مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يختتم فعاليات دورته 24

لم يعد يفصلنا عن ختام الدورة 24 من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، سوى بضع ساعات، حيث تختلي لجنة التحكيم لتسطير النتائج والحسم في خلافاتها بشأن الأفلام التي تتبارى للحصول على جوائز المهرجان، صحيح أن عاشق السينما يجد ضالته في مهرجان تطوان، وصحيح كذلك أن كل الأفلام التي عرضت تستحق التنويه إلا القليل، سواء بالنسبة للشريط الروائي الطويل أو الفيلم الوثائقي، لكن الحسم النهائي يبقى بيد لجنتي التحكيم، اللتين ستعلنان عن الأسماء والأعمال التي استحقت التتويج مساء هذا اليوم.
ففي قسم الأفلام الروائية تنافس طوال هذا الأسبوع، 12 فيلما طويلا من بينها الفلسطيني “واجب” لمخرجته آن ماري جاسر، والفيلم الإسباني “لا أعرف كيف أقول وداعا” للينو إسكاليرا، والفيلم الصربي “صلاة جنائزية للسيدة”، لبوجان فولوتيك، والفيلم اليوناني “بوليكسني” لدورا مساكالانوفا، والفيلم اللبناني “غذاء العيد” للوسيان بورجيلي، والفيلم التونسي “بنزين” لسارة عبيدي، والفيلم الروماني “أصوات” لقسطنطين بوبيسكو، والفيلم الفرنسي الجزائري “السعداء” لصوفيا دجما، والفيلم المصري “زهرة الصبار” لهالة القوصي، والفيلم الإيطالي “فيلينو” لدييغو أوليفاريس، والفيلم المغربي “ولولة الروح” لعبد الإله الجوهري.
من بين هذه الأفلام، أعمال تركت انطباعا قويا أثناء العرض بلامستها للمشاعر الانسانية العميقة او لبعض القضايا ذات الراهنية، نذكر من بينها:

الفيلم اليوناني “بوليكسيني”
يسلط الفيلم اليوناني “بوليكسيني” للمخرجة دورا ماسكلافانو، الضوء على مختلف المشاعر الإنسانية المختلطة من ثقة وحب وغيرة، تدور في فلكها الشخصية الرئيسية للفيلم.
وتدور أحداث “بوليكسيني” (100 دقيقة)، وهو مستوحى من قصة حقيقة، حول فتاة يتيمة تبناها زوجان يونانيان من أسرة عريقة سنة 1955، ومنحاها إسما عائليا وازنا وأحاطاها بحبهما وعنايتهما، في فترة السبعينات التي تعتبر صعبة ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة للمجتمع اليوناني المقيم في اسطنبول.

الفيلم الإسباني
“لا أعرف كيف أقول وداعا”
يكشف فيلم “لا أعرف كيف أقول وداعا” للمخرج الإسباني لينو إيسكاليرا، المسكوت عنه وثقل الماضي بعائلة سيفرق بين أفرادها الموت. وتدور أحداث فيلم “لا أعرف كيف أقول وداعا” (96 دقيقة) حول مكالمة هاتفية توصلت بها كارلا من أختها تخبرها فيها بأن أباهما، يعيش أيامه الأخيرة، ويجسد الفيلم المشاعر العاطفية التي تغمر أفراد العائلة بسبب مرض الأب، الذي سيكون سببا في معاناة ومأساة جماعية لأفراد الأسرة.

الفيلم الصربي
“صلاة جنائزية للسيدة ج”
وتحكي أحداثه قصة السيدة ج، وهي امرأة ناضجة في العقد الرابع، تعيش أزمة نفسية وحالة من السوداوية، بعد أن فقدت زوجها الذي كان يشتغل عسكريا برتبة عالية، ينطلق الشريط بصورة البيت الذي تعمه الفوضى، في تشابه مع الحالة النفسية للسيدة ج، ومع الحالة الاجتماعية المضطربة التي صار يعيشها المجتمع الصربي بعد تفكك الكتلة الشرقية وعقب الحروب التي فككت يوغوسلافيا وانعكاساتها .
في هذا الفيلم يمضي المخرج بوجان فولوتيك، في خط “تراجيكوميك” ليصنع من قصة الفيلم التي تعبر عن البؤس، 104 دقيقة من السينما الجميلة، تاركا المجال رحبا للمشاهد المتوالية كي تتحدث الصورة بديكوراتها وشخوصها بما لا يمكن للحوار المنطوق التعبير عنه بصدق.
فيلم “صلاة جنائزية للسيدة ج” عمل سينمائي باهر، جمع بين الشاعرية والمأساة والسخرية، مضحك ومبكي ومحفز على التأمل والسؤال، فيلم قوي يرسم سواد الحاضر لكنه يبقي على أبواب الأمل مشرعة.

الفيلم الوثائقي
أما بخصوص الفيلم الوثائقي فقد تبارت خلال منافساته ثمانية أفلام هي: “اصطياد أشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، وفيلم “منزل في الحقول” للمغربية طالا حديد، وفيلم “صيف طويل حارق في فلسطين” للفرنسية من أصل فلسطيني نورما ماركوس، والفيلم الإسباني “طرد مشبوه” لصوفيا كاطلا وروزا بيريز، والفيلم اللبناني – السوري “مظلم” لسداد كنعان، والفيلم الإيطالي “جبال الأبنينو” لإيميليانو دانتي فالنتينا، و الفيلم الفرنسي “أرمونيا وفرانكو وجدي”، للادجوانط كسافيي، والفيلم اللبناني – السوري “194 نحنا ولاد المخيم”، لسامر سلامة.
هذا، ويكرم المهرجان مساء اليوم النجمة المصرية منة شلبي، حيث يتضمن برنامج تكريمها، عرض أول فيلم اكتشف عبقريتها في التمثيل، وهو فيلم “الساحر” للمخرج الراحل رضوان الكاشف.
كما يكرم المهرجان مع منة شلبي النجمة الإيطالية آنا بنايوتو، والتي جمعت هي الأخرى بين المسرح والسينما، منذ منتصف السبعينيات، لتتوج في التسعينيات نجمة سينمائية، بعد فوزها بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان البندقية، عن فيلم “عجز عن التصريح” للمخرجة ليليانا كافاني، والجائزة الذهبية وجائزة دافيد دي دوناتيلو وجائزة الشريط الفضي عن بطولتها في الفيلم الشهير “الحب الجريح” لماريو مارتوني.

سعيد الحبشي

Related posts

Top