‎ افتتاح الدورة الثانية لمعرض الكتاب العربي بالرباط

أكد مسؤولون وجامعيون أمس الاثنين، في افتتاح الدورة الثانية لمعرض الكتاب العربي بالرباط على ضرورة تعزيز حضور اللغة العربية كأحد أهم مكونات المشهد اللغوي الوطني المتسم بتعدديته التي تغني الهوية الموحدة للمغرب.
 وأوضح المتدخلون بمناسبة المعرض الذي تحتضنه مدينة الرباط إلى غاية 19 دجنبر الجاري تخليدا لليوم العالمي للغة العربية ( 18 دجنبر من كل سنة)، أن هذه المناسبة تجسد القيمة الاعتبارية للغة العربية كإحدى اللغات التي ساهمت وما تزال تساهم في بناء الحضارة الإنسانية بمختلف تجلياتها الأدبية والعلمية.
وأشاد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، خلال حفل افتتاح المعرض، الذي ينظمه معهد الدراسات والأبحاث للتعريب – جامعة محمد الخامس بالرباط بشراكة مع وزارة الثقافة، وبدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج ومجلس مدينة الرباط ومقاطعة أكدال الرياض، بأهمية هذا الموعد الذي يحتفي باللغة الوطنية والرسمية، اللغة العربية كأحد المكونات الأساسية إلى جانب المكونات الأخرى للهوية المغربية الموحدة.
 وشدد على الانخراط المادي والمعنوي التام والفعال لوزارة الثقافة في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية “ذات الوزن الكبير” سواء على مستوى الرصيد الوثائقي المعروض أو على مستوى البرنامج الثقافي الغني الذي سيتناول عبره المتدخلون القضايا التي تهم اللغة العربية في “سياق ثقافي دولي يمتحن اللغات الوطنية للشعوب امتحانات مصيرية ” ، وفي سياق وطني يتسم بانطلاق إعداد مشروع النص التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
 واغتنم الصبيحي هذه المناسبة ليعلن فيها عن انطلاق دعم المشاريع الثقافية في مجال النشر والكتاب برسم سنة 2016 خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى أن الدعم، الذي يندرج في إطار الورش الكبير الذي بلورته الوزارة لدعم الصناعة الثقافية ، يهم ثمانية مجالات يستفيد منها الكتاب والناشرون والمقاولات والجمعيات المشتغلة في مجال القراءة والمكتبات.
 ومن جانبه ، أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي أن الدورة الثانية لمعرض الكتاب العربي، الذي ينظم هذه السنة بالرباط تحت شعار” الكتاب المغربي، نافذة على العلم والتسامح”، يستمد قيمته المعتبرة من خلال انخراط واحتضان الفضاء الجامعي لهذه التظاهرة التي تشكل ، أيضا ، مناسبة للتوقف عند إصدارات وعطاءات وإنجازات المؤسسات العلمية الوطنية التي تنتج وتشتغل في صمت ليواكب باحثوها الانشغالات الثقافية والمعرفية الرائجة في المجتمع المغربي.
 كما أوضح أن افتتاح المعرض العربي للكتاب بالرباط ، بحضور وزراء وأدباء ومؤلفين وطلبة وباحثين، يشكل مناسبة لتثمين اللغة العربية في الفضاء الإعلامي المغربي، على اعتبار أن المغرب انخرط منذ سنوات في الإعداد لمعجم خاص بلغة الإعلام، وإطلاق مرصد وطني للغة الإعلام للارتقاء بهذه اللغة، يشرف عليه معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، وبشراكة مع هيئات وطنية بهدف النهوض بالوضع اللغوي في المغرب والارتقاء به والوقوف عند حجم التطور الذي عرفته الكتابة بلغة الإعلام، وقضايا الاشتغال في هذا المجال.
  أما رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، سعيد أمزازي ، فأكد أن المعرض يشكل  فرصة سانحة لإثارة الانتباه الدولي إلى المكانة التي تحتلها اللغة العربية ”  المطبوعة بالغنى والثراء والقدرة على الصمود والتجدد والبقاء ضمن الخريطة العامة  للغات الإنسانية ” باعتبارها أداة تواصل حضاري وديني وثقافي وعلمي وفني.
  كما عبر عن اقتناع الجامعة بحتمية انفتاحها على محيطها المحلي و الجهوي والوطني  من خلال رعايتها لفعاليات هذه التظاهرة العلمية احتفاء باللغة العربية وبالثقافة  العربية من خلال إبراز الإنتاج العلمي الرصين الذي تبلوره إصدارات الكتب المغربية.  فالكتاب المغربي في صيغته العربية ، يستطرد السيد أمزازي ، ” مطبوع بالجدية في  مضمونه ، وبالعمق في تناوله ، وبالتميز في معالجته ” وهو ما يفسر الإقبال الكبير  عليه في مختلف المعارض الوطنية والعربية والدولية.
 وبعدما أعلن عزم المغرب  تقديم ترشيح مدينة الرباط عاصمة عالمية للكتاب خلال  سنة 2018 ، أوضح رئيس جامعة محمد الخامس أن الجامعة ، وهي تخلد اليوم العالمي للغة  العربية ، تحرص على أن يرقى هذا المعرض إلى مصاف أجود المعارض الدولية وأن يصبح  تقليدا سنويا يساهم في ترسيخ الإشعاع الثقافي لمدينة الأنوار.
 وفي معرض تعداده للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها هذه التظاهرة العلمية توقف  رئيس معهد الدراسات والأبحاث للتعريب السيد محمد الفران، عند أهمية الاحتفاء  باليوم العالمي للغة العربية كلغة وكفكر، أيضا، وكمكون من مكونات الهوية  المغربية، حاثا على ضرورة جعلها مناسبة للبحث والنقاش البناء والانفتاح عل ثقافة  الآخر عوض ” البكاء والتشكي على حالها
وأبرز أن  تنظيم هذا المعرض يؤسس لتجربة طموحة تروم جعل هذا النشاط العلمي لقاء سنويا يساهم في تعزيز العمل الثقافي بمدينة الرباط وبمجموع جهة الرباط سلا  القنيطرة، ويساهم إلى جانب المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في تكريس  التنوع الثقافي والانفتاح الإيجابي عبر دعم صناعة الكتاب  بالمغرب وتشجيع القراءة.
  كما أوضح أن الدورة الثانية لمعرض الكتاب العربي بالرباط تعرف مشاركة 50  عارضا، يمثلون دور النشر المغربية والعربية ، ومؤسسات جامعية ومؤسسات رسمية  بالإضافة لمنظمات اليونيسكو والألسكو، والإيسيسكو .
  وسيتمكن جمهور القراء والباحثين الوافدين على هذا المعرض، الذي تميز حفل  افتتاحه أيضا بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي  وتكوين الأطر، جميلة مصلي، من الاطلاع على آخر المنشورات الصادرة عن دور  النشر والمؤسسات الوطنية والعربية في مختلف المعارف والعلوم، وحضور الأنشطة  المنظمة على هامش التظاهرة المتمثلة في أوراش علمية وموائد مستديرة.

Related posts

Top