قضى 18 مهاجرا من أصول افريقية يوم الجمعة الماضي، خلال محاولتهم اقتحام السياج الحدودي انطلاقا من المغرب للعبور نحو مليلية المحتلة، فيما أصيب 140 من أفراد القوات العمومية بجروح، من بينهم خمس إصابات خطيرة أثناء محاولتهم إحباط هذه العملية، التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة.
وفي هذا السياق، أفادت السلطات المحلية لإقليم الناظور أن مجموعة من المهاجرين غير القانونين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أقدمت صباح نفس اليوم، على عملية اقتحام للمدينة السليبة من خلال محاولة تسلق السياج الحديدي بين مدينتي الناظور ومليلية، موضحة، أنه، وأثناء تدخل القوات العمومية لإحباط هذه العملية التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة، سقط الضحايا في حوادث تدافع وتعرض بعضهم للسقوط من السياج الحديدي الذي يفصل الجيب المغربي المحتل عن الأراضي الإسبانية.
وأضاف المصدر نفسه، أنه أثناء هذه العملية تم تعداد إصابة 76 من المقتحمين، من بينهم 13 إصابة بليغة (توفوا متأثرين بجروحهم بالمستشفى في وقت لاحق). كما تم خلال هذه العملية تسجيل مصرع 5 من بين المقتحمين جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج، مضيفا، أنه تم نقل كافة المصابين، سواء في صفوف القوات العمومية أو من بين المقتحمين، صوب مستشفى الحساني بمدينة الناظور والمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة وجدة لتلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة.
من جهة أخرى، نسب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أول أمس السبت، هذه المأساة التي وقعت بمليلية المحتلة، إلى”مافيات تمارس الاتجار بالبشر”.
وأوضح أن “الدرك المغربي عمل بالتنسيق مع قوات الأمن (الاسبانية) لصد هذا الهجوم العنيف الذي شهدناه” يوم الجمعة الماضي.
وقال أيضا “إذا كان ثمة مسؤول عن كل ما حدث على الحدود، فهي المافيات التي تتاجر بالبشر”.
وقال عمر ناجي من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في تصريح إعلامي، إن “اشتباكات دارت خلال الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة) بين مهاجرين والشرطة”.
ودعا فرع الجمعية في الناظور إلى فتح “تحقيق جاد لتحديد ملابسات هذه الخسائر الفادحة” التي تدل على أن “سياسات الهجرة المتبعة مميتة بحدود وحواجز تقتل”.
وكانت وسائل إعلام تحدثت عن أعمال عنف في الأيام الأخيرة بين مهاجرين سريين وشرطيين في المنطقة الحدودية لمليلية المحتلة.
وهذه المحاولة هي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف مارس بين مدريد والرباط، إثر خلاف دبلوماسي استمر نحو سنة.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن الهدوء عاد أول أمس السبت ليسود مدينة الناظور وكذلك على حدود الجيب المغربي المحتل، من دون أي انتشار للشرطة.
وتشكل مليلية وسبتة المحتلتين الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الإفريقية، وتشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.
< سعيد ايت اومزيد