يا حسرة على حجي…

شهر مارس الماضي، أبعد مصطفى حجي عن الطاقم التقني للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، وإلحاقه بالإدارة التقنية الوطنية.

شهر أبريل الماضي، حجي يرفع دعوى قضائية ضد المدرب وحيد خاليلوزيتش بعد اتهامه بالسب والقذف.

أواخر شهر يونيو الماضي، توصل مصطفى حجي بوثيقة موقعة من طرف الكاتب العالم للجامعة،  تخبره بالطرد من منصبه داخل جامعة الكرة، بمبرر “وقوعه في خطإ جسيم”.

بداية هذا الأسبوع، يهاجم حجي الجامعة متهما إياها، بحرمانه من أبسط الحقوق طيلة فترة تواجده، كمدرب مساعد، غير مصرح بصندوق الضمان الاجتماعي، وعدم  توفره على التأمين الإجباري عن المرض، طيلة مدة عمله في المنتخب الوطني.

دائما في بحر هذا الأسبوع،  تأكيد حجي لجوءه للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أو محكمة التحكيم الرياضية “الطاس” من أجل استرداد حقوقه.

تفاعلات وردود أفعال وقرارات وعقوبات، تهم نفس الجهاز، وهى جامعة كرة القدم، ونفس الشخص، ونعني به مصطفى حجي.

ما لا جدال فيه أن مصطفى حجي اسم كبير في تاريخ كرة القدم الوطنية، أعطى الشيء الكثير للفريق الوطني، لم يفرض شروطا، ولم يساوم، لم يحدث أن تقاعس، أو اختار المقابلات التي يلعبها، استمر رهن إشارة الواجب الوطني، إلى أن اعتزل اللعب دوليا.

هذا هو حجي الذي عرفناه، المنتمي لعائلة رياضية بامتياز، لم يساوم أفرادها أبدا مقابل تلبية الواجب الوطني.

وعندما التحق “موس” كما يناديه أصدقاؤه ومعارفه، كمساعد لمدربي المنتخب، الكل رحب بهذا الاختيار وباركه على أمل أن يصبح صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1998، في يوم من الأيام هو المدرب الرسمي.

بدأ  مهامه رفقة بادو الزاكي، وبعدها مع الفرنسي هيرفي رونار، وصولا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، إلى أن اتخذ في حقه قرار الإبعاد عن الطاقم التقني، ثم الطرد النهائي.

هذا هو مسار هذا الاسم الكبير، صراحة لم يكن يعتقد الكثيرون أن العلاقة ستصل لهذا المنحى غير المرغوب فيه تماما.. خلافات، اتهامات، طرد، وصولا إلى ردهات المحاكم.

والواقع أن حجي كان مطالبا بتدبير  مساره على نحو مغاير لما كان عليه، فمن غير المقبول تماما أن يتسمر كل هذه المدة الطويلة كمساعد، دون إبداء أي رغبة في التطور، وامتلاك جرأة الخروج إلى الواجهة، وإظهار إصرار على البحث عن آفاق أرحب، وخوض تجارب أخرى.

إلا أن العكس هو ما حصل، فبعد أن استكان للمنصب، وألف دفء الراتب المهم، كما استحسن امتيازات وعائدات مرافقة المنتخب، لم يكن يعتقد أن النهاية ستكون بهذا الشكل، كما لم ينتبه إلى تحوله في السنوات الأخيرة، إلى اسم غير مرغوب فيه من طرف جزء كبير من الجمهور الرياضي.

محزن حقا ما لحق باسم مصطفى حجي من أذى، ومن الحكمة أن يعرف الإنسان متى يبدأ، ومتى يتوقف، ومتى يغير المسار، وأن لا يختار الحلول السهلة التي غالبا ما تقود صاحبها نحو الباب المسدود…

يا حسرة على حجي…

محمد الروحلي

Top