عقدت الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، منتصف الأسبوع الماضي، بقاعة علال الفاسي بالرباط، ندوة صحفية حضرتها العديد من وسائل الإعلام الوطنية، وبمشاركة مجموعة من المسؤولين الجامعيين والتقنيين بالجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، في مقدمتهم بشرى، رئيسة الجامعة.
وجاءت الندوة للإجابة على التساؤلات المطروحة وكشف المستور على خبايا ما حدث بالقاهرة للمنتخب المغربي للكرة الطائرة، في أفق توضيح الأمور لوسائل الإعلام الوطنية، والرأي العام الوطني المتابع للشأن الرياضي.
وبالعودة لمباراة الترتيب الشهيرة، فقد رفض لاعبو المنتخب الوطني المغربي للكرة الطائرة-رجال، إجراء مباراة الترتيب ضد منتخب تشاد، بسبب إيقاف اللاعبين محمد الحشدادي (المحترف بفريق بيلوغوري بيلغورود الروسي) و زهير الكراوي (المحترف بنادي ستال نيسا البولندي)، ومنعهما من المشاركة رفقة المنتخب في المباراة السابقة ضد منتخب تونس.
وحسب مصادر صحفية، استبعد اللاعبين من القائمة أمام تونس في آخر لحظة، وتوصلا بأوراق التوقيف من الجامعة الملكية للكرة الطائرة، وتذاكر الطائرة للعودة إلى الوطن.
وقرر بقية اللاعبين الانسحاب من مباراة تشاد، وهو انسحاب سيكلف المغرب الكثير حسب نظام الكونفدرالية الإفريقية، وأيضا على مستوى التصنيف العالمي، حيث فقد المنتخب 11 نقطة ليتراجع إلى الصف 53 عالميا والـ 6 إفريقيا، وراء كل من تونس والجزائر ومصر والكاميرون وليبيا والجزائر.
مونطاناني: الانسحاب فعل شنيع..
وجاء تدخل المدرب الإيطالي باولو مونطاناني في الندوة التي عرفت حضور كثيف من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، ليميط اللثام على ما حدث، وكان يبدو على محياه حزن كبير وأسف شديد على ما اعتبره سابقة خطيرة في تاريخ هذه الرياضة.
وأكد مونطاناني، أن اللاعبين أقدموا على فعلة شنيعة، علما بأن الأمور كلها كانت بخير وعلى خير، حتى لقاء المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره المصري والذي انتهى بهزيمة المنتخب المغربي، هنا بالضبط كانت نقطة التحول وبدأت المشاكل .
وأوضح المدرب الإيطالي، أن سلوك اللاعب محمد الحشدادي لا يمت للاحتراف بأي صلة وأنه بإيعاز منه حرض اللاعبين على عدم إجراء المباراة ضد منتخب تشاد .
وقال نفس المتحدث، “إن الأمور التقنية والإدارية والذهنية وحتى المالية كانت في المستوى المطلوب”.
خيانة الوطن وإساءة للكرة المغربية..
وصب تدخل رئيس الوفد، شكيب الزلاجي في نفس اتجاه مدرب العناصر الوطنية، مضيفا أن المدرب والمسؤولين تعرضوا للسب والقذف والإهانة، وأن ما حدث يعتبر خيانة عظمى للوطن وسابقة خطيرة تسيء لهذه الرياضة.
وكانت مداخلة المدير التقني الوطني، مصطفى أحشوش هي الأخرى حاسمة وعرت الكثير من الأمور، مؤكدا أن ما حدث لا يتماشى مع المستوى الجيد الذي ارتقت له الكرة الطائرة المغربية خلال السنوات الأخيرة، بفضل المجهودات الجبارة التي قامت بها الجامعة برئاسة بشرى حجيج .
وتأسف لكون اللاعبين لم يكونوا في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم رغم كونهم ينعمون بالكثير من الامتيازات المالية التي تجعل منهم منتخبا مدللا .
هذه النقطة بالذات، كشفها أمين مال الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة الذي قدم تقريرا ماليا مدققا حول ما صرف على المنتخب الوطني منذ شهر يونيو 2023 حتى تاريخ الواقعة الأليمة.
حجيج: سلوك مرفوض..
