زرع مسلحون الرعب مساء الاثنين في فيينا حيث أطلقوا النار من رشاشاتهم في ستة مواقع مختلفة في وسط العاصمة النمسوية، في «هجوم إرهابي» أسفر عن قتيلين على الأقل و14 جريحا، بينهم ستة بحالة حرجة، وقتل خلاله أحد المهاجمين برصاص الشرطة التي ما زالت تطارد واحدا على الأقل من شركائه.
وقالت الشرطة النمسوية في حسابها على تويتر إنه «حصل إطلاق نار في ستة مواقع» وقد «توفي شخص واحد وأصيب عديدون» آخرون بجروح، مشيرة إلى أن «عناصر الشرطة أطلقوا النار على مشتبه به وأردوه قتيلا». وأضافت التغريدة أن الهجوم الذي وقع في الساعة الثامنة مساء (21,00 ت غ) شارك فيه «العديد من المشتبه بهم المسلحين ببنادق».
وفجر الثلاثاء نقل التلفزيون النمساوي العمومي «أو آر أف» عن رئيس بلدية العاصمة مايكل لودفيغ قوله إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى قتيلين بعد وفاة امرأة متأثرة بجروحها.
وفي حين ركزت وسائل إعلام محلية على أن الهجوم وقع قرب كنيس كبير في وسط العاصمة، كتب رئيس الطائفة الإسرائيلية في فيينا أوسكار دويتش على تويتر «حتى الآن، لا يمكن تحديد ما إذا كان المستهدف هو الكنيس أم لا».
ولم تتبن الهجوم أي جهة في الحال كما لم تنشر السلطات أي تفاصيل عن هوية المهاجمين أو دوافعهم المحتملة.
ووقعت عمليات إطلاق النار في وقت مبكر من المساء، قبيل ساعات من دخول إجراءات الإغلاق العام المرتبطة بكوفيد-19 التي اضطرت النمسا لإعادة فرضها في محاولة للسيطرة على الموجة الوبائية الثانية التي تمر بها البلاد.
وقال وزير الداخلية كارل نيهامر إن الهجوم نفذه عدد من المسلحين وإن «واحدا منهم على الأقل لا يزال فارا».
وأدلى الوزير بتصريحه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام للأمن العام فرانز روف الذي قال من جهته إنه تقرر «تعزيز إجراءات التفتيش على الحدود» وإقامة حواجز في العاصمة.
وقال شاهد ردا على سؤال لقناة تلفزيونية إنه رأى «شخصا يركض حاملا سلاحا رشاشا وكان يطلق النار بوحشية»، ووصلت الشرطة عندها إلى المكان وردت عليه بالرصاص. وأورد شاهد آخر أن «ما لا يقل عن خمسين عيارا ناريا» تم إطلاقها خلال الهجوم.
ونشرت الشرطة التي أصيب أحد عناصرها في الهجوم، تعزيزات كبيرة في موقع الهجوم الذي لا يبعد كثيرا عن دار الأوبرا، كما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.
وشاهد المصور عناصر من الشرطة يؤمنون الحماية لجمع من الناس أثناء مغادرتهم دار الأوبرا حيث كانوا يتفرجون على آخر عمل فني قبل دخول إجراءات الإغلاق العام حيز التنفيذ.
وفي حين بدا وسط فيينا خاليا من المارة تماما بعد الهجوم، ناشد وزير الداخلية سكان العاصمة توخي الحذر وملازمة منازلهم.
ونشرت السلطات عناصر من الجيش لمؤازرة قوات الأمن في حراسة المباني الرئيسية في العاصمة كما قررت إغلاق المدارس الثلاثاء.
وأفادت شابة وكالة فرانس برس أن قوات الأمن ضربت على الفور طوقا أمنيا حول منطقة الهجوم مما اضطر رواد المقاهي والمطاعم الواقعة في الحي إلى البقاء حيث هم.
ودان المستشار النمسوي سيباستيان كورتز «الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز».
وقال كورتز في تغريدة على تويتر «نحن نجتاز ساعات عصيبة في جمهوريتنا»، مشددا على أن «شرطتنا ستتعامل بحزم مع مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز (…) لن نرضخ للإرهاب وسنحارب هذا الهجوم بكل ما أوتينا من قوة».
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر بالفرنسية وبالألمانية «نحن الفرنسيين نشاطر الشعب النمسوي مشاعر الصدمة والألم (…) بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعر ض للهجوم. إنها أوروبا خاصتنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء».
بدوره أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي «يدين بشدة الهجوم المروع» في فيينا، واصفا إياه بـ»العمل الجبان».
وقال ميشال في تغريدة على تويتر إن «أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية. أتعاطف مع الضحايا ومع سك ان فيينا بعد الهجوم المروع هذا المساء. نحن نقف إلى جانب فيينا».
بدوره أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «صدمته وتأثره» جراء هذه «الهجمات»، واصفا في تغريدة الاعتداء بأنه «عمل جبان وعنيف وحاقد. أتضامن مع الضحايا وعائلاتهم ومع سكان فيينا. نحن نقف إلى جانبكم».
من ناحيته قال رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي دافيد ساسولي في تغريدة على تويتر إنه «في كل أنحاء قارتنا، نحن متحدون ضد العنف والكراهية».
وفي مدريد قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تغريدة «أتابع الأخبار الواردة من فيينا في ليلة أليمة في مواجهة هجوم عبثي جديد. الكراهية لن ترضخ مجتمعاتنا. أوروبا ستقف بحزم ضد الإرهاب. نتعاطف مع عائلات الضحايا ونتضامن مع الشعب النمسوي».
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر تويتر «أشعر بصدمة عميقة من الهجمات الرهيبة التي وقعت في فيينا الليلة. أفكار المملكة المتحدة تذهب إلى الشعب النمسوي – نحن متحدون معكم ضد الإرهاب».
وفي أثينا قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في تغريدة «صدمت بالهجمات المروعة في فيينا. لقد أعربت لسيباستيان كورتز عن تضامننا الكامل. ونقد م تعازينا لسكان فيينا وللسلطات المسؤولة عن معالجة الحالة. قلوبنا مع الضحايا وأحبائهم. أوروبا تقف متحدة في مواجهة الإرهاب».
كما غرد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قائلا «صدمت بشدة من الهجمات الإرهابية المروعة» في فيينا، مشيرا إلى أنه اتصل بنظيره النمسوي «لنقل أفكارنا وتعازينا ودعمنا للشعب النمسوي».
وفي براغ أعلنت الشرطة التشيكية أنها باشرت «عمليات تفتيش للسيارات والركاب عند النقاط الحدودية مع النمسا، في إجراء احترازي بعد الهجوم الإرهابي في فيينا».
وعلى تويتر أبدى رئيس الوزراء التشيكي أندري بابيتش «تضامنه « مع النمسويين، متحدثا عن «هجوم على كنيس» في فيينا.
وقال في تغريدة «روعني الهجوم على كنيس في فيينا وأود التعبير عن تضامني مع كل الشعب النمسوي ومع صديقي (المستشار) سيباستيان كورتز».
وهذا الهجوم الجديد الذي وقع هذه المر ة في عاصمة أوروبية تشتهر بمستوى الجريمة المنخفض فيها، يأتي في مناخ متوتر للغاية تشهده أوروبا منذ أسبوعين.
وما هي إلا أيام حتى شهدت مدينة نيس في جنوب شرق فرنسا هجوما بسلاح أبيض في كنيسة نوتردام أسفر عن ثلاثة قتلى ونفذه شاب تونسي يدعى يبلغ من العمر 21 عاما.
< أ.ف.ب