إحياء الذكرى الأربعينية للفقيد الدكتور حسن اسيعلي

بيان اليوم
تم إحياء الذكرى الأربعينية لرحيل الدكتورحسن اسيعلي، يوم الأحد 13 دجنبرالجاري، من طرف فعاليات مدينة جرادة، بشراكة مع المجلس البلدي، بحضور أفراد عائلته ومعارفه وأصدقائه. وكان الفقيد قد لفظ أنفاسه يوم 16 أكتوبر الماضي بجوهانسبورغ، نتيجة إصابته بفيروس بمدينة بانكي عاصمة إفريقيا الوسطى، حيث كان في مهمة إنسانية رفقة وفد منظمة أطباء بلاحدود.
وقد أناطت اللجنة التحضيرية  لهذا الحفل التأبيني، مهمة تنسيق برنامجه لابن جرادة البار العرجوني محمد، الذي أضفى هيبة ووقارا على الحفل المهيب، وقد عبرت عنه الحشود من نساء ورجال  وشباب كنت تقرأ في أعينهم ألم الفراق وهم في  صمت يقرون أن العظماء منا يرحلون ولا يرحلون، هذا كان بالفعل، جوهر ما صبت فيه مبادرة اللجنة التحضيرية والمرمى الذي استقرت فيه المحطة / الحدث، فعرفت كيف تكرم الفقيد، حيث حضر البعد الإنساني وهيمنت القيم وتكرس الفعل من خلال الإجماع على إخراج “مؤسسة حسن إسيعلي ” للوجود وفاء للعهد، كإضافة نوعية في تاريخ المدينة العمالية التي تعيش الآن على أنقاض الماضي بعد أن تم إغلاق المناجم، وكانت تضحيات الفقيد من أجل أن لا يتوقف الزمن. كان مناضلا ومقاوما لسياسة التفقير والتهميش وزارعا الأمل، منحازا لأبناء الشعب. ومن جهتهم، كان أبناء جرادة في مستوى تطلعات الفقيد، حيث تحدوا قساوة البرد حتى ساعات متأخرة من الليل، عز فيها اللقاء، كما عز فيها الفراق وتفاعل الحضور الكبير بشغف اللذة والآلام مع فقرات البرنامج التي وردت تباعا بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ بنموسى محمد  وأمداح نبوية أدتها فرقة فرقة المديح والسماع .
وبالمناسبة، ألقيت كلمة باسم  اللجنة التحضيرية، تلاها محمد فاتحي، كانت بمثابة أرضية تأسيسية تناولت مسار الفقيد في أبعاده الشخصية والمحلية والوطنية والدولية، فأقرت بضرورة إخراج مؤسسة باسمه وتسمية إحدى المرافق،  تعبيرا عن الوفاء وتأكيدا على عهد الاستمرارية في النضال دفاعا عن القيم الإنسانية التي ضحى من أجلها، الشيء الذي حمل رئيسة المجلس الحضري على إعلان استعدادها ودعمها لمجهودات اللجنة التحضيرية باسم كافة المستشارين بعد أن أثنت على الفقيد ودعت لأسرته بالصبر والسلوان.
 وفي ذات السياق، صبت كلمة عزوز الصنهاجي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية الذي انخرط فيه الفقيد، وعرف من خلاله الأممية ذات يوم، كما تليت أيضا كلمة نقابة الصيادلة تلاها خالد الصفريوي، رئيس نقابة الصيادلة  بالجهة الشرقية، لكون الفقيد كان دائما في موضع الدكتور الصيدلاني الذي يسعى لتضميد الجراح وتسكين الآلام .
وقدمت أيضا في حق الفقيد، شهادتان، قدمهما رفيقان علي السوسي ويحيى بوحبة، أجمعا على نبل خصال الراحل، ووصفاه بالشهم المبادر السمح، قبل أن تتناول الكلمة عائلة الفقيد، في شخص الدكتورة اسيعلي خلود إبنة أخيه، حيث قربت الحشد أكثر من الفقيد الذي كان يمثل  في نظرها الأب و الأخ والعم، وكيف كان ينظر للمستقبل، للحياة فيسعى إنسانيا في سبيل الإنسانية.Sans titre-14
 ومن جهته، تساءل عضو المكتب التنفيذي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان إبراهيم العبدلاوي، عن غياب قنوات الإعلام العمومي عن هذا الحفل التأبيني واعتبره غيابا مقصودا، حيث يتهافت في نظره في بعض الأحيان لتغطية تظاهرات لايهتم بها أحد، في حين يغيب كليا عن محطات أساسية .وأضاف في كلمته، أن من واجب الدولة أن تكرم أشخاصا كالفقيد الدكتور حسن اسيعلي في حياتهم وليس بعد مماتهم، وثمن باسم الهيئة مبادرة اللجنة التحضيرية للإعلان عن مؤسسة حسن إسيعلي الذي اعتبره شهيد “الحق في الصحة”.
   وباسم عمال مناجم جرادة الذين كان والد الفقيد واحدا منهم ، ألقى المناضل عزة عبد القادر، كلمة،  تحدث فيها عن المعاناة التي واجهها الأب بإصرار وعزم في سبيل أن ينعم الأبناء بموفور الكرامة والصحة والحرية، فكان بالنسبة لهم ينبوع القيم التي “تسلح” بها الفقيد، وأعلن المتحدث كل الإخلاص والوفاء لمجد الطبقة العاملة وتاريخ مدينة جرادة التي ضحت من أجل بناء الاقتصاد الوطني، ويكفيها في نظره،  أنها غطت في لحظة زمنية ما يناهز 25 % من مصادر الطاقة وطنيا بفضل التضحيات الجسيمة التي بلغت حد الاستشهاد دونما الحديث عن المعاناة مع السيليكوز ومخلفات حوادث الشغل..
ولم تخل المناسبة كذلك من مرثيات أدبية شعرية ونثرية لكل من الأساتذة الزبير الخياط ، عكاشة بخيت، نور الدين عبدالقادري، والقصيدة الزجلية  لطانكول احمد، جمعت بين الانفعال والقيم وكيف نخطو خطوة أخرى نحو الأمام فمن يكرم الشهيد يتبع خطاه، لذلك كان شعار اللجنة التحضرية يؤكد “استشهادك في سبيل الواجب الإنساني إثراء لذاكرة جرادة” .
وأبت أسرة الشهيد إلا أن تكون نهاية الحفل عشاء جماعيا، حيث تم تعيين منسق اللجنة التحضيرية (محمد فاتحي ) ووزعت الكؤوس على الفائزين في المباريات التي نظمت أيضا بالمناسبة في كرة القدم، حيث فاز بالمرتبة الأولى فريق جمعية وداد جرادة لكرة القدم والكرة الحديدية حيث آلت الجائزة الأولى إلى الثلاثى عصام بن عامر احمد ايناو وجلال بوعرفة.
 وإلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الأحد 13/12/2015، كانت الساحة التي يرتقب أن تحمل إسم الفقيد، “ساحة حسن إسيعلي ” ترج بالتداعيات البناءة التي راهنت عليها اللجنة التحضيرية وهي ترسي معلمة أخرى في تاريخ جرادة اسمها مؤسسة حسن إسيعلي الإنسانية.

Related posts

Top