بلقشور .. “لفقيه لي نتسناو بركتو ….”

عادت إدارة فريق نهضة الزمامرة لكرة القدم، لممارسة هواية تدخل في إطار “التسلية”، كلما شعرت بضرورة تغيير الأجواء، حتى ولو تم الأمر بطريقة مزاجية، والبحث في كل مرة، عن وجوه جديدة لتنشيط الفضاء.
هواية مسؤولي هذا الفريق المصنف ضمن الأندية المتوسط على صعيد البطولة الوطنية، تتجلى في كثرة تغيير المدربين، إذ تقول الإحصائيات إن العدد وصل إلى 43 مدربا في 15 سنة، أي منذ 2010، التاريخ الذي تحمل فيه عبد السلام بلقشور، مهمة الإشراف الكلي على تسيير هذا النادي المنتمي لإقليم دكالة.
فإلى حدود الدورة (23) من الدوري الاحترافي، بقسمه الأول، كان أمين بنهاشم هو المدرب المسؤول عن الطاقم التقني، مع العلم أنه تحمل هذه المهمة خلال الدورات الأخيرة من الموسم الماضي (18 شهرا بالمجموع)، ليكون بذلك أول مدرب يمكث كل هذه المدة بالمنصب، مدة تعد طويلة في عهد بلقشور.
إلا أن الأسبوع الماضي، حمل تغييرا آخر بفريق رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، فبدون سابق إنذار، أو سبب مقنع، تم التخلي عن بنهاشم، في واحدة من عجائب بطولة هذا الموسم.
يغادر المدرب على بعد سبع دورات من انتهاء الموسم، والفريق يحتل المرتبة الثالثة، في إنجاز تاريخي بالنسبة للنهضة، فكيف حدث؟ ولماذا لم يتحل المسؤول الأول بقليل من الصبر؟ والحفاظ على المدرب، على الأقل إلى نهاية البطولة؟
حسب المدرب، فإن سبب الانفصال جاء بعد نقاشات حول تجديد عقده، إذ كان النادي يرغب في حسم التجديد بشكل فوري، بينما يفضّل هو الانتظار إلى نهاية الموسم، حتى تتضح الرؤية حول الوضعية العامة والأهداف المستقبلية، كما أن التوقيت لم يكن مناسبا، أو يسمح باتخاذ قرار التمديد، على بعد دورات فقط من نهاية الموسم، ويجب أن ينصب كل التركيز على الاستمرار بمركز متقدم، يتوج مجهودات موسم بكامله.
كان هذا كلام المدرب في تدوينة بمواقع التواصل الاجتماعي، لكن رأي الفريق جاء على لسان أحمد منشور، رئيس الشركة الرياضية، خلال مروره بمحطة (راديو مارس).
فبدون أي تردد، اتهم هذا المسؤول، بنهاشم بالرغبة الشخصية في مغادرة الفريق، بعدما رفض تمديد تعاقده وأظهر عدم استعداده لتوقيع عقد جديد، وأنه ظل يماطل، ويطلب في كل مرة مهلة للتفكير.
وحسب تصريحه دائما، وبنفس المحطة، فإنه فهم أن بنهاشم لا يريد البقاء، وأن لديه عروضًا من فرق أخرى، ولم يكن ممكنا الانتظار أكثر، بحكم أن الفريق يرغب في إعداد خطة للموسم القادم، وينبغي معرفة هوية المدرب الذي سيبنى عليه المشروع.
كلام في كلام، إلا أن ما جاء على لسان بنهاشم يعد أكثر إقناعا، مما قاله منشور، لأن الانتظار حتى نهاية الموسم، لا يمكن أن يفسد مشروعا بكامله، هذا إذا كان بالفعل، هناك مشروع مستقبلي متكامل، من مختلف الجوانب، يقود الفريق إلى الفوز بلقب البطولة، والمشاركة بعصبة الأبطال الإفريقية، ولم لا لعب مونديال الأندية، ولا ينتظر سوى الحسم في استمرار المدرب من عدمه!..
والحرص على لي ذراع المدرب على بعد دورات معدودة من نهاية الموسم، وفي هذا الوقت بالذات، يحمل الكثير من علامات استفهام، تذهب بأصحابها إلى طرح مجموعة من التأويلات والاستنتاجات البعيدة عن المجال الرياضي، وهذا ليس جديدا على بلشقور ومن معه، ففي كل مرة يبتدعون سيناريوهات ويحيكون خططا، تفلح في الإيقاع بالمدربين، وتجعلهم يفضلون الرحيل، إما عن طواعية، أو القبول بتلقي مبالغ هزيلة، في إطار ما يسمى تجاوزا بـ “انفصال التراضي”.
كان من الممكن أن يقبل تجاوزا مثل هذا التعامل الذي لا يحترم شخصية المدرب، لو لم يكن المسؤول الأول عن نهضة الزمامرة، رئيسا للعصبة الاحترافية لكرة القدم، أما وأن المنصب بكل هذا الثقل، فإن التعامل يجب أن يختلف، وأن يتم الحرص كل الحرص، على إعطاء النموذج في التدبير الاحترافي، ومدى احترام التخصص، وتقدير الكفاءات، و”عدم التجاوز في خط متصل”…
وقد صدق مثالنا الشعبي الدارج القائل: “لفقيه للّي نَتْسَنّاوْ بَراكْتُو دْخَلْ لِلجّامِعْ بِبَلْغْتُو…”.!؟

 محمد الروحلي

Top