وعبرت بشرى حجيج، رئيسة الجامعة والكونفدرالية الإفريقية للكرة الطائرة، عن أسفها بنفس مكلومة وقلب مجروح، معتبرة أن ما حدث طعنة في الظهر من طرف اللاعبين الذين تفاجأت لسلوكهم المقيت.
وأضافت حجيج في ذات الندوة الصحفية، أن هذا الفعل الشنيع سيترتب عنه اندحار للكرة الطائرة المغربية التي هوت من الرتبة 33 إلى الرتبة 53 عالميا، مع ما يمكن أن يترتب عن هذا السلوك المشين من عقوبات في حق الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة وللمنتخب الوطني المغربي.
وقالت نفس المسؤولة الجامعية، “الشيء الذي يحزنني أن الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة قامت بمجهودات كبيرة طيلة سنوات من أجل الرقي بمستوى الفريق الوطني المغربي وتشريف الكرة الطائرة المغربية، لكن التصرفات الطائشة واللامسؤولة من طرف بعض اللاعبين المتورطين خدشت كبرياء عائلة الكرة الطائرة المغربية، التي شجبت واستنكرت هذا السلوك المرفوض، لأن الوطن فوق الجميع”.
وشكرت حجيج بالمناسبة رجال الصحافة والإعلام، على حضورهم هذه الندوة الصحفية من أجل معرفة الحقيقة بكل تفاصيلها وحيثياتها .
وتم الاستماع خلال الندوة الصحفية لشهادات مؤثرة لبعض أعضاء اللجنة المنظمة للبطولة الإفريقية للكرة الطائرة اللذين عبروا عن تضامنهم مع بشرى حجيج رئيسة الكونفدرالية الإفريقية للعبة، لأن ما حدث بالقاهرة من طرف بعض لاعبي المنتخب المغربي، لايشرف الكرة الطائرة المغربية والقارة الإفريقية، لأنه ولأول مرة في تاريخ البطولات الإفريقية نعيش مشهد مخزيا كهذا الذي حدث من طرف بعض لاعبي المنتخب المغربي للكرة الطائرة، في تظاهرة إفريقية مؤهلة لبطولة العالم والألعاب الأولمبية .
التوقيف مدى الحياة..
أصدرت اللجنة التأديبية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة الطائرة، عقوبات ثقيلة في حق بعض لاعبي المنتخب الوطني الأول، بعد امتناعهم عن خوض مباراة الترتيب ضمن البطولة الإفريقية للأمم المؤهلة لكأس العالم أمام منتخب تشاد.
وأكدت جامعة كرة الطائرة، في بلاغ توصلت جريدة “بيان اليوم” بنسخة منه، أنها عقدت جلسات مع اللاعبين بعد استدعائهم والاستماع إليهم في محاضر رسمية، باستثناء عميد المنتخب الذي تخلف عن الحضور دون مبرر مشروع، مشيرة إلى أن العقوبات اتخذتها بعد التقارير التي توصلت بها، وبناء على الاختصاصات المسندة إليها، والمنصوص عليها في الفصل 29 من القانون الأساسي للجامعة، والفصل 9 من النظام التأديبي.
وأكدت اللجنة التأديبية توقيف اللاعبين محمد الحشدادي وتوفيق العصري مدى الحياة عن المشاركة في جميع الأنشطة الخاصة برياضة كرة الطائرة، مع أدائهما غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم.
كما أوقفت اللجنة اللاعب محمد النخاع عن المشاركة في جميع الأنشطة الخاصة برياضة كرة الطائرة لمدة سنتين، مع أدائه غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، فيما تم توقيف سعد مرشود وآيشي حمزة لمدة سنة واحدة، مع أدائهما غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم.
وتم توقيف كل من حمزة وافي وأنس صابر وسفيان الغروطي ومحمد الزناتي عن المشاركة في جميع الأنشطة الخاصة برياضة كرة الطائرة لمدة ستة أشهر، مع أدائهم غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، فيما تم توقيف زهير لكراوي وكريم العمري وطه القباج لمدة ثلاثة أشهر، مع أدائهم غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، بينما اكتفت اللجنة بتغريم إبراهيم عامر المبلغ نفسه.
عادل غرباوي