سلط الخبير البرازيلي في الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، ماركوس فينيسيوس دي فريتاس، الضوء على الأهمية الاستراتيجية لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية. وقال دي فريتاس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن القرار الأمريكي يشكل فصلا جديدا في تاريخ إفريقيا ونقطة تحول جيوستراتيجية في عملية البحث عن حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقدم الباحث في “مركز أبحاث سياسات الجنوب الجديد” (بوليسي سانتر فور ذ نيو ساوت)، قراءته بشأن مستقبل قضية الصحراء على ضوء القرار الأمريكي، الذي سيدفع بالتأكيد بلدانا أخرى لتحدو حدو الولايات المتحدة. وأشار إلى أن هذا التطور يعكس القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل المملكة فاعلا رئيسا في الساحة الدولية.
1 – اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل أراضيه بالصحراء، وأعلنت عن فتح قنصلية لها في الداخلة. ما هي قراءتكم لهذا القرار؟
يجب القول أولا إن هذا القرار تأخر اتخاذه وإن المغرب نجح في تعزيز التنمية التي تعود بالنفع على ساكنة الأقاليم الجنوبية، وأؤكد أن هذا الموقف كفيل بخلق فرص جديدة للتنمية والنمو الاقتصادي. إن هذا القرار إنجاز تاريخي سيدعم التنمية بالمنطقة، وسيساهم أكثر في التعريف بعدالة قضية الصحراء المغربية.
2 – أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ما هي أهمية هذا القرار بالنسبة لهذه القضية؟
يجب أن نشير إلى أن القرار الأمريكي يهدف بالتأكيد إلى فتح فصل جديد في تاريخ إفريقيا والتخلص من آثار الحقبة الاستعمارية، وبناء واقع جديد لقارة آفاقها المستقبلية واعدة.
ومن المهم أيضا التأكيد على أن القرار الأمريكي يشير، بطريقة ما، إلى استعداد الولايات المتحدة لاستئناف الاضطلاع بدورها في إفريقيا بعد انحسار تواجدها خلال السنوات الأخيرة.
الولايات المتحدة، القوة السياسية والاقتصادية الأولى في العالم والفاعل الرئيس في حل النزاعات في العالم، ستقود بالتأكيد من خلال دعمها للوحدة الترابية للمغرب بلدانا أخرى، بعضها يتعرض لتدخل خارجي، إلى الدفاع عن الشرعية.
3 – التزمت الولايات المتحدة بالمساهمة في تعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية للمغرب. كيف ترون مستقبل التنمية بالصحراء؟
تتوفر المنطقة على جميع المقومات لإعطاء زخم جديد للتنمية الاقتصادية خلال السنوات والعقود القادمة، ولقد انتهج صاحب الجلالة الملك محمد السادس سياسة متبصرة مكنت من جعل المغرب فاعلا أساسيا في الساحة الدولية. وأذكر على سبيل المثال أن المملكة هي نشطة للغاية في تعزيز التنمية في إفريقيا وتوظيف “قوة ناعمة” عالمية ودبلوماسية تعمل باحترافية عالية.
إن قضية الصحراء جزء من واقع هذا المغرب الريادي والفاعل، ومن المؤكد أن الفوائد ستتضاعف في المستقبل القريب بالنظر إلى الفرص التي سيتيحها الوضع الجديد للمنطقة بأكملها.
4 – ما هي الأهمية التي يكتسيها قرار تتخذه قوة عالمية كبرى مثل الولايات المتحدة، العضو المؤثر في مجلس الأمن الدولي؟
أريد التأكيد على الطابع المستدام للقرار الذي ي لزم الولايات المتحدة وليس إدارة دونالد ترامب فقط، وجو بايدن سيحافظ على السياسة الخارجية ونجاحات إدارة ترامب، وأشير إلى أنه موقف حاسم لتحقيق التوازن والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، لاسيما في الشرق الأوسط. إن الإدارة القادمة لا يمكنها بأي حال من الأحوال تغيير سيناريو إيجابي.
ومن المؤكد أن الالتزام الأمريكي سيدفع عددا أكبر من البلدان إلى الانضمام إلى مسلسل الإقرار بمغربية الصحراء.
أذكر هنا على سبيل المثال البرازيل التي يجب أن تعترف بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وذلك بالنظر إلى الروابط التاريخية التي تجمعها مع المغرب وفرص التعاون المتاحة أمام البلدين.
5 – أعلن المغرب عن تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المملكة. كيف تقيمون مضمون هذا القرار؟
العلاقات بين اليهود والمغرب تاريخية ولاتزال الجالية اليهودية المغربية مرتبطة بقوة بالمملكة، ومن المؤكد أن إرساء علاقات وثيقة سيساهم في تعزيز المزيد من التفاعل والتعاون بين الشعبين اللذين يتقاسمان تراثا مشتركا.
إنه من المهم إقامة وتعزيز علاقات مبتكرة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، وأيضا على مستوى التبادل الثقافي والأكاديمي.
* خبير برازيلي في الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية