‎فكوا العقدة…

غريبة تلك الأرقام التي تكرس التفوق المطلق للمنتخب الكاميروني لكرة القدم أمام نظيره المغربي، 6 انتصارات و5 تعادلات من 11 مباراة، ولم يتمكن خلالها “أسود الأطلس” من تسجيل سوى هدف واحد.
وبالرغم من كل الأسماء الكبيرة التي شكلت على امتداد التاريخ تشكيلات الفريق الوطني عبر كل الأزمنة، فإن الهدف الوحيد الذي نجح “أسود الأطلس” في تسجيله بمرمى “الأسود غير المروضة” كان في مباراة رسمية بأقدام عبد الكريم ميري “كريمو” في مرمى توماس نكونو، واحد من أساطير كرة القدم الكاميرونية، كان ذلك في 11 مارس 1986، ضمن مباريات كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في العام ذاته.
من هذا التفوق المطلق، فإن المؤمل من المنتخب المغربي هو إنهاء عقد تمتد لـ 37 سنة، في مقابلة ستدور على صفيح ساخن لاعتبارات عديدة لعل أبرزها الرغبة في فك عقدة تفوق المطلق، والعودة إلى التوهج بعد أداء باهت أداء خلال المواجهة المزدوجة ضد جزر القمر.
آخر مقابلة بين المنتخبين، انتهت بتفوق الكامرونيين بهدف وحيد، وكانت برسم الجولة الأولى ضمن المجموعة الثانية من تصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم المقررة مبدئيا صيف السنة القادمة بالكاميرون 2019، إذا لم يطرأ أي جديد، وقتها قدم المنتخب المغربي واحدة من أسوأ مبارياته تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، خاصة في الشوط الأول، حيث ظهر المنتخب المغربي مفكك الخطوط، فاقدا للدقة والتركيز، مع غياب كلي للنجاعة الهجومية.
تكتسي مباراة مساء اليوم التي يترقبها الجمهور المغربي بشغف كبير، طابعا خاصا واستثنائيا، بالنظر لكونها تضع العناصر الوطنية أمام محك حقيقي ضد منتخب كاميروني شكل على امتداد التاريخ عقدة لكرة القدم المغربية، استعصى فك شفرتها طلية 37 سنة.
كيفما كانت التشكيلة التي سيعتمد عليها رونار خلال هذه المواجهة المصيرية، فإن المؤمل لدى الجمهور المغربي، هو أن يتكرر سيناريو فيلة الكوت ديفوار، بأن يفك عقدة “الأسود غير المروضة”، ويعيد رسم ملامح التفاؤل من جديد، وذلك بفتح باب التأهل إلى العرس الإفريقي بمصراعيه أمام أصدقاء العميد العائد المهدي بنعطية.
وبالرغم من أن منتخب الكاميرون يمر بأوقات عصيبة بغض النظر عن تصدره ترتيب المجموعة الثانية، حيث انتقدت الصحافة المحلية المردود الذي طبع أداء كتيبة الهولندي كليروناس سيدورف سواء ضد منتخب جزر القمر أو منتخب المالاوي، ومطالبة المدرب بمراجعة اختياراته قبل فوات الأوان، فان المهمة لن أبدا تكن سهلة، بالنظر لخاصية منتخب تعود دائما على مفاجأة الجميع، كما حدث خلال آخر نسخة لكأس أفريقيا للأمم بالغابون، بتتويجه بالتاج القاري بتشكيلة غابت عنها أغلب العناصر الرسمية…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top