بين المصلحة التقنية، والاستفادة المالية، تتوزع قضية انتقال لاعب فريق الوداد البيضاوي أشرف بنشرقي إلى نادي الهلال السعودي، كما تتعدد الآراء والمنطلقات، ووجهات النظر والأطروحات على اختلافها، وكأن بنشرقي هو الأول، والمؤكد أنه لن يكون الأخير، وسط جدال يكاد لا ينتهي بخصوص أهمية الدوريات الخليجية، والإضافة التي يمكن أن تقدمه للاعب في بداية المشوار، يجمع كل المتتبعين على توفره على إمكانيات تعد بالكثير من العطاءات مستقبلا.
وسط هذا اللغط، خرج رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع بتصريح واضح ومسؤول، بعد لقائه المباشر مع اللاعب المعني بالأمر، ليقطع الشك باليقين عبر التأكيد صراحة على أنه من الصعب السماح بانتقال بنشرقي للدوري السعودي في الوقت الحالي، رغم كل الإغراءات المالية المهمة التي يمكن أن تجنيها الأطراف الثلاثة، والمتمثلة في اللاعب ونادي الوداد والمغرب الفاسي بصفته الفريق الأصلي.
تدخل لقجع نابع من وضعيته كمسؤول أول عن المنتخبات الوطنية، وشكوكه في إمكانية تطور لاعب في هذا السن بالذات من الناحية التقنية بالدوري السعودي، رغم ما يتوفر عليه من إمكانيات فردية تعد بالكثير من العطاءات.
مؤيدو الانتقال يربطون الأمر من زاوية واحدة فقط، ألا وهى الاستفادة المالية، مع تقديم مبرر إضافي آخر وهو التطور الذي يعرفه الدوري المذكور، إلا أن لنا مثالا غير ناجح في هذا الإطار، ويتمثل في حالة لاعب الرجاء البيضاوي السابق سعيد خرازي الذي انتقل في سن صغيرة إلى الدوري الإماراتي، والذي اعتبر آنذاك من أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الوطنية، والنتيجة لا هو استفاد من الناحية المالية، ولا تطور تقنيا، والأكثر من ذلك يعيش حاليا وضعية اجتماعية صعبة للغاية.
أما المعارضون فلهم منطق واحد، يتطابق ضمنيا مع موقف رئيس الجامعة، ومعه رئيس الوداد الذي عبر صراحة ومنذ البداية، عن رفض قاطع لانتقال بنشرقي في هذا المرحلة الصعبة التي يمر منها الوداد، بصفته فريقا بطلا مطالبا بالدفاع عن ألقابه، والأكثر من ذلك يمر بمرحلة انتقالية غير سهلة، خاصة بعد التداعيات التي خلفها الطلاق بين الحسين عموتة والنادي، وتسريح مجموعة من اللاعبين الأساسيين.
صحيح أن هناك بعض الأمثلة الناجحة للاعبين مغاربة انتقلوا من الأندية السعودية أو الخليجية لبعض الدوريات الأوروبية، كيوسف العربي وعادل هرماش وأسامة السعيدي، لكن حالتهم تختلف كثيرا عن حالة بنشرقي، بحكم تكوينهم ولعبهم بأوروبا، ويعدان أكبر سنا من لاعبنا الصغير والمدلل، وانتقال هرماش والعربي والسعيدي للدوريات الخليجية، كان الهدف منه استفادة مالية صرفة، وليس بحثا عن التألق أو التطور.
مكان بنشرقي يوجد بإحدى الدوريات الأوروبية، وهذا هو المبتغى والكثيرون يرون فيه ذاك اللاعب الواعد، والرياضي الذي يمكن أن يتحول في السنوات الأخيرة إلى نجم بارز بأقوى الأندية التي تتنافس على عصبة الأبطال الأوروبية، بعدما عانق المجد مع الوداد بنظيرتها الأفريقية.
محمد الروحلي