‎تغيير بحسابات شخصية…

بعد انتظار دام سنوات، عادت المشروعية أخيرا للجنة الأولمبية الوطنية، مشروعية بقدر ما علقت عليها الكثير من الآمال، كانت صدمتها كبيرة، بعد السيناريو والإخراج الرديئين اللذين رافقا أشغال الجمع العام، والنتائج التي أسفر عنها، مما أثار سخطا كبيرا داخل كل مختلف الأوساط الرياضية الوطنية.
وبالرغم من الاحتجاجات التي سبقت الجمع إلا أنها لم تؤخذ نهائيا بعيد الاعتبار، لتمر الأشغال بالشكل الذي أعد لها سلفا، وذلك بتقديم فيصل لعريشي لائحة واحدة، تتكون بالضبط من 15 فردا، وهذا الرقم حدد للحيلولة دون تقديم لائحة أخرى، خاصة وأن لائحته ضمت رؤساء جامعات قوية، وأخرى ضعيفة ولا تمثيلية لها.
فالحرص على حضور ممثلي الجامعات النافذة، كان الهدف منه كسب نوع من المصداقية المفقودة، كما روعي في هذا الاختيار جانب آخر، يتعلق بكثرة انشغالات رؤساء جامعات كرة القدم، ألعاب القوى، الملاكمة، الكراطي، كما أن الرئيس نفسه القادم من جامعة التنس، لديه برنامج ضاغط، ولا وقت له لتمثيل اللجنة الأولمبية الوطنية خارج المغرب.
أما بالنسبة لرؤساء الجامعات الضعيفة، وما أكثرهم في لائحة العرايشي، فالمسألة مفهومة كذلك فترويضهم مقدور عليه، ومجرد ضمهم للتشكيلة يعد انتصارا لم يكونوا يحلمون به بالمرة.
لنصل في الأخير إلى الجامعات المقصية من اللائحة المدعمة، وتبقى أبرز ملاحظة تتعلق بإقصاء المرأة الوحيدة التي تترأس جامعة رياضية بالمغرب، وهي بشرى حجيج رئيسة جامعة الكرة الطائرة، وحسب بعض المصادر، فإن الأمر يتعلق بمعاقبة لها على تزعمها مبادرة عقد اجتماعات لرؤساء الجامعات خارج إطار اللجنة الأولمبية، مما ساهم في التعجيل بعقد الجمع، بعد تلكؤ دام سنوات طوال.
كما أن الإقصاء هم أيضا أغلب الرياضات الجماعية خاصة اليد والسلة، وصولا إلى جامعة التايكواندو، وهي من بين الرياضات القليلة التي واظبت على الحضور الأولمبية خلال دورات الأخيرة.
لنصل إلى منع الصحافة من حضور أشغال الجمع العام، والاكتفاء بحضور منبرين رسمين فقط، هما الرياضية ووكالة المغرب العربي للأنباء، كما وجهت دعوة لرئيسي الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين، لكنهما رفضا الحضور تضامنا مع باقي زملائهم.
فالمنع قرار غريب استند أصحابه على بند داخل قانون التربية البدنية والرياضة، والذي يعطي الحق للأجهزة الرياضة في اختيار مسألة الحضور من عدمها، الشيء الذي ترك استياء كبيرا داخل مختلف مكونات الصحافة الرياضية الوطنية.
وحسب ما تسرب من الجمع العام، فقد كانت هناك تدخلات قوية من طرف ممثلي بعض الجامعات، والذين رفضوا الطريقة التي جاء هذا الجمع، موجهين أصابع الاتهام لأشخاص معينين، كانوا وراء هذا الإخراج المبتذل الذي يخدم مصالحهم وطموحهم في البقاء، أكثر من خدمة الرياضة الوطنية…

محمد الروحلي

Related posts

Top