‎حصيلة الرياضة المغربية خلال سنة 2015

ربيعي الأفضل، الركراكي الأحسن، ولحرش الأكفأ…

>  محمد الروحلي
نودع عام مضى ونستقبل عاما جديدا، انقضى عام كامل بكل ما حمله من أفراح وأحزان، وما عرفه من لحظات ستبقى عالقة بالأذهان، نحاول أن نحفظ بذاكرتنا الأشياء الجميلة منها، أما اللحظات الحزينة وعلى كثرتها، فإننا نبذل قصارى الجهود لنسيانها وتجاوزها، محاولين استشراف المستقبل بعيون أكثر تفاؤل.  
تودع الرياضة المغربية سنة أخرى من سنواتها العجاف، سنة عرفت العديد من الإخفاقات والنكسات بأغلب الأنواع الرياضية، حتى بالنسبة لتلك التي عودتنا على تحقيق إنجازات تنسينا ولو لحظة قتامة واقع غير مشجع تماما.Sans titre-12
   انطلاقا من كرة القدم، مرورا بألعاب القوى، التنس ثم باقي الأنواع، فهي لا تتكلم للأسف إلا لغة التواضع، رغم بعض المجهودات التي تشكل ومضات تضيء هنا وهناك سماء الرياضة الوطنية، إلا أنها تبقى معزولة وغير قادرة على الإبهار، نظرا لمحدوديتها وضعف إشعاعها، حيث كان التواضع القاسم والسمة المشتركة بين جل مكونات المشهد الرياضي.Sans titre-15
في الاختيار السنوي الذي أصبح تقليدا سنويا، اخترنا في “بيان اليوم” الملاكم محمد ربيعي الذي نعتبره الأفضل على الصعيد الوطني، وهذا الاختيار مستحق بعد نيله بطولة العالم للملاكمة، واخترنا أيضا بوشعيب لحرش كأفضل حكم في كرة القدم، ووليد الركراكي كأفضل مدرب، مع تقدير خاص لكل من العداء العصامي عبد العاطي إيكيدر الذي منح المغرب ميدالية وحيدة ببطولة العالم لألعاب القوي ببكين، ومنتخب كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة الفائز بكأس أفريقيا للأمم بالكامرون.     
سنة 2015 ودعنا أحباء نكن لهم الكثير من التقدير والاحترام، أسماء طبعت تاريخ الرياضة الوطنية بعطائها وإسهاماتها، وهذه مناسبة لنتذكر عطاءاتهم الجليلة، ونترحم عليهم كسميرة الزاولي، إدريس باموس، عبد الله الزهر، عبد العزيز السليماني، سعيد الخيدر…   
وإذا كان حلول السنة الجديدة يفرض علينا التفاؤل عملا بالمثال الشائع لا يأس مع الحياة، فإننا كرياضيين نبقى متفائلين بغد أفضل، غد نرى فيه الرياضة المغربية تتألق بالمحافل الدولية، نرى فيه أبطالنا وبطلاتنا ينافسون بقوة على المراتب الأولى وعلى كسب الميداليات من مختلف المعادن، وتحقيق الأرقام القياسية الدولية، كما نتفاءل بوجود شخصيات رياضية مغربية بأهم الاتحادات الدولية، وأن يصبح للمغرب صوت مسموع بكل المؤسسات التي تشرف على تسيير الرياضة الدولية.
 نتمنى أن تصبح الأندية المغربية أكثر قوة وقدرة على المنافسة، نتمنى أن تتوفر الملاعب والتجهيزات بكثرة في جل ربوع البلاد، وأن يجد الشباب المغربي الفضاءات المناسبة لممارسة حقه في الرياضة، على غرار حقه في التعليم والصحة والسكن والشغل والترفيه وغيرها من أسس الحياة الكريمة.
مع كل هذه المتمنيات الجميلة والمستحقة، ننتظر سنة جديدة نتمناها أن تكون سعيدة على الرياضة والرياضيين المغاربة، وكل عام وأنتم بألف خير …

