‎… ويتواصل مسلسل الإغلاق

سيغلق من جديد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء قصد مواصلة إصلاح لا ينتهي، وسيضطر فريقا الوداد والرجاء البيضاويان إلى البحث عن ملعب أو مدينة أو جهة تحتضن مبارياتهما الوطنية والعربية والقارية، وستتضاعف مرة أخرى معاناتهما وستزداد خسارتهما التقنية والمالية، وسيفرض على جمهورهما العريض التنقل كل أسبوع من أجل التشجيع والمساندة.
هذا قدرهما في ظل وجود مسؤولين عن المدينة لا يقيمون وزنا للرياضة، ولا يأخذون بعين الاعتبار مصالح قطبين كبيرين يشرفان مدينة كبيرة كالدار البيضاء، بل يزيدان من شهرتها ويروجان اسمها في كل الأرجاء، كما يلعبان دورا اقتصاديا واجتماعيا لا يقدر بثمن.
ورغم كل هذا الدور الحيوي والتواجد الاستراتيجي، فإن التعامل مع هذين القلعتين التاريخيتين، لا يرقى إلى القيمة التي يستحقانها، كما لا يتم تقدير الدور الذي يلعبانه داخل شرايين مدينة اقتصادية من المفروض أن تكون مفتوحة على المستقبل، ومن المفروض كذلك أن يلعبا معا دورا بارزا في هذا التحدي.
قبل اتخاذ قرار الإغلاق بهذه الطريقة الفجة، كان من الضروري الدخول في نقاش مع إدارتي الوداد والرجاء، والبحث معا عن البدائل الكفيلة بتجاوز مضاعفات المدة التي يقال إن الأشغال ستتطلبها، وتصل حسب التقديرات الأولية إلى ثمانية أشهر، إلا أن الطرق البيروقراطية في التعامل وإنزال القرارات دائما ما تتعامل مع محيطها دون مراعاة للرأي الآخر.
وما يزيد من ضخامة المشكل هو غياب بديل ممكن، بالنظر إلى إغلاق مركب مراكش أيضا للإصلاح، مع احتمال إغلاق مركب الرباط، مما يقلل من الخيارات المتاحة أمام إدارتي الفريقين، والبديل الممكن حتى الآن حسب ما يتداول من أخبار يبقى ملعب ابن بطوطة بطنجة.
مسؤولية الإغلاق يتحملها مجلس المدينة الذي فوت تدبير هذا المرفق الحيوي لشركات التنمية المحلية، والأكثر من ذلك منحها صلاحيات مطلقة بعيدا عن عيون المراقبة أو التتبع، وما يترتب عن ذلك من ترحال مستمر، وبحث دائم عن ملاعب بديلة، بفعل توالي مسلسل الإغلاق، دون مراعاة عامل الزمن أو التوقيت المناسب.
حسب التقديرات الأولية، فإن تكلفة الخسائر المالية للفريقين معا ستصل إلى ما يفوق مليار سنتيم لكل فريق، بالإضافة إلى نفقات التنقل خارج المدينة من تنظيم وتنقل وإيواء.

محمد الروحلي

Related posts

Top