يا حسرة على الكاك

انحدار النادي القنيطري لكرة القدم لقسم الهواة عنوان لمسلسل دراماتيكي، انتهت حلقاته بما يمكن أن يوصف رياضيا بالكارثة، فالنادي المفروض أن ينافس الكبار،  تكالبت عليه المشاكل والأخطاء القاتلة ليجد نفسه مع الصغار، وكلمة الصغار ليس تنقيصا من مستوى الفرق التي تشكل بطولات الهواة، بل لأن المكان العادي والطبيعي للكاك، هو قسم الصفوة، لأن التاريخ يقول هذا المعطى الذي لا يمكن أن يجادل فيه أحد. 

كثير هى الأخطاء القاتلة التي قادت نحو  هذا المصير المؤسف، حيث استمر التراجع  لعدة سنوات، إلى أن وصل إلى نهايته، بالإعلان عن سقوط الفريق، المدرسة الحقيقة، المعطاء. 

الكاك التي تركها المسير المرجعي محمد دومو والتقني العصامي الأب الصويري، كأمانة في عنق كل رياضي بمدينة القنيطرة، وعوض الحفاظ عليها كإرث حضاري وقيمة حقيقية، لا تقدر بثمن، لم يحفظوا الأمانة، بعد أن حولوها إلى مجرد أداة لتصفية الحسابات والصراعات الفردية، وتحقيق المكاسب الشخصية، والنتيجة الصادمة هي أن هذا الكيان الرياضي التي كان بحق مفخرة لكل من ينتمي لعاصمة سبو، ساءت أحواله إلى درجة لم يكن يتوقعها أحد. 

لن نحكي هنا عن انجازات وبطولات الكاك،  فالتاريخ يحفظ بأمانة كل المعطيات والأرقام، ولن نسهب في سرد الأسماء الكبيرة التي تخرجت من هذه المدرسة المعطاءة، فالحيز لا يتسع لذكر كل اسم من الأسماء التي دافعت عن ألوان الكاك،  وارتدت القميص الوطني لسنوات طوال، لن نتحدث عن قيمة الجمهور العاشق، الذي كان دائما ولا زال وسيظل السند الحقيقى الذي لا يتخلى ولا يتهرب ولا يخلف الموعد. 

فكل هذه المميزات هى إرث حضاري لا يمكن أن ينازعه أحد، لكن التاريخ سيذكر أيضا أن هناك من لم يعطي للكاك القيمة التي تستحقها، بعد أن رأي فيها مجرد وسيلة لتحقيق مصالح خاصة، وعندما يعجز عن الوصول إلى هذه المصالح، يتحول لعب دور المعارضة السلبية بكل ما يعرف من أساليب الهدم والتخريب 

الآن وبعد أن حدث ما حدث، ونزلت الكاك لقسم الهواة، بعدما انتظرنا صعدها لقسم الكبار، لابد من استخلاص الدروس والعبر، ولابد من القيام بنوع من المحاسبة، والتسهير  بكل من أساء لهذه القلعة الشامخة والمعطاءة 

لابد من إجراء مراجعة حقيقية لكل سنوات الضياع التي عانى منها الفريق الأول بالمدينة، الى أن وصل إلى ما وصل إليه من انحدار، لأن مثل هذه المراجعة هى التي يمكن أن تقود إلى معرفة الأسباب الحقيقة التي قصدت إلى هذا المصير المظلم، واقتلاع جذور الفساد الذي عشش بكيان كرة القدم بالمدينة والرياضة بصفة عامة 

إنها الكاك ياسادة النادي المرجعي الذي شكل لسنوات مدرسة حقيقية تغنت بعطاءاتها حناجر الملايين، لتتحول إلى مجرد أطلال تحكي عن ماض تليد. 

والله حرام 

محمد الروحلي 

Related posts

Top