‎أمل ينبعث من جديد

سنة 2013 نجح المنتخب المغرب لأقل من 17 سنة لكرة القدم لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية، في الوصول إلى المونديال الذي احتضنته دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي المشاركة التي جاءت بعد مشوار ناجح بكأس أفريقيا التي أقيمت بالمغرب حيث وصل إلى المربع الذهبي.
خلال مونديال الإمارات، وصل المنتخب إلى ثمن النهاية، حيث عجز عن المرور للدور ربع النهائي، بعدما خسر أمام نظيره الإيفواري 1-2، هذه النتيجة لم تعكس نهائيا المستوى اللافت للعناصر الوطنية، إذ تألقت خلال الدور الأول، حيث أنهت منافسات الدور الأول في صدارة المجموعة الثالثة، بسبع نقاط من فوزين على منتخبي كرواتيا 3-1 وبنما 4-2، وتعادل في الجولة الثانية مع منتخب أوزبكستان (0-0).
يومها وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) العروض التي قدمها المنتخب الوطني المغربي بالممتعة والجميلة، بالرغم من أنها أول مشاركة له في تظاهرة دولية من هذا النوع، بالإضافة إلى تواجد المنتخب المغربي بمجموعة ثالثة لم يكن من السهل التكهن بنتائجها، إذ وصفت من طرف المتتبعين بالمتوازنة وحظوظ أطرافها متساوية.
كريم أشهبار (3 أهداف) ويونس بنمرزوق (2) ونبيل الجعدي (1)، ثلاثي مغربي متألق، نال إعجاب خبراء (الفيفا)، إذ تميز أداؤهم بالسرعة والدقة، وكان تأثيرهم واضحا على أسلوب المنتخب الذي جاء ممتعا وجميلا وذا نزعة هجومية وقدرات هائلة.
كل هذه المكاسب التي جاءت بدون سابق إنذار أو إعداد مسبق، ضاعت كما ضاعت أغلب المواهب التي كانت وراء هذه الإنجاز غير المسبوق، وللأسف لم يتم استثمارها على نحو رائع، بعد الاستغناء عن المدرب الهولندي بيم فيربيك الذي كان وراء انتقاء هذه العناصر سواء من الدوريات الأوروبية أو بعض الأندية المغربية، كما تم تهميش المدرب عبد الله الادريسي، لتضيع فرصة تشكيل منتخب للمستقبل.
بعد المشاركة بمونديال الإمارات، غابت كرة القدم الوطنية عن هذه التظاهرة الدولية التي يقاس بها حقيقة العمل المنجز على مستوى الفئات الصغرى، إلى أن جاء منتخب الذي قاده جمال السلامي، لتبعث من جديد بارقة أمل، تترجم عملا إيجابيا مبذولا على مستوى الفئات الصغرى طيلة الأربع سنوات الأخيرة، حيث نجح في التأهل إلى نهائيات بطولة إفريقيا التي ستقام بتنزانيا عام 2019، بعد حصوله على الرتبة الأولى خلال الدورة الاقصائية لاتحاد شمال إفريقيا التي اختتمت أطوارها مؤخرا بتونس.
تمكنت العناصر الوطنية من التأهل بعد احتلال المركز الأول برصيد 9 نقاط، بتحقيق العلامة الكاملة أمام كل من منتخبات الجزائر وليبيا وتونس، حيث وصف المدرب السلامي هذا الإنجاز بأنه “صفحة ملؤها الفخر في بداية مشوار متألق” لـ “أشبال الأطلس”.
تشكل هذه المنتخب من خلطة ناجحة بين الذين يمارسون بالأندية الأوروبية، أو أولئك الذين ينتمون لأندية المغربية، وخاصة أكاديمية محمد السادس وفريق الفتح الرباطي، ومن بين الأسماء التي تألقت خلال هذه الدورة الاقصائية هناك لاعب برشلونة الاسباني زكرياء غيلان ولاعب مالقة هيثم عبيدة وأكرم نقاش من أكاديمية، وغيرهم من اللاعبين الواعدين.
إنجاز مهم يجب أن تتبعه خطوات أساسية أولها البصم على مشاركة إيجابية بدورة تنزانيا، وبعدها حجز بطاقة المشاركة في مونديال البيرو، حيث إمكانية البروز أكثر على الصعيد الدولي، مع العلم أن تخصيص رعاية كاملة مسألة مفروغ منها من طرف الجامعة الحالية التي بذلت مجهودا كبيرا على مستوى الإدارة التقنية الوطنية، أعطت في مرحلة أولى نتائج إيجابية، تتطلب الاستمرارية في العمل بنفس الحرص والتتبع والرعاية.

محمد الروحلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top