اليوم تنطلق أشغال المؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب بالرباط

محمد حجيوي
تنطلق، يومه الجمعة، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، فعاليات المؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب تحت شعار «دعونا نشارك» بحضور أزيد من 600 مؤتمرة ومؤتمرا يمثلون مختلف فروع المنظمة على امتداد التراب الوطني، على أن تتواصل أشغال المؤتمر يومي السبت والأحد ببوزنيقة.  
ويأتي انعقاد المؤتمر الوطني الخامس، في موعده القانوني، حرصا من قيادة المنظمة التي دأبت منذ انتخابها على أن تكون اجتماعات هياكلها التقريرية والتنفيذية بشكل منتظم وفي مواعدها المحددة، ضمانا لنجاعتها التنظيمية والتدبيرية.  
كما أن اختيار موضوع المشاركة كشعار للمؤتمر، يندرج في سياق توجه المنظمة التي راهنت منذ نشأتها الأولى في بداية تسعينيات القرن الماضي، على موضوع حقوق الطفل والترافع لدى مختلف الفاعليين المؤسساتيين حول قضايا الطفولة المغربية، حيث كان شعار المؤتمر الوطني الأول «حقوق الطفل رهان المستقبل» وكان شعار آخر مؤتمر «لنحم أطفالنا» في ارتباط بالحق في الحماية من كل أنواع الاستغلال.
وقد ترسخ مفهوم مشاركة الأطفال لدى منظمة الطلائع أطفال المغرب، خلال العقد الأخير، وتعزز بعد دستور 2011 الذي أصل لمبدأ الحق في المشاركة، وبات من الضروري الترافع القوي إلى جانب المنظمات الحقوقية والتربوية من أجل حث الدولة المغربية بمختلف مؤسساتها التشريعية والتنفيذية وبنياتها المجتمعية لبلورة برامج ومخططات وطنية تشرك الأطفال، وتضمن التعبير عن وجهات نظرهم في قضايا وإشكالات تهم حاضرهم ومستقبلهم، وتحرص على ترتيب الأولويات وفق حاجياتهم المعبر عتها من قبلهم.
ومن خلال إعمال مبدأ المشاركة، بالنسبة لهذه الفئة المجتمعية المعنية بمستقل هذا الوطن، تفرض الضرورة تعزيز قدراتها وتمكينها من التأثير في القرارات التي تمسها لضمان «مغرب جدير بأطفاله»، انطلاقا من التعامل مع الأطفال باعتبارهم شركاء في التغيير وفي التنمية، ومعنيين مباشرين بالمستقبل، بعيدا عن تلك الصورة النمطية التي تعتبرهم مجرد قاصرين لا يعتد لا بكلامهم ولا بأفعالهم، كما هو الحال في التعبير الشعبي الشائع «اللي تصحر مع الدراري يصبح فاطر»، وغيرها من المقولات النمطية التي تعبر على أن المخيال المجتمعي يختزن صورة دونية للطفولة عموما، باعتبار الأطفال متلقين سلبيين للرعاية.
يشار إلى أن اهتمام الأمم المتحدة بمشاركة الأطفال والاستماع لآرائهم  بدأ  سنة 2002، ومثل حينها أحد الأحداث البارزة في قمة «عالم جدير بالأطفال» التي جاءت بمشاركة 400 طفلاً من أكثر من 150 دولة كان من ضمنها المغرب. التطور الآخر كان سنة 2006، في دراسة للأمين العام حول العنف ضد الأطفال، وهي الدراسة الأولى التي تجريها الأمم المتحدة بالتشاور مع الأطفال لتبيان آرائهم وتوصياتهم وإدماجها. ثم شهد عام 2008 التطور الأبرز في هذا المجال، من خلال مشاركة الأطفال في المؤتمر العالمي الثالث لمناهضة الاستغلال الجنسي في البرازيل.
وقد تبنت لجنة حقوق الطفل مؤخرا التعليق العام رقم 12 حول حق الطفل في أن يكون صوته مسموعا، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها لجنة حقوق الطفل تعليقاً حول أحد المبادئ التوجيهية للاتفاقية.
وقد استندت لجنة حقوق الطفل، في بلورة تعليقها، على المادة 12 من اتفاقية حقوق الطفل تحت عنوان «تكوين الآراء» والتي تتيح للطفل بوجه خاص فرصة الاستماع إليه في أي إجراءات إدارية وقضائية تمسّ الطفل بشكل مباشر، أو من خلال هيئة ممثلة، وبالتالي تعول اللجنة «على أن يتم توفير تدريب لتشجيع الحقوق التشاركية للأطفال لفئة قضاة المحاكم الأسرية ومحاكم الأحداث، ومراقبي السلوك، والشرطة والمعلمين وكوادر الصحة».
ومن ثمة، تراهن منظمة الطلائع أطفال المغرب، على خلاصات مؤتمرها الوطني الخامس، من أجل بلورة رؤية حقوقية تهم المرحلة المقبلة، وتهم القيادة الجديدة التي ستنبثق عن المؤتمر، للترافع حول هذه الرؤية، في أفق تمتيع الطفولة المغربية بحق الاستماع إليها في مجالات الإجراءات الجنائية، بما يراعي خصوصياتها، والإجراءات المدنية، والتعليم، والصحة، والحماية، والرعاية البديلة، والمراجعة الدورية للإيداع، والتشغيل، وتقديم الشكاوى، والإعلام، وقضايا التخطيط والإسكان والبيئة.

Related posts

Top