يواصل المدرب هيرفي رونار تقديم أدلة الاستحقاق وأحقيته بلقب أحسن مدرب في القارة الأفريقية، فمنذ التحاقه بالإدارة التقنية للفريق الوطني المغربي لكرة القدم منذ سنة ونصف تقريبا، وهو يسير في خط تصاعدي، ليس فقط على مستوى النتائج، بل في طريقة اللعب والإقناع.
ففي أول مقابلة خاضها مع «أسود الأطلس» وكانت ضد منتخب الرأس الأخضر بالعاصمة برايا شهر مارس من سنة 2016، قدم رونار أوراق اعتماده رغم قصر المدة التي قضاها بالمنتخب المغربي، إلا أنه استطاع قيادة العناصر الوطنية لفوز ثمين قادها مباشرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالغابون.
وتبين من خلال مجريات المباريات أن طريقة اللعب تغيرت بشكل كبير سواء من حيث اختيار اللاعبين، أضف إلى ذلك حضور القتالية والندية والرغبة في تحقيق الفوز والإصرار على التحدي، وهذه الصفات الأخيرة من مميزات شخصية هذا المدرب الفرنسي.
صحيح أن هناك مجموعة من الملاحظات حول طريقة العمل، وظهور حالات الارتباك فيما يخص اختيارات بعض اللاعبين، والإصرار على حضور عناصر معينة رغم ضعف الأداء، إلا أنه في المحصلة النهائية تظهر إيجابية العمل الذي يقوم بها «الثعلب» الذي استطاع في ظرف وجيز أن يخرس الكثير من الأفواه.
والملاحظ أن أداء الفريق الوطني، يظهر عليه نوع من التطور مع توالي المباريات، إذ خاض 23 مباراة بين الرسمي والإعدادي، حقق خلالها 13 انتصار، 5 تعادلات و5 هزائم، هزيمتان كانتا بكأس إفريقيا الأخيرة ضد كل من الكونغو ومصر، وأخرى أمام الكامرون في تصفيات كأس أفريقيا لسنة 2019، وهزيمتان وديا أمام فنلندا وهولندا.
خلال المقابلة الحاسمة التي أجرها الفريق الوطني بمدينة الدار البيضاء ضد الغابون ظهرت بجلاء تركيبة التشكيلة الأساسية، وكان الإبهار بالنتيجة والأداء، وضد كوريا بسويسرا في مقابلة إعدادية، كان التأكيد حتى في غياب كل اللاعبين الرسميين، حيث ظهر بوضوح أن الفريق الوطني يتوفر على لاعبين شباب رائعين، يأتي في مقدمتهم أمين حاريث المكسب الجديد لكرة القدم الوطنية.
رونار الذي لا يخفى أنه اشتغل قبل امتهانه التدريب، اشتغل في شركة لجمع القمامة، استطاع بسرعة جمع شتات المنتخب المغربي وتكوين فريق تنافسي يتطلع من جديد للعالمية.
إنه استحقاق رونار الذي لا يلغي إيجابية العمل الذي تقوم به جامعة كرة القدم، وتفوق رئيسها فوزي لقجع في تغيير سلوك رونار من شخص صدامي إلى إنسان مهادن متفاهم، كثير الإنصات، وهذا ما ساعد على خلق أجواء إيجابية داخل مكونات المنتخب ومحيطه العام، بعد جلسات الصلح بين المدرب الفرنسي وحكيم زياش من جهة ورجال الإعلام من جهة ثانية، بالإضافة إلى إقناع المهدي بنعطية بالتراجع عن قرار الاعتزال المؤقت.
انه التكامل في أبرز تجلياته، بظهور ايجابية الاختيارات من طرف جهاز جامعي أقنع وأفاد وجدد، واستحق كل عبارات الإشادة…
محمد الروحلي