‎سلوك رونار…

   غير مفهوم كل هذا الارتباك الذي يظهره المدرب هيرفي رونار في التعاطي مع الأمور التقنية خلال المقابلات الأخيرة التي يجريها الفريق الوطني المغربي لكرة القدم تحت إشرافه.
 ارتباك، تخبط، تضارب، سوء اختيار للاعبين تموضعات غير موفقة، تغييرات غريبة، كلها أخطاء لا يمكن أن يحتملها أي فريق في العالم كيفما كان وزنه.
  كما يظهر هذا المدرب تعاملا مزاجيا في كل اختياراته، وإصرارا على موقفه حتى ولو كان خاطئا، ونظرة دونية للاعبي البطولة المحلية، يعززها بتصريحات مستفزة، هذه ببساطة خارطة طريق رونار الذي علقت عليه الكثير من الآمال.
   فمنذ المشاركة بدورة الغابون، والتي وصفت بالإيجابية، لم يسجل أي تطور يذكر على مستوى الأداء، كما لم يستطع المنتخب تأكيد الصحوة التي أظهرها خلال مقابلات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، وبالتالي، فإن ما يقع داخل المنتخب قد بدأ يثير الكثير من الشكوك حول صدق النوايا .. شكوك تذهب إلى حد توقع رغبة المدرب في مغادرة الطاقم التقني لـ “أسود الأطلس”، والبحث عن آفاق جديدة تبدو له مناسبة أكثر بالنسبة لمساره المهني.
  بالإضافة إلى الأخطاء التقنية الغريبة التي يرتكبها، لا يتردد رونار في إظهار نوعا من التعالي والعجرفة، وكأنه جاء إلى بلد لا يتوفر على حضارة، أو يفتقد لأساليب حياة مدنية، أو تاريخ رياضي، بل ذهب الفرنسي في سلوكه إلى حد الإساءة اللفظية، كما هو الحال بقوله إن هناك عملية بيع وشراء ذمم الجمهور، حين طالب بعودة حكيم زياش، أو محاولة تقديم دروس مجانية للصحفيين، ومخاطبتهم خلال الندوات الصحفية بأسلوب غير لائق وغير مهذب تماما، وغيرها من الممارسات التي لا يمكن أن تصدر عن مدرب يحترم مهنته.
  فرونار الذي نعرف جيدا مساره الدراسي وتاريخه الرياضي وتكوينه أكاديمي، لا يمكن أن يظهر شخصية أخرى غير التي نعرفها جميعا عنه، حتى ولو بالغ في توزيع ابتسامة غير بريئة تماما.
   وهنا لابد من طرح الأسئلة حول الأسباب التي جعلت رونار يظهر كل هذه السلوكات غير المبررة، إلى درجة بدأ البعض يشكك في حسن نية هذا المدرب الذي وصف خلال السنوات الأخيرة كأحسن مدرب على صعيد القارة الأفريقية بعد فوزه بلقبين قاريين مع منتخبي زامبيا والكوت ديفوار…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top