‎المؤتمر السادس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

 أكد المشاركون في المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد  العام للأدباء والكتاب العرب، الذي اختتمت أشغاله مساء الثلاثاء الماضي بأبوظبي، على  ضرورة إشاعة ثقافة التنوير واستثمار مختلف الإمكانات لمواجهة الفكر الظلامي  والإقصائي.
 وشدد المشاركون، في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي انعقد مؤخرا بمشاركة 16 وفدا عربيا، على “إدانة الإرهاب بمختلف  أشكاله وصوره، الذي أمعن، ولما يزل، في إراقة الدماء في غير جزء من الجغرافيا  العربية، وفي تدمير الإرث الحضاري للأمة العربية، ولكل الحضارات العالمية”.
  وأبرز المؤتمر السادس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أهمية “تصعيد وتعظيم دور المثقفين في فضح كل المؤامرات التي تستهدف الأمة والوطن من قوى  خارجية طامعة وأخرى ظلامية، وثالثة إرهابية، وحشد كل الطاقات لمواجهة هذه الأخطار  الجسيمة التي تستهدف تمزيق الوطن وتدميره والنيل من وحدته، وسلامة أرضه”.
 كما أكد البيان الختامي للمؤتمر، على “رفض مختلف أشكال التدخل الأجنبي في شؤون  الدول العربية، ومختلف أشكال الوصاية، ودعم الشعوب العربية في تقرير خياراتها  بنفسها”، مشددا في السياق ذاته على “رفض مختلف أشكال التطبيع مع الاحتلال  الإسرائيلي لفلسطين”.
 ومن جهة أخرى، أكد المشاركون في المؤتمر، من خلال البيان الثقافي، الصادر عن  اجتماعاتهم، على أنه “على الرغم من اشتعال الأرض تحت أقدام العرب في كل أقطارهم،  وعلى الرغم من تهافت أعداء الوطن بجحافلهم عليه، فإننا على يقين بأن الصراع صراع  ثقافة وهوية ورؤى، وليس مواجهة عسكرية فحسب”.
 كما شددوا على أن “نزعات التطرف الديني تتناقض مع الجذور الثقافية العربية، بل  وتطعن في أسسها، فما شهدته الحضارة العربية من نهوض في عصورها المزدهرة كان دافعه  ومؤشره الحرية في الفكر والإبداع والبحث العلمي”.
 وسعيا وراء ضرورة التعامل بشكل منهجي وموضوعي مع تراث العرب، طالب المشاركون،  بإنشاء مؤسسة للتراث العربي بتمويل من سائر الأقطار، وبجهود كل العلماء والمفكرين  والباحثين المتخصصين في هذا الشأن، تتناول “تراثنا كشفا، وتحقيقا، ونشرا، وانتقاء  ليصل إلى كل قارئ عربي ومهتم أجنبي بالطريقة التي نريدها نحن ولا يريدها لنا  الآخرون”.
  وأكدوا على أهمية  الانفتاح الثقافي، ومواجهة موجات التكفير، عبر نشر مفاهيم  الديمقراطية والحريات والتفاعل مع الآخر من موقع الثقة بالنفس، لا الاستلاب،  مطالبين في السياق ذاته بإقامة مشروع عربي مشترك في مجال الترجمة، يعني بتقديم  الأدب العربي إلى العالم، وتنظيم مؤتمر دوري للترجمة وقضايا الفكر بصفة عامة كل  عامين، يبدأ دورته الأولى بالإمارات العربية المتحدة.
  وفي المجال الحقوقي، أقر المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء  والكتاب العرب، في ختام أعمالهم، (تقرير حال الحريات في الوطن العربي).
  وشدد الأدباء والكتاب العرب ، في هذا السياق، تمسكهم بمواقفهم المبدئية  والثابتة للدفاع عن حرية الأدباء والكتاب حيثما وجدوا، والتأكيد دائما على أنه لا  شرط على الحرية إلا المزيد منها.
 وطالبو ب”إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب، إذا كان احتجازهم ناتجا فقط  عن نتاج أدبي أو فكري قدموه، أو رأي أبدوه”، مؤكدين على أن الكلمة هي المقدمة  الأولى للديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون حرية الكلمة.
  وندد التقرير من جهة أخرى بما تقوم به “الجماعات المسلحة المتمثلة في (داعش)  والقاعدة والحوثيين، لما تمثله أفعالهم من إسقاط لقيمة الإنسان”.
  وتميزت أشغال المؤتمر العام السادس والعشرين، بانتخاب المغرب، في شخص عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب، بالإجماع نائبا أولا للأمين العام  للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
  كما أسفرت اجتماعات الأمانة العام للاتحاد الأدباء والكتاب العرب، عن انتخاب  حبيب يوسف الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمينا عاما جديدا  للاتحاد خلفا للمصري محمد سلماوي، لولاية تستمر ثلاثة سنوات، وانتخلب مراد  السوداني الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين نائبا ثانيا  للأمين العام.
وشارك المغرب في أشغال المؤتمر العام السادس والعشرين، بوفد يمثل اتحاد كتاب  المغرب، يتكون من رئيسه عبد الرحيم العلام وسعيد كوبريت وعبد المجيد شكير  عضوي  المكتب التنفيذي، الذين شاركوا في اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد العام، إلى  جانب الشاعرة مالكة العاصمي التي ساهمت في إحياء أمسية شعرية بهذه المناسبة.
  وتميزت فعاليات المؤتمر بتنظيم عدد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية الموازية،  من بينها على الخصوص ندوة فكرية في موضوع ” أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق  الإنسان” ، بمشاركة عدد من النقاد والمفكرين والأكاديميين والحقوقيين العرب، إلى  جانب أمسيات شعرية في إطار مهرجان (سلطان بن علي العويس الشعري) بحضور نخبة متميزة  من أبرز الشعراء العرب.
 كما تضمن برنامج المؤتمر تكريم عدة شخصيات وأسماء عربية وازنة أثرت الرصيد الثقافي العربي في ميادين الكتابة والإبداع.

Related posts

Top