امتحان جديد لـ “الكاف”…

تنطلق اليوم الأربعاء بالعاصمة المصرية القاهرة، الجمعية العمومية غير العادية الـ(14) للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتتضمن الأشغال على وجه الخصوص، إجراء الانتخابات على رئاسة الاتحاد، واختيار أعضاء اللجنة التنفيذية وممثلي (الكاف) داخل الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا).
ويتميز هذا الموعد الذي تحضره (54) دولة، منتمية لأقوى جهاز رياضي على الصعيد القاري، بعدم التوافق حول مجموعة من النقاط، ولعل أبرزها على الإطلاق، تتعلق بتمثيلية (الكاف) داخل المجلس التنفيذي لـ (الفيفا)، إذ لم تنجح الاتصالات القبلية، في الوصول إلى اتفاق حول أسماء معينة، تحظى بتزكية من الجمع العام، ليتم الاحتكام في الأخير لصناديق الاقتراح، قصد الحسم في الأسماء الستة، المنتظر تمثيلها داخل جهاز (الفيفا).
إلا أن الأمور على مستوى الرئاسة، تبدو محسومة، بوجود مرشح وحيد، وهو الرئيس الحالي باتريس موتسيبي، الضامن للاستمرار ولاية ثانية، وتجنب صراع الرئاسة، بعد التهدئة التي لعبت فيها أكثر من جهة دورا أساسيا.
فقد حسمت المفاوضات الماراطونية التي سبقت الإعداد للمؤتمر، في الوصول إلى اتفاق يهم الرئاسة خلال المرحلة القادمة، بعد أن راجت أخبار منذ حوالي سنة تقريبا، تتحدث عن عزم المصري هاني أبوريدة، تقديم ترشيحه، إلا أنه تراجع في الأخير، بعد الوصول على ما يبدو، إلى اتفاقات ملزمة، في أكثر من نقطة، كانت تشكل موضوع خلاف.
إذن، سيستمر موتسيبي بالمنصب، بالرغم من عدم الوفاء بكل التغييرات التي وعد بها قبل مؤتمر الرباط، هذا الموعد المفصلي الذي حمله للرئاسة، بفضل الدور التوافقي الذي لعبه المغرب، وجنب بفضل حكمة مسؤوليه، انفجار (الكاف) من الداخل.
لم يحقق هذا الجنوب إفريقي كل ما وعد به، إذ ما تزال أغلب النقط معلقة، وهي ما سيشكل بعضها، أرضية للنقاش بالقاهرة، ومن بينها، ضرورة تطوير نظام المسابقات، والحرص على إجراء مبارياتها، فوق ملاعب صالحة للممارسة، وبتوقيت مناسب، وأيضا تسهيل تنقل الأندية داخل القارة، وتطوير جهاز التحكيم، والعمل على وجود جهاز تقنية “الفار” بدور المجموعات، وغيرها من الإجراءات التي وعد بها، ولم يسجل تنفيذها على أرض الواقع.
نعود للصراع القوي الذي ستعرفه المنافسة على كسب “العضوية الذهبية” داخل (الفيفا)، والتي تقرب صاحبها من مصادر القرار على الصعيد الدولي، وتمنحه مكانة خاصة إفريقيا.
نجد لائحة مكونة من 13 مرشحا، تتقدم أمام الجمعية العمومية، قصد كسب ثقة أسرة كرة القدم الإفريقية، وتضم أسماء تعد من رموز القارة، كفوزي لقجع وأبو ريدة وأحمد ولد يحيى وإيمانويل سنغور وأماجو ملفين بينيك، وغيرهم…
بالفعل هناك صعوبة في اختيار 6 أسماء من أصل 13، إلا أن الاتصالات التي أجريت من قبل، ومن بينها لقاء نواكشوط بداية هذا الشهر، قوى بالأخص حظوظ ممثلي دول شمال إفريقيا، بالإضافة إلى الحلفاء التقليدين، من بينهم ممثل السنغال.
والأكيد أن عيون رئيس (الفيفا) جياني إنيفانتينو موزعة في كل مكان، تترصد كل صغيرة وكبيرة؛ بل تؤثر في مجريات الأحداث، وتوجيه الأشغال في الاتجاه الذي يخدم أجندة مؤسسته، ولا يستبعد أن قرار بقاء موتسيبي بمنصب الرئاسة، يدخل ضمن اتفاقات مسبقة، حول وجود أسماء معينة داخل مكتب (الكاف) وعضوية( الفيفا).
وبالتالي، فقد لا نشهد مفاجآت مدوية، مادامت لعبة الكواليس قد حسمت الأمور مسبقا، وسيكون موعد القاهرة للتزكية فقط، بالرغم من كون بعض الجهات المعادية، مصرة على الاستمرار في محاربة طواحين الهواء…

 محمد الروحلي

Top