‎نهاية عهد المنخرط…

عقد المكتب المديري لجامعة كرة القدم الثلاثاء الماضي اجتماعا خصص لمناقشة واتخاذ قرارات في العديد من الأنشطة المرتبطة بشؤون اللعبة، ومن بين هذه القرارات إنهاء العمل بقانون المنخرط وفرض التحول إلى نظام الشركات.
وجاء هذا القرار المنتظر، والذي يعتبر من بين الخيارات الإستراتيجية التي يراهن عليها رئيس جامعة كرة القدم فوزى لقجع، بعد سنوات من الضياع تحولت خلالها أغلب الأندية الوطنية إلى رهينة بيدي مجموعة من الأشخاص يسمون بـ “المنخرطين”.
وجاء إنهاء العمل بقانون المنخرط بعدما أصبحت الترسانة القانونية جاهزة، ليتم بالتالي تحديد الآجال الزمنية لدخول حيز التطبيق بداية من سنة 2018، في إطار سعي حثيث لتجاوز حالة الاستعصاء التي تعرفها أغلب الأندية الوطنية التي أصبحت عاجزة عن التطور، وغير قادرة تماما على الولوج بسهولة إلى مرحلة تؤهلها لمواكبة التحديات الآنية والمستقبلية، إلى أن هناك مجموعة من التساؤلات تطرح بإلحاح.
ـ هل بإمكان هذه الخطوة أن تعيد ترتيب البيت الداخلي للأندية الوطنية، على أسس قطع الطريق مع أساليب ونماذج أصبحت متجاوزة؟
ـ هل أنديتنا الوطنية مؤهلة إداريا وتنظيميا للعبور بسلام نحو هذه المرحلةّ المتقدمة؟
ـ هل تتوفر على الموارد البشرية والإدارية المؤهلة علميا؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها بحدة على الساحة الوطنية، في خضم النقاش الذي تعرفه، ويبدو أن الأندية المعنية بالأمر أكثر من غيرها بهذا الموضوع بالذات، لم تنخرط في هذا النقاش، وظلت تراقب إلى أن دخل القرار حيز التطبيق.
فقد سبق لجامعة كرة القدم أن قامت بتشخيص تهيئ على أساسه إستراتيجيتها لتنمية كرة القدم الوطنية خلال العشر سنوات المقبلة 2016-2026، إلا أن هذا التشخيص كشف عن عمق الاختلالات التي تعاني منها اللعبة الشعبية الأولى على الصعيد الوطني.
ومن بين الخلاصات التي خرجت بها اللجنة التي أوكلت إليها مهمة دراسة الوضع العام للكرة المغربية، ضرورة إعادة هيكلة الأندية والعصب التابعة للجامعة، ووضع نموذج خاص للتسيير الإداري والمالي، في أفق تحويل الأندية الرياضية من جمعيات إلى شركات رياضية.
وفي ظل هذا الوضع يطرح الحديث من جديد حول دور المسير باعتباره حجر الزاوية في أي معادلة هادفة إلى إحداث التغيير وإدخال إصلاحات، وعن قيمة هذا المسير الذي تعبر به كرة القدم الوطنية حاليا عالم الاحتراف، في وقت انعدمت فيه الكفاءات، وهمشت الأطر وغابت فيه الأفكار والمشاريع الهادفة إلى التطوير، وأصبحت الأندية الوطنية وحتى الجامعات ضحية تسلط أشباه المسيرين الباحثين عن الكسب السريع والشهرة الزائفة، مع ما يرافق ذلك من فوضى وقفز على الاختصاصات وغموض في الصفقات إلى غير ذلك من نماذج صادمة أصبحت عملة سائدة على الساحة الوطنية…

محمد الروحلي

Related posts

Top