****

منتخب كرة قدم عاجز وأندية متواضعة وبطولة مرتبكة…

>  صلاح الدين برباش

… وتمر سنة أخرى دون أن تحقق الرياضة المغربية الشيء الكثير، اللهم ميدالية ذهبية للملاكم الواعد محمد ربيعي وتألقا لافتا لسباق الدراجات المغربية عربيا وقاريا، في حين تواصل الرياضات الأكثر شعبية تراجعها المقلق.Sans titre-8
ولنبدأ مع إنجاز من اثنين تحققا خلال سنة 2015، وهو إحراز الملاكم محمد ربيعي لميدالية ذهبية (وزن أقل من 69 كلغ) ببطولة العالم بقطر، مهديا المغرب أول لقب عالمي في رياضة الفن النبيل، بعدما كان الإنجاز الأفضل للقفاز المغربي محصورا في برونزيتين بدورة برلين قبل 20 سنة.
ونجح ربيعي الذي يسعى للدفاع عن مكتسباته بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، في تسليط الضوء على هاته اللعبة قبل ذلك باختياره أفضل ملاكم بالسلسلة العالمية بفضل انتصاراته السبعة المتتالية، كما أن كان واحدا من الأبطال الخمس اللذين توجوا بالمعدن النفيس ببطولة إفريقيا بالمغرب.
من جهة أخرى، حملت الدراجة المغربية راية الإنجاز الثاني للرياضة الوطنية لسنة 2015، وذلك بالحفاظ على إيقاعها المتميز على المدارين العربي والقاري، لكنها مع الأسف ما تزال قاصرة عن فرض ذاتها عالميا وتكتفي بالمشاركة.
وحجزت الدراجة المغربية بطاقة التأهل إلى أولمبياد ريو 2016 وقبلها بطولة العالم بقطر في ذات السنة، كما استعادت صدارة الترتيب العام سواء على مستوى الفرق أو الفردي الذي عرفت لائحته تواجدا مهما للمغاربة، بإحراز المنتخب الوطني لطوافات متعددة ضمن برنامج “أفريكا تور”.
ومن بين الإنجازات المتميزة التي لم تلق رواجا إعلاميا، تتويج أشرف أوشن بطلا للعالم في الكاراطي (+ 84 كلغ) بإندونيسيا كأفضل إنجاز لهاته الرياضة هذه السنة، في وقت تواصل لاعب الغولف مها حديوي مسارها الاحترافي في ظل المستوى الطيب الذي تعرفه اللعبة محليا وعربيا.
وإذا كان الأسوياء عاجزين عن تحقيق المبتغى، فلقد تمكن المنتخب الوطني للمكفوفين لكرة القدم من الفوز ببطولة إفريقيا بالكاميرون، ونفس الأمر لأبطال وبطلات الأولمبياد الخاص، بعدما عادوا بـ 41 ميدالية من دورة الألعاب العالمية بلوس أنجلوس، لتؤكد هذه الفئة أنها الأحق بالاهتمام والدعم.
في المقابل، تواضعت كثيرا رياضات الصف الأول ككرة القدم وألعاب القوى والتنس وكرة السلة، رغم الاهتمام الكبير التي تحظى به من جامعاته، ناهيك عن توفير سيولة مالية تغطي كافة احتياجاتها، إلا أن النتائج لا تتماشى مع ذلك.
فكرة القدم تواصل الانحدار بشكل مقلق، إذ ما يزال المنتخب الأول عاجزا عن الجمع بين الأداء المثالي والنتائج الإيجابية بقيادة مدربه بادو الزاكي الذي قضى أزيد من عام ونصف دون أن يحالفه التوفيق، ولو أن كتيبته قريبة من المشاركة كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، لكن الأمر صعب للغاية بالنسبة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018.
أما المنتخب الأولمبي فأخفق في بلوغ بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة المؤهلة بدورها لأولمبياد ريو، بينما يبقى تأهل المنتخب المحلي إلى كأس أمم إفريقيا للمحللين المقررة مطلع السنة الجارية برواندا، أمرا عاديا ولا يلزم تضخيمه.
على مستوى الأندية، توج فريق الوداد البيضاوي بلقبه الـ 18، بينما منحت ضربات الترجيح لقب كأس العرش لفريق أولمبيك خريبكة، ومن الصدف أن الفريقين معا سيمثلان الكرة المغربية بعصبة أبطال إفريقيا، في وقت يتخوف المراقبون من خروج مبكر نظرا لتراجع أدائهما مؤخرا في بطولة مرتكبة بكل أطيافها.
ولا يختلف الحال مع فريق الكوكب المراكشي المقبل على كأس الاتحاد الإفريقي، ووحده فريق الفتح الرباطي الأكثر تماسكا، والأمل في أن يتمكن من تعويض خيبة الإقصاء لفرق الرجاء البيضاوي والفتح الرباطي والنهضة البركانية، علما أن التجربة خانت فريق المغرب التطواني وحرمته من بلوغ نصف نهائي العصبة الإفريقية في ثاني مشاركة له.
أما أم الألعاب، فواصلت عدوها على إيقاع الإخفاق حتى بإحراز العداء “المنقذ” عبد العاطي إيكيدر لميدالية برونزية (1500م) ضمن بطولة العالم لألعاب القوى ببكين الصينية، لأن ذلك أكد عجز الرياضة عن إنجاب الخلف، وطرح سؤالا: هل بمقدور عبد العاطي أن يعطي مجددا بالبرازيل؟
ورغم محافظتها على مكانتها عربيا وتوجهها نحو الألعاب التقنية بدل المسافات المتوسطة والطويلة، فالنتائج المسجلة عموما تبقى دون التطلعات إذا أخدنا بعين الاعتبار ما بلغته ألعاب القوى المغربية من حضور بارز على الساحة الدولية بدأته سنة 1983 وانتهى سنة 2005 في هلسنكي الفنلندية.
وفي كرة السلة، سجل المنتخب الوطني إخفاقا ذريعا بحلوله في المركز الـ 13 ببطولة إفريقيا، بعدما فوزا يتيما مقابل 4 هزائم رمت بها خارجا مبكرا، وفقط فريق الجيش الملكي شكل نقطة الضوء الوحيدة عقب إنهاء بطولة إفريقيا للأندية البطلة ثالثا في إنجاز تاريخي يحسب له في مشاركته الأولى.
ولا داعي للخوض كثيرا في التنس، فهاته الرياضة أقبرت منذ سنوات ولم تعد قادرة على إنجاب لاعبين ينافسون حتى على الصعيدين العربي والقاري، ليبقى السؤال مطروحا حول جدوى اهتمام الوصاة على قطاع الرياضة بألعاب لا تقدم ولا تأخر على حساب رياضات تنجب الأبطال دون انقطاع …؟

Related posts

Top