10 أيام قبل الزفة.. فيلم يرصد مشاكل الشعب اليمني أيام الحرب

في خضم الحرب الدائرة في اليمن، استطاع المخرج عمر جمال إخراج أول شريط سينمائي طويل يحمل اسم “10 أيام قبل الزفة” والذي يتحدث فيه عن معاناة الشعب اليمني بسبب الحرب والمشاكل الاجتماعية.
الفيلم الذي عرض أول ليلة أول أمس الخميس، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، يحكي على مدى 122 دقيقة قصة الشابين رشا ومأمون بمدينة عدن الساحلية باليمن، حيث تتسبب الحرب في إيقاف زواجهما سنة 2015، لتستمر خطبتهما أزيد من ثلاث سنوات، قبل أن يقررا إتمام مراسيم الزواج في عام 2018.
ورغم حديثه عن المشاكل الاجتماعية، ورصد الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها المواطن اليمني، إلا أنه الفيلم تضمن مشاهد كوميدية على امتداد مدة العرض، مقدما الوجه “المكافح”، للشعب الذي ما يزال صاحب نكتة وابتسامة رغم الحرب.
ويصور الفيلم الأحداث التي تدور خلال 10 أيام قبل موعد الزفاف، حيث يرصد خلالها العقبات والمشاكل التي تواجه الخطيبين وعبرهم مختلف شباب اليمن وعموم الشعب، خصوصا المشاكل ذات الطابع الاجتماعي، كالشغل والسكن والتمويل والحاجيات الأساسية.
الفيلم الذي تم اختياره كأول فيلم يمني مرشح لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية سنة 2018، قدم الوجه الآخر للشعب اليمني الباحث عن السعادة والفرحة وسط الدمار، الشعب الذي يتحدى الظروف والمشاكل من أجل الحب والحياة.
واستطاع مخرج الفيلم عمر جمال من تصوير جميع المشاهد في مدينة عدن رغم الظروف الصعبة التي تعرفها المدينة، بطاقم يضم حوالي 100 ممثل وممثلة من أبناء وبنات اليمن، كما استطاع أن يقدم صورة أخرى عن البلد ويظهر الوجه الآخر وسط الحرب، حيث يبحث الناس عن عيشهم وسط الظروف الصعبة وتشبثوا بالحياة في مدينتهم رغم الدمار الذي تعرضت له.
“10 أيام قبل الزفة”، الذي شارك في مهرجانات مختلفة عبر العالم، تمكن من حصد مجموعة من الجوائز، لاسيما وأن إنتاجه، شكل تميزا أكبر، حيث استطاع أن يصور جميع المشاهد من قلب مدينة عدن اليمنية بميزانية لا تتجاوز 30 ألف دولار، فيما استغرق إنتاجه شهرا واحدا فقط.
مخرج الفيلم عمر جمال، وفي تصريح لـ “بيان اليوم” قال إنه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ويمر منها عامة الناس، استطاع إلى جانب مجموعة من الشباب من مدينة عدن على تصوير الفيلم، مضيفا أن الإمكانيات البسيطة للإنتاج في ظل الأوضاع الصعبة أدت بدورها إلى نجاح الفيلم.
وأكد جمال أن الكثير يعتبر السينما من الرفاهيات حتى في أوقات السلم، بينما اخترنا أن نصور هذا الفيلم في خضم الحرب والظروف الصعبة، إيمانا منا بأن السينما هي الذاكرة الحية للشعوب والأوطان.
وعن سيناريو الفيلم، أوضح المخرج عمر جمال أنه يروم إلى جانب معالجة الظروف الاجتماعية الصعبة ومشاكل المعيشة إبراز الوجه الثقافي لليمن من خلال الموسيقى والأزياء المحلية، التراث، الأحياء وأسماء الشوارع، بالإضافة إلى تقريب المشاهدين من أفكار الشباب اليمني.
وبالنسبة لنجاح الفيلم والأصداء التي خلفها بمجموعة من الدول عبر العالم، وباليمن خصوصا، شدد المتحدث على أن النجاح مجهود جميع للفريق الذي اشتغل على الفيلم ولعموم الشعب اليمني، مشيرا إلى أن الهدف هو أن يصبح الفيلم حافزا لجميع الشباب للإبداع في جميع المجالات رغم الظروف

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top