4 أسئلة لعبد المنعم بلعالية

يجيب مدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية السيد عبد المنعم بلعالية، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على أربعة أسئلة تهم مختلف التكوينات التي تقترحها المؤسسة، خاصة المتعلقة بعلم الأوبئة في الصحة العامة وصحة الأسرة والمجتمع، إضافة إلى إطلاق التعليم عن بعد في إطار التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية لمكافحة انتشار جائحة «كوفيد 19»

المدرسة الوطنية للصحة العمومية تقترح تكوينات متنوعة تهم الصحة العمومية، سيما علم الأوبئة وصحة الأسرة، هل لك أن تخبرنا أكثر عن هذه التكوينات؟
قام المعهد بتكوين أول فوج في مجال الإدارة الصحية، قبل أن يوسع مجال تخصصه ليشمل مجالات أخرى لا تقل أهمية، هي الإدارة الصحية وتدبير البرامج الصحية وعلم الأوبئة في الصحة العامة وصحة الأسرة والمجتمع. وأصبح تخصص علم الأوبئة في الصحة العامة أكثر من أي وقت مضى متداولا على أوسع نطاق. ويهدف علم الأوبئة في الصحة العمومية الذي تم إطلاقه في المدرسة الوطنية في سنة 2010، إلى تكوين علماء في الأوبئة في الصحة العامة، قادرين على إجراء المراقبة الوبائية، وإطلاق التحذيرات، وتحليل المعطيات وتنفيذ الإجراءات المنسقة مع الإدارة المركزية من أجل مكافحة الأوبئة.
هذا التخصص يلقى الدعم من قبل المنظمات الدولية، لا سيما مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وقد تخرج في هذا التخصص 76 خريجا يعملون حاليا في وحدات المراقبة الوبائية في جميع جهات المملكة.
فالمتخرجون ضمن هذا التخصص، هم أطر ومسؤولون يكافحون بلا هوادة ويعملون بلا كلل من أجل وضع أنظمة للمراقبة الوبائية، في إطار البرنامج الوطني لمكافحة «كوفيد 19»، كما تم تكوين 30 خريجا آخر في إطار برنامج قصير المدة، بهدف تشكيل فرق للتدخل السريع، قادرة على العمل بشكل فعال في حالة حدوث وباء.
وقد توجت جهود المدرسة باعتماد عالمي لتخصص علم الأوبئة سنة 2019 من قبل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها. كما تم فتح تخصص صحة الأسرة من أجل تلبية حاجيات النظام الصحي الوطني، لا سيما من حيث تعزيز الرعاية الصحية الأولية.
ومنذ «إعلان ألما آتا» المتعلق بالرعاية الصحية الأولية في 12 شتنبر 1978، تركز الاهتمام عالميا على الرعاية الصحية الأولية للسكان، والمغرب أحدث هذا التخصص في إطار هذا السياق الدولي.
فالغاية من هذا التخصص هو تكوين أطباء أسرة قادرين على رعاية المريض ليس من وجهة نظر فردية، بل انطلاقا من منظور الأسرة والمجتمع.

في نظركم ما هي التوجهات الاستراتيجية للمدرسة؟
وضعت المدرسة خطة تطوير ترتكز على أربعة توجهات رئيسية، تشمل تحسين جودة التكوين، وتنويع عرض التكوين، وتطوير القدرات البحثية للمساعدة على اتخاذ القرار، إضافة إلى تحسين تموقع المؤسسة على المستوى الوطني والدولي.

هل اعتمدتم على غرار باقي المؤسسات الوطنية، على التعليم عن بعد؟
تماما، فيتعلق الأمر كما أخبرتكم، بتوجه استراتيجي لمدرستنا، فالمدرسة تمكنت من الحصول مسبقا على الإمكانيات اللازمة لتطوير التكوينات عبر الإنترنت، قبل أن تضع السلطات تدابير الحجر الصحي». فالتعليم الإلكتروني مكن من تكوين ما يقرب من 5000 طالب من جميع مناطق المملكة، ومئات الطلاب القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذا الإطار، تم في الأسبوع الماضي، افتتاح «أكاديمية الصحة الافتراضية» التي تقترح تكوينات رقمية من مستوى عال. إنها منصة لتقاسم التجربة والخبرة ستتيح للطلبة والأساتذة قضاء فترة رفع الحجر الصحي بكل طمأنينة.

ما دور البحث العلمي في المدرسة؟
في سياق التعبئة الوطنية لمكافحة «كوفيد 19»، يكتسي البحث العلمي أهمية قصوى، ولهذا السبب تمكنت المدرسة من تعبئة فرقها والمدرسين والأساتذة في إطار المشاريع البحثية في علم الأوبئة وفي مجال كوفيد 19 ، فضلا عن إطلاق المنصة الإلكترونية www.covidaba.com التي تقدم بحثا متعدد المعايير حسب الكلمة المفتاح أو الموضوع أو البلد أو اللغة، من خلال إتاحة الولوج إلى وسائط مختلفة، مثل الوثائق والفيديو والتسجيلات الصوتية وكذا روابط المنشورات ذات الصلة بالمجال.
كما توفر المنصة معلومات فورية عن تطور الوباء في مختلف دول العالم، مع استعراض الوضعية الوبائية بالمغرب وبعض الدول المماثلة في المنطقة بشكل مفصل. وقد تم إطلاق هذه المنصة لتلبية حاجيات الباحثين والمهنيين في مجال الصحة والعموم الذي يبحثون عن معلومات حول كوفيد 19. 

*مدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية

Related posts

Top