‎تكريم المفكر والكاتب المغربي عبد السلام بنعبد العالي

كرمت خيمة الإبداع مؤخرا، ضمن فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي، المفكر والكاتب والفيلسوف المغربي عبد السلام بنعبد العالي.
وساهم في الاحتفالية الثقافية ثلة من المفكرين والأكاديميين المغاربة الذين أجمعوا على أن المكرم عبد السلام بنعبد العالي علما بارزا من الأعلام المغاربة الذين يعترف بعلو كعبهم وغزارتهم وعمق تفكيرهم من مشرق العالم العربي إلى مغربه، والذي ساهم في إثراء الثقافة والعلوم الإنسانية خاصة في مجال الفلسفة. كما أجمعت المداخلات على أن الكاتب والمفكر المغربي عبد السلام بنعبد العالي علامة فارقة في مجال الفكر الفلسفي والترجمة والنقد والإبداع الأدبي، واعتبر الجميع أن المكرم يعد مدرسة قائمة الذات في مجال تخصصه، والذي انتقل بتميز بين المرجعيتين العربية والفرنسية. وأشارت المداخلات إلى أن كتاباته المتنوعة التي تخطت حدود التخصص العلمي المحدود إلى الآفاق الرحبة للعلوم الإنسانية بالرغم من أنه عرف بانشغالاته الأكاديمية والفكرية والأدبية بمجال الفلسفة، شكلت مرجعا أيضا في مجال الضبط الممفاهيمي والحرص المنهجي، إضافة إلى أنه تميز بترجمته التي ترك بصمة خاصة به فيها وأغناها، وتجاوز ذلك بإبداع مصطلحات وتعابير فلسفية وأدبية غير مسبوقة. وعلى امتداد حوالي خمسة قرون من المسار العلمي الغني والحافل وإشرافه الأكاديمي على أجيال متعددة، استطاع المفكر بنعبد العالي أن ينحت له حضورا منتظما في الساحة الفكرية في مختلف تجلياتها الإبداعية والإعلامية، وأبرز قدراته وتملكه العميق لينابيع ومآلات الفكر الفلسفي وأطيافه المتعددة والتأليف الفلسفي والترجمة، رغم تجدد وتطور النظريات والأطروحات في الفكر المعاصر. وفي كلمة بمناسبة التكريم، أكد أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بنعيسى أن الاحتفاء بالكاتب المغربي بنعبد العالي هو احتفاء بأيقونة مغربية لمعت في المجال الفكري والفلسفي لما يجسده من تجربة طويلة ومنتجة في حقل البحث، مضيفا أن الشخصية الفكرية المحتفى بها “مفكر طلائعي ساهم بغزارة في التنوير العقلاني والتجديد الفكري وفي تمكين قراء اللغة العربية من الاطلاع المستمر عبر ترجماته لأمهات النصوص في الفكر الفسلفي الغربي المعاصر”. ولفت بنعيسى إلى أن مساهمة المفكر بنعبد العالي من انتاج نظري مميز يعكس معارفه الواسعة وقدراته التحليلية اللافتة وتمكنه من تقنيات الكتابة الفلسفية وتملكه المنهجي للقضايا والمواضيع والظواهر التي يتناولها بالدرس والتحليل ، وهو ما حقق لاسمه وأعماله مساحات واسعة وشاسعة من التداول والانتشار في الأوساط الفكرية وفي منابر الإعلام الثقافي مغربيا وعربيا. وفي هذا السياق، قال الكاتب كمال عبد اللطيف أن بنعلي يتمتع بمكانة علمية مرموقة في الساحة الجامعية والأكاديمية المغربية وفي ساحة الإبداع والتأليف وفي الفضاء الفلسفي والثقافي والإعلامي بشكل عام لمساهمته في إشعاع قيم فكرية نبيلة، إضافة الى أنه جعل من الفكر الفلسفي مكونا أساسيا في المشهد الثقافي المغربي والعربي، مشيرا الى أن المحتفى به مكن مستعملي اللغة العربية من الانفتاح على معالم فكرية أخرى من معالم شتى وترويضه وتجديده للفسلفة. من جهته، اعتبر الكاتب والشاعر محمد الأشعري أن تميز كتابات المحتفى به في قدرتها على إدخالك في مطبخ كبار الفلاسفة، كما جعل الفلسفة وسيلة لتقريب الشعوب فكريا و الاستمتاع بها والحسم في قضايا مجتمعية مهمة وأعمق الأجوبة ، مشيرا الى أن المفكر بنعبد العالي له سخاء كبير في الكتابة وله مسار كبير في الكتابة الشفافة التي تبني صرحا فكريا رصينا وتضع لمسات عميقة وتحد من الفكر السطحي .
‎ومن وجهة نظر الكاتب الصحافي والمترجم المعطي قبال، فإن الكاتب بنعبد العالي معلمة فكرية مميزة اطلعت بدور ريادي في حقل الفكر والمعرفة المتوازنة و في حقل الفكر الفلسفي في المغرب كما في المشرق ، كما تميز باختيار الفلسفة كوسيلة للتعبير العميق ومناقشة القضايا المجتمعية العميقة ، مشيرا إلى أن المحتفى به ساهم في انبثاق مفاهيم فسفية جديدة واعطى زخما للغة العربية . وفي رأي الباحث عز الدين العلام، فإن المحتفى به جعل من الفلسفة أداة للفكر ووسيلة للتفكير وممارسة التعبير والاجتهاد في الكتابة النقدية العلمية البعيدة عن الحسابات الفكرية الضيقة ، مبرزا أن كتاباته تتميز بعمقها الفكري وهي مرجع في الدفاع عن قضايا المجتمع والهوية والحق ومواجهة “الهشاشة الفكرية”.
‎ وأجمع المتدخلون على أن إسهامات المفكر بنعبد العالي التي جاوزت خمسة وثلاثين كتابا علاوة على رصيد زاخر من المقالات البحثية والمؤلفات الجماعية، لها القدرة على الجمع بين الحفاظ على الطابع النظري والتجريدي المكثف والتبسيط والسلاسة وجعل الكتابة الفلسفية تملكا جماعيا لا يقتصر تداولها على نخبة العارفين المتخصصين.

Related posts

Top