57 بالمائة من المقاولات المغربية أوقفت نشاطها بشكل مؤقت أو دائم

كشفت المندوبية السامية للتخطيط، أن حوالي 142 ألف مقاولة صرحت أنها أوقفت نشاطها بشكل مؤقت أو دائم، أي ما يعادل 57٪ من مجموع المقاولات المغربية.

وأظهرت، نتائج البحث الظرفي حول تأثير “كوفيد -19” على نشاط المقاولات، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أن أزيد من 135 ألف مقاولة اضطرت إلى تعليق أنشطتها مؤقتا، بينما أقفلت 6300 مقاولة بصفة نهائية، مبرزة أن 72 في المائة من المقاولات التي أوقفت نشاطها بصفة مؤقتة أو دائمة، هي من فئة المقاولات الصغيرة جدا، وأن 26 في المائة هي فئة المقاولات الصغرى والمتوسطة، فيما أعلنت 2 في المائة فقط من المقاولات الكبرى أنها أوقفت نشاطاها بشكل دائم أو مؤقت.

وبحسب نتائج البحث، فإن قطاع الإيواء والمطاعم، يبقى من أكثر   القطاعات تضررا من هذه الأزمة، حيث أن 89 في المائة من هذه المقاولات هي في حالة توقف، يليه قطاع النسيج والجلد والصناعات المعدنية والميكانيكية بنسبة 76 في المائة و73 في المائة على التوالي، ثم قطاع البناء بسبة 60 في المائة.

 وأضاف البحث ذاته، أن هذه الوضعية الراهنة، قد تكون لها تداعيات على التشغيل، متوقعا أن تكون 27 في المائة من المقاولات قد اضطرت إلى تخفيض اليد العاملة بشكل مؤقت أو دائم، وقد نجم عن ذلك تخفيض ما يقارب 726 ألف منصب شغل، أي نسبة 20 في المائة من اليد العاملة في المقاولات المنظمة.

وأوردت نتائج البحث، بهذا الخصوص، أن 21 في المائة من اليد العاملة في المقاولات المنظمة، والتي توقفت عن العمل، تشتغل بالمقاولات الصغيرة جدا، وأن 22 في المائة تشتغل بالمقاولات الصغرى والمتوسط، و19 في المائة تشتغل بالمقاولات الكبرى، وأن أكثر من نصف عدد العاملين المتوقفين عن العمل يتنمون إلى المقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغرى والمتوسطة.

ويبقى قطاع الخدمات، هو الأكثر تضررا من حيث تقليص اليد العاملة، بحوالي 245 ألف منصب شغل، أي بنسبة 17.5 في المائة من إجمالي عدد المشتغلين في القطاع، وفق نتائج البحث الظرفي للمندوبية السامية للتخطيط، يليه قطاع الصناعة بتخفيض 195 ألف منصب شغل أي بنسبة 22 في المائة، فيما خفض قطاع البناء من اليد العاملة بنسبة 24 في المائة، أي حوالي 170 ألف منصب شغل.

وبخصوص وضعية الإنتاج، أوردت نتائج البحث أن 43 في المائة من إجمالي المقاولات استمرت في أنشطتها، رغم الأزمة التي يفرضها الواقع الصحي، وأن نصف هذه المقاولات قد تكون اضطرت إلى تقليص إنتاجها للتكيف مع الظرفية الراهنة، وأن 81 في المائة من هذه المقاولات قد تكون خفضت من انتاجها بنسبة 50 في المائة أو أكثر.  

وبالنسبة لوضعية المقاولات المصدرة، ذكرت نتائج البحث، أنه،  في ظل القيود الحالية التي اعتمدتها غالبية البلدان على الصعيد الدولي، أعلنت ما يقرب من 67 في المائة  من المقاولات المصدرة بالمغرب أنها قد تكون تضررت من جراء الأزمة الصحية الراهنة، حيث أن مقاولة واحدة من بين كل تسع مقاولات قد تكون أوقفت نشاطها بشكل نهائي، في حين أن خمس مقاولات من بين تسعة قد تكون علقت أنشطتها بشكل مؤقت، بينما لا تزال ثلث المقاولات المصدرة تزاول نشاطها الاقتصادي لكنها قد تكون اضطرت إلى تقليص إنتاجها.

وفي سياق متصل، توقع البحث أن يكون قد تم تخفيض أزيد من 133 ألف منصب شغل في قطاع التصدير، أي بنسبة 18 في المائة من إجمالي مناصب الشغل التي تم تقليصها في جميع قطاعات الأنشطة الاقتصادية.

يشار إلى أن هذا البحث النوعي الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، عبر الاتصال الهاتفي، خلال الفترة ما بين 1 و 3 أبريل الجاري، وذلك في إطار رصد الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الناتجة عن انتشار وباء كوفيد-19 على الاقتصاد الوطني، شمل 4000 مقاولة تعمل في قطاعات الصناعة التحويلية والبناء والطاقة والمعادن والصيد البحري والتجارة والخدمات التجارية الغير مالية.

محمد حجيوي

Related posts

Top