‎مهرجان “فيزا فور ميوزيك” بالرباط

أمام الميكروفونات المنصوبة، ومجهزة بمختلف الآلات الموسيقية، تعكف مجموعة من الفرق الموسيقية لشباب موهوبين على تسجيل مقطوعات لهم بأحد أستوديوهات مدينة الدار البيضاء، ستبث عن بعد في إطار مهرجان (فيزا فور ميوزيك) المزمع عقد دورته لهذه السنة ما بين 18 و21 نونبر الجاري.
ويتعلق الأمر بحوالي عشرين مجموعة موسيقية تنحدر من مختلف جهات المملكة، تم انتقاؤها للمشاركة في الدورة الحالية، التي ستعقد رغم الإكراهات الصحية التي تعيشها البلاد بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وفي تصريح له بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب أحد أعضاء مجموعة (حصبة كرووف) يوسف كريران عن سعادته وكل أعضاء الفرقة للمشاركة في المهرجان، قائلا “نحن سعداء لانتقائنا من أجل المشاركة في هذا المهرجان الذي يفتح آفاقا واعدة للمواهب الشابة”.
وأضاف هذا الفنان الشاب، الذي يجيد العزف على عدد من الآلات فضلا عن كونه ملحنا وموزعا، أن المهرجان يتيح الفرصة للقاء فنانين آخرين ومجموعات متنوعة، وهو ما يوفر المجال للتقاسم المثمر للتجارب.
وأشار إلى أن فرقته (حصبة كرووف)، التي رأت النور بآسفي في العام 2006، تستعد لإطلاق ألبومها الثاني في 2021، مبرزا أن اختيارات المجموعة تقوم على إضفاء لمسة من الحداثة على الموسيقى التقليدية دون المساس بجوهرها وأصالتها.
فهذه الدورة، التي سعت إلى التكيف مع الظروف الصحية الاستثنائية التي تمر منها المملكة، تأتي في سياق استمرارية المهرجان في نهجه الرامي إلى هيكلة المجال الموسيقي، وجعله أكثر مهنية في تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية، وفي خلق قيمة إضافية للفنانين المغاربة. وبهذا الخصوص، أوضح المدير المؤسس للمهرجان ابراهيم المزنيد أن “الدورة الحالية، التي ستنظم في احترام تام للتدابير الوقائية، ستساهم في الحفاظ على دينامية الفعل الثقافي وتعزيز إشعاع وتألق الفنانين المغاربة”.
واستطرد أن الدورة ستقترح مجموعة ندوات تناظرية (فيديو كونفيرونس) بمشاركة العديد من المتدخلين الأجانب، الذين سيتداولون بشأن مواضيع متنوعة ذات صلة بالدور والثقل الاقتصادي والاجتماعي للصناعات الثقافية والإبداعية.
ويتطلع هذا المهرجان، أيضا، إلى أن يواصل دوره والتزامه تجاه المهنيين الشباب والفاعلين الثقافيين والفنانين المغاربة أو المقيمين بالمغرب، من خلال اقتراح دورات تكوينية وورشات (عبر التسجيل المسبق، وعدد محدد من الحضور)، ستمكنهم من تطوير وتقوية قدراتهم المهنية وتسهيل اندماجهم المهني، وتشجيعهم على الاستثمار وخلق مقاولات ثقافية.
ويرى منظمو المهرجان أن طبيعة الأزمة الصحية الحالية باتت تفرض على كافة الفاعلين في المجالات الفنية والموسيقية والثقافية اعتماد أنماط عمل مبتكرة ومبدعة، وبوسائل جديدة للاشتغال والتواصل مع الجمهور، وبالتالي القيام بتغيير حقيقي للنماذج التقليدية المعتمدة سابقا.

Related posts

Top