرورة تمييز المواطنين بين أعراض الزكام العادية التي لا تشكل خطورة كبيرة على الصحة وبين أعراض الانفلونزا الحادة، حيث يفترض أن يتجه المريض إلى أقرب مركز صحي أو إلى طبيب الأسرة في حال ملاحظة أعراض من قبيل استمرار ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 48 ساعة وآلام في المفاصل والتعب الشديد، وذلك حتى يتم تشخيص نوع الانفلونزا والتكفل بالحالة بكيفية ملائمة في الوقت المناسب.        
إلى ذلك، شهدت مدارس التعليم الخصوصي بعدة مدن وخاصة مدينة الدار البيضاء، حالة استنفار كبير بعد ظهور عدة حالات إصابة بالإنفلونزا الموسمية من نوع “H1N1” بين أطفال في الأقسام الأولية والابتدائية على وجه الخصوص. وعلى الرغم من الإعلان عن التكفل السريع بتلك الحالات وأنها تتماثل حاليا للشفاء، إلا أن حالة من الهلع مازالت تسود في أوساط الإدارة التربوية للعديد من المدارس، زادت من حدتها تساؤلات أباء وأولياء التلاميذ حول الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل حماية فلذات أكبادهم. وعمدت الإدارة التربوية لعدة مدارس على اتخاذ إجراءات مستعجلة للوقاية، حيث قامت عدة مدارس خصوصية في الدار البيضاء باستدعاء طبيب مختص من أجل إجراء الكشوفات اللازمة على التلاميذ والأطر التربوية، وتقديم التوجيهات الضرورية لهم حول الموضوع. فيما عملت إدارة بعض المدارس على إجراء عملية تعقيم لمرافقها وتزويدها بوسائل النظافة الضرورية وتقديم مطهرات الأيدي للأطفال، مع مضاعفة جهود التحسيس والتوعية في صفوفهم وحثهم على تكثيف إجراءات النظافة والوقاية. كما وجهت الإدارة التربوية لعدة مدارس نداءات إلى أباء وأولياء التلاميذ بضرورة إبقاء أطفالهم في منازلهم في حال الإصابة بالزكام.

< سميرة الشناوي

Related posts

Top