تخوض السلطات المحلية لمختلف المدن المغربية حملة واسعة ضد الباعة المتجولين ومحتلي الملك العمومي، وذلك بعد استفحال الظاهرة، وتكاثر “الفراشة”، وانتشارهم بشكل كبير في أزقة المدن وشوارعها، خصوصا أثناء المناسبات الدينية، كرمضان، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، التي تعد بالنسبة لهم مناسبات سانحة لمحاربة البطالة المقنعة.
وتهم هذه الحملة الوطنية كل المدن المغربية بدون استثناء، حيث تم استهداف كل “الفراشة” وأصحاب المقاهي والمتاجر، المحتلين للملك العمومي بطريقة غير قانونية، وذلك تحت إشراف لجان محلية مختلطة من سلطات محلية، وهيئات منتخبة.
وتأتي هذه الحملة بعد تقاطر العديد من الشكايات من طرف الساكنة التي تعاني من ممارسات الباعة المتجولين، الذين حولوا شوارع المدن وأزقتها إلى أسواق للبيع والشراء في الهواء الطلق، تروج فيها مختلف أنواع السلع، من ملابس، وأحذية، وأجهزة إلكترونية ومنزلية، ناهيك عن الخضر والفواكه، ومواد التجميل والتزيين…
في هذا الصدد، قال إبراهيم العزوزي، أحد المتضررين من سلوكات الباعة المتجولين، لبيان اليوم التي قامت بجولة في الفضاءات التي كان يحتلها هؤلاء الباعة بمدينة فاس، “إن الشارع العام بات مستعمرا من قبل أشخاص امتهنوا تجارة كل شيء، وأصبحوا لا يتركون مكانا على الرصيف إلا وبسطوا عليه بضاعتهم، بل امتدت سلعهم إلى أبواب العمارات السكنية”.
وأضاف المتحدث أن “المواطنين يضطرون، خاصة في أوقات الذروة، إلى السير على قارعة الطريق، جنبا إلى جنب مع السيارات والدراجات النارية، الأمر الذي يخلف، في الكثير من الأحيان، حوادث سير وشجارات بين الراجلين وسائقي السيارات”.
وفي جولة بيان اليوم في بعض شوارع مدينة فاس، وقفت على تحول بعض مداراتها الحضرية إلى أمكنة مناسبة لنصب الخيام والأعشاش والبراريك المملوءة بالبضائع، والتي وجدت السلطات المحلية مشكلا كبيرا في فظها، وإفراغها من السلع وصناديق الخضر والفواكه، كما هو الحال في الحي الشعبي بندباب بمدينة فاس، الذي تحولت مساحاته العامة إلى فضاء محبوب لكل الباعة الجائلين القادم معظمهم من القرى المجاورة للمدينة.
يوسف الخيدر