15 فنانا تشكيليا بتوجهات فنية مختلفة في ليلة الألوان بسلا

احتضن المركز الثقافي لسلا الجديدة، أخيرا، فعاليات الدورة 14 من ليلة الأروقة بمشاركة 15 فنانا تشكيليا يمثلون توجهات فنية مختلفة التأمت تحت شعار “ليلة الألوان”.
وتميزت التظاهرة بمشاركة مجموعة من الفنانات، اللواتي قدّمن لوحات جميلة نالت استحسان العديد من الزوار، سواء من حيث الأشكال التي قدَّمنها، أو المضامين المتنوعة التي تضمنتها لوحاتهن، أو من حيث الألوان التي وظَّفنها لإبراز مواهبهن في التعامل مع المعاني التي تقاسمنها مع الجمهور، مما منح هذه الليلة الفنية صيغة المؤنث بامتياز.
وشاركت الفنانة بشرى المختاري في التظاهرة بلوحتين قدمتا توجها جديدا ومتميزا، إذ عمدت إلى تقسيم معاني اللوحتين، التي حصرت الإدارة المنظمة المشاركة بهما لكل فنان، إلى أجزاء منفصلة، إذ تكونت اللوحة الأولى من أربع لوحات منفصلة شكلا ومؤتلفة فنيا ومعنى. أما اللوحة الثانية فشملت رسالة فنية واحدة منسابة على ثلاث لوحات.
ففي اللوحة الأولى تتداخل الحمرة بالبياض، لتخلق شكلا فنيا تتداخل فيه الأبعاد الأفقية بالعمودية، بحيث يختفي عنصرا الزمان والمكان، فتظهر الأشكال وكأنها انعكاس لبعضها البعض، فاللوحة رباعية التكوين تحمل موضوعها وانعكاسه في آن واحد، إذ يمكن قـــراءتها وتأمُّلها مكانيا من كل الجوانب.
واللوحة الثانية، هي عبــارة عن أشكــال دائرية منسابة، توحي كأن هنــاك عمليــة بداية تكــوين الأشكال الحية، في تناسق وتنــاغم بين اللــون السماوي، الحاضن للأجرام، الدائرة بدورها، في فضاء لامتناهي من الدوائر.
هذا التميز الشكلي للوحات الفنانة بشرى المختاري، ساهم إلى حد كبير في الحفاظ على وحدة الموضوع الفني، وهو أمر ميز معظم معارضها السابقة في المغرب وخارجه، ويبرز قدرتها الفنية على التعامل مع عنصرين أساسيين في الوجـــود، وهما اللون والشكل، فاستعمالها لهما بكثير من الحرفية والدقة يجعلهما حاملين لرسائل فنية متنوعة قابلة للتأويل والقراءة.
فالألوان المتناغمة تعني صباغة الوجود بأحاسيس وعواطف لامتناهية، والشكل هو تقسيم هذه الرؤية إلى محطات، قد تبدو للوهلة الأولى أجزاء منفصلة، لكن عند تأملها بعمق، تبدو وحدة ينصهر فيها الشكل والمعنى.

Related posts

Top