‎تواضع مخيف…

لم يستسغ عامة الوداديين، ومعهم الأغلبية الساحقة من المهمتين بالشأن الكروي على الصعيد الوطني، المستوى الضعيف الذي ظهر به فريق الوداد البيضاوي في لقاءاته الأخيرة بعصبة الأبطال الأفريقية.
 فبعد انتصار مقبول أمام القطن الكامروني بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، عجز بطل المغرب عن تفادي الهزيمة في المقابلة الثانية ضد زاناكو الزامبي، ليسجل تواضعا مخيفا في اللقاء الثالث، وكان أمام الأهلي المصري بمدينة الإسكندرية بهدفين لصفر.
هزيمتان متتاليتين، تركتا تساؤلات عديدة حول إمكانية الفريق البطل في الدفاع عن قيمة كرة القدم المغربية على الصعيد القاري، ومن بين هذه التساؤلات الحارقة هو مستوى البطولة الوطنية مقارنة بنظيراتها على الصعيد القاري.
   فقد ظهر الفريق الودادي مفكك الخطوط، وارتكب أخطاء قاتلة في خط الدفاع، والأكثر من ذلك عجز عن إقلاق راحة لاعبي الفريق الأهلاوي، رغم تقدم أغلبهم في السن.
   فمن يتحمل مسؤولية هذا التواضع المخيف في وقت تنتظر فيه الأوساط الكروية استعادة كرة القدم المغربية فرحة التألق على مستوى عصبة الأبطال الأفريقية، وهى الفرحة التي غابت منذ سنوات خلت.
  ففي الوقت التي اجتهدت إدارة الفريق الأحمر في تعزيز صفوفه بلاعبين مجربين من الداخل والخارج، من بينهم الليبيري وليام جيبور الذي ساهم بقوة في الحصول على لقب البطولة، إلا أنه -وللأسف- ظهرت العيوب واضحة والعجز كبير على المستوى القاري، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية وراء تواضع فريق يعيش استقرار استثنائيا على المستوى التسيير، وتوازنا ماليا يحسد عليه وطنيا.
   فهل يتحمل الطاقم التقني مسؤولية هذا الإخفاق غير المنتظر …؟ سؤال بدأ يطرح نفسه بحدة على أكثر من صعيد، إذ لم يتقبل الكثيرون حدوث أخطاء على مستوى اختيارات التشكيلة الأساسية، نفس الشيء بالنسبة للتغييرات أثناء المقابلة.
   فالطاقم التقني بقيادة المدرب الحسين عموتة، أبان منذ التحاقه برئاسة الإدارة التقنية للفريق عن إمكانيات مهمة، صحيح أنه لم يقنع على المستوى الأداء، إلا أنه يحقق الأهم فيما يخص النتيجة النهائية، بينما عجز في أول اختبار قاري عن إظهار نفس الصورة، سواء أداء أو نتيجة، فهل ضعف البطولة هو الذي سمح للوداد بالتألق على المستوى الوطني؟…
إنها بفعل أسئلة مشروعة بدأت تطرح بقوة من طرف مسؤولي الوداد، فهل تقود في النهاية إلى إقالة عموتة ومن معه بعد أشهر فقط من التعاقد معه؟؟؟   
 محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top