«أسود أطلسية» واثقة من التصدي لـ «ثيران جانحة»…

اليوم موعد أسود الأطلس مع محطة حاسمة، مفصلية، محددة لمصير الراغبين في الذهاب بعيدا بدورة قطر المونديالية.
في مواجهة منتخب إسباني يعيش الكثير من الهواجس الداخلية، يسعى للتخفيف من ارتباك مؤثر؛ ولو على حساب خصم أصبح مدعوما بالكامل من طرف العالم العربي والمنتظم الإفريقي.
فهو المنتخب العربي الوحيد والإفريقي الأوحد، والذي ما يزال حتى الآن مستمرا بالمسابقة، تمتلكه رغبه جامحة في مواصلة المسار، كيفما كانت التحديات وحجم الصعوبات، فالمهمة أساسية، وتقتضي تقديم تضحيات جسام، مهما كانت.
كل هذا العزم الأكيد يظهر في عيون كل لاعب لاعب، وكل فرد فرد من الطاقم المرافق، بمختلف التخصصات، وكل إداري يضع نفسه في خدمة المجموعة، بكثير من السخاء ونبل العطاء، وراءهم جمهور يعطي الدليل في كل مناسبة، وحتى وإن كان ليس في حاجة إلى دليل، على عظمة استثنائية، تحظى بإعجاب كل أوساط كرة القدم العالمية.
والأكيد أن المباراة لن تكون أبدا سهلة، ولا في المتناول، سواء بالنسبة لـ «أسود الأطلس» الطامحين بقوة إلى مواصلة التحدي بكل فخر واعتزاز، أو «ماتادور» إسباني، يسعى بكل الطرق إلى تحقيق إنجاز، يخفف عنه معاناة داخلية حقيقية، تسببت فيها حسابات، لا تغيب عنها تأثيرات الانتماء العرقي والعقائدي.
تبين من خلال الحصص التدريبية التي خضعت لها المجموعة المغربية، أن المعنويات جد مرتفعة، إذ يسود جو من التماسك، وتمتع مستودع ملابس بالإيجابية وروح التضامن، لا فرق بين أساسي أو احتياطي، الكل يشعر بحجم المسؤولية، وقيمة تمثيل بلد كالمغرب بنخوة وشموخ الكبار، وعالم متفاعل كالعالم العربي المعطاء، وقارة مفتوحة على المستقبل، كالقارة السمراء.
مسؤوليات ورهانات وطموحات، لن تزيد العناصر الوطنية، إلا تحفيزا ورغبة في تقديم الأفضل، ومخاطبة المنتظم الدولي بصوت عال، مؤمن بعدالة قضيته وصادق في تصوراته، ورغبته القوة في الإنصاف وتكافؤ الفرص، وإلغاء أية نظرة دونية من طرف لوبي، لم تستطع مكوناته الخروج من تخلف الرؤية، ويقدر على تجاوز أحكام جاهزة، لم تعد قادرة على مساير التطور، ترفضها البشرية الجمعاء.
مباراة رياضية محملة برسائل ومعاني متعددة، لا تقبل التراجع أو الخنوع، فالطموح العالي يملأ الفضاء، والتحدي سيد الموقف، والغلبة لن تسجل لهذا الطرف أو ذاك بسهولة بالغة.
يكفي الأسود وصولهم إلى هذه المحطة الحاسمة، بتكافؤ في الفرص؛ بالندية في المنازلة؛ وهذا ما يزيدهم تحديا وقوة وإصرارا.
فحتى العناصر التي تعاني من الإصابة، تكابر وتقاوم وتتحدى الداء والأعداء، في سبيل أداء واجب وطني مقدس، بكل شعارات الوطنية الصادقة، وانخراط تلقائي بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.
انظروا إلى نجم كبير كأشرف حكيمي وهو غارق في البكاء بعد التأهيل المتفوق بمجموعة كانت تسمى بمجموعة الموت، ففي دموعه أكثر من معني أو أكثر رسالة، وأكثر من خطاب يرمز لوطنية صادقة.
حظا سعيدا لـ «أسود أطلسية» واثقة من النفس، في مواجهة ثور إسباني جانح…

صورة من أرشيف مقابلة بين الفريقين خلال 2018 تصوير: احمد عقيل مكاو

مبعوث بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي

Related posts

Top