في وقت يصر فيه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع على التأكيد بأن الهدف الذي يضع الجهاز الجامعي نصب أعينه هو فوز الفريق الوطني بدورة كأس أمم إفريقيا 2019 التي ذهب تنظيمها إلى مصر بعدما كانت جد قريبة من المغرب، وأنه لا مبرر -في نظره- للفشل في تحقيق هذه الهدف الذي تم الاتفاق بشأنه مع المدرب هيرفي رونار، نجد الأخير في ورطة حقيقية تتطلب منه بذل جهد كبير وعمل إضافي لتجاوز أزمة حقيقية يعشيها المنتخب الأول.
فعلى بعد ستة أشهر تقريبا من موعد انطلاق الموعد الإفريقي الهام، وجد الناخب الفرنسي نفسه، في مأزق حقيقىي بسبب الهجرة الجماعية لأغلب اللاعبين الدوليين نحو الدوريات الخليجية، وبصفة خاصة الدوري السعودي، علما أن المدرب الفرنسي سبق أن صرح في أكثر من مناسبة بعدم اقتناعه بمستوى الدوريات الخليجية التي ينعتها بـ “الضعيفة” تقنيا وبدنيا، وبالتالي فإن اللاعبين المغاربة الذين ينتقلون لهذه البطولات، لا يدخلون ضمن اهتماماته.
أمام هذه الحالة المستعصية يجد رونار نفسه مضطرا لتغيير رأيه، بعد الرحيل الجماعي للعديد من اللاعبين الأساسيين نحو أندية الخليج العربي بسبب الإغراءات المالية المهمة.
فمباشرة بعد المشاركة بكأس العالم في روسيا صيف 2018، انتقل كريم الأحمدي من هولندا صوب اتحاد جدة السعودي، ليلتحق به بعد أسابيع فقط النفاثة نور الدين أمرابط الذي باغت الجميع بتعاقده مع النصر السعودي بعدما كان ممارسا بأقوى دوريين في العالم (إسبانيا وإنجلترا)، في خطوة بدت مفاجئة لجل المتتبعين بالنظر إلى المستوى المتميّز التي ظهر به مع “أسود الأطلس” خلال المونديال.
بعد هذه الأسماء تواصلت الهجرة نحو جنتي “البترول والدولار”، حيث ضم اتحاد جدة المدافع الأوسط مراون داكوستا قادما من نادي إسطنبول باشاكشهير التركي، نفس المسار سلكه قلب الهجوم عزيز بوحدوز المتعاقد مع نادي الباطن السعودي، أما امبارك بوصوفة وبعد انتظار طويل انتقل لنادي الشباب لمدة ستة أشهر، وهو الذي لم يرتبط بأي ناد منذ انتهاء عقده مع الجزيرة الإماراتي العام الماضي.
خالد بوطيب قلب الهجوم الأساسي في اغلب مباريات المنتخب المغربي وصاحب الهدف التاريخي بمرمي المنتخب الإسباني خلال مونديال روسيا، تعاقد نادي الزمالك المصري خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
في نفس الاتجاه تتحدث الأخبار عن قرب انتقال يونس بلهندة لاعب وسط غلطة سراي التركي إلى اتحاد جدة، مجاورا مواطنيه الأحمدي وداكوستا بالدوري السعودي.
مشكل حقيقي مطروح أمام رونار، ينضاف إلى عدم جاهزية لاعبين آخرين لافتقادهم التنافسية أبرزهم العميد المهدي بنعطية الملازم لكرسي احتياط يوفنتوس الإيطالي.
وعليه، فإن عملا كبيرا ينتظر المدرب الفرنسي حتى يتمكن من إعداد تشكيلة قادرة على المنافسة على اللقب القاري خلال صيف السنة الجارية بالديار المصرية الشقيقة.
محمد الروحلي