‎برافو…

مقابلة استثنائية، مستوى مثالي، عرض قوي، أداء متكامل، قل ما شئت من عبارات الاستحقاق والتقدير والإعجاب… فالأكيد أنك لن تصل إلى إنصاف لاعبين قدموا بشهادة كل المتتبعين أحسن عرض للفريق الوطني منذ عدة سنوات خلت.
وبالإضافة إلى المميزات التي ذكرناها وغيرها كثير، كانت الروح القتالية حاضرة والإصرار الكبير واضحا للعيان، وهذا الفضل يعود بالأساس إلى المدرب هيرفي رونار الذي عرف كيف يزرع في اللاعبين روح الانتصار وثقافة الفوز والثقة بالنفس، وهذا ما كان يفتقده المنتخب المغربي تحت إشراف مدربين سابقين، رغم الكفاءة التي يتوفرون عليها، لكن غابت عنهم “لاغرينتا” كميزة لا تتوفر لأي كان لارتباطها بشخصية المدرب وتركيبته وتكوينه.
انتصار بحصة عريضة، قادت الفريق الوطني إلى احتلال المرتبة الأولى بالمجموعة الثالثة التي تسيدتها الكوت ديفوار منذ بداية هذه الاقصائيات، ليكون الحسم بعد حوالي شهر من الآن بالعاصمة أبيدجان، في مواجهة الفيلة الإيفوارية، حيث سيبحث “أسود الأطلس” عن أغلى نقطة في تاريخ كرة القدم الوطنية، النقطة التي ستمكن من الاستمرار بالمرتبة الأولى المؤدية مباشرة نحو أعراس المونديال صيف السنة القادمة بأرض الروس.
ومن جانب الإنصاف دائما، فلابد من الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه الجمهور الرياضي داخل ملعب يوصف بـ “الأسطوري” نظرا للإنجازات التاريخية التي تحققت فوق أرضيته .. فأكثر من 50 ألف متفرج خلقوا أجواء احتفالية رائعة، وساهموا في تحفيز اللاعبين على البذل والعطاء .. هؤلاء اللاعبون شعروا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقتهم، ألا وهي العودة بكرة القدم الوطنية إلى الواجهة الدولية، بعد غياب قاس دام 20 سنة كاملة.
ودائما من جانب الإنصاف، لابد من الإشادة بالدور الذي تلعبه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في توفير كل الظروف المواتية للفريق الوطني والاستعداد في أحسن الظروف وتحفيز جل مكونات مؤسسة الفريق الوطني، كما نجح رئيسها فوزي لقجع في ضمان وصول آمن وهادئ لهذه المرحلة المتقدمة من الاقصائيات، خاصة عندما أنهى خلافات كانت مطروحة بين هيرفي رونار وحكيم زياش، وأعاد المهدي بنعطية لصفوف المجموعة بعد اعتزال مؤقت، دون أن ننسى لقاء المصالحة بين المدرب ورجال الإعلام الرياضي بعد فترة من التنافر والخلافات.
“برافو” .. وليكمل الفريق الوطني المشوار بنفس الإصرار والعزيمة الفولاذية إلى حين الوصول إلى العاصمة موسكو التي تستعد لاستقبال صفوة كرة القدم العالمية.

محمد الروحلي

الوسوم

Related posts

Top