تتطلع المملكة لجعل الأقاليم الخمس المتضررة من زلزال الحوز المدمر، مناطق متوازنة وجذابة يتقلص فيها العجز الاجتماعي والفوارق الاقتصادية، وتتوفر فيها جميع الظروف المعيشية اللازمة لتحقيق التنمية البشرية.
في هذا السياق، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أول أمس الاثنين بالرباط، أن الحكومة ستسخر كل الإمكانيات في مرحلة إعادة البناء السريع، التي ستشمل المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية التي تضررت بفعل الزلزال.
وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن أخنوش شدد، خلال ترؤسه الاجتماع الرابع للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، على أن إنجاز هذه المشاريع سيجري تمويله، انطلاقا من الحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، الذي تم إحداثه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.
وأوضح رئيس الحكومة أن الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماعات مسترسلة، بهدف تنسيق الجهود ووضع اللمسات الأخيرة على التصور المتعلق بتنزيل المشاريع التنموية بالمناطق المتضررة، مشيرا إلى أن دينامية الحكومة متواصلة، من أجل إعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة، وكذا تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذه المناطق.
وتقدر الميزانية المتوقعة لإعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة بـ 120 مليار درهم نحو (11.7 مليار دولار)، سترصد لبرنامج يمتد على خمسة أعوام ويستهدف أكثر من 4 ملايين شخص في أقاليم التي ضربها الزلزال الأعنف من نوعه في المملكة في ليلة 8 من شتنبر، مخلفا نحو 3 ألاف قتيل.
ويشمل هذا البرنامج في خطوطه العريضة إعادة إيواء السكان المتضررين، وإعادة بناء المساكن وإعادة تأهيل البنيات التحتية”، إضافة إلى “فك العزلة” و”تسريع امتصاص العجز الاجتماعي” في المناطق المنكوبة، وهي بمعظمها قرى نائية كانت تعاني أصلا مشاكل إنمائية، ويقع جلها في جبال الأطلس الكبير وسط تضاريس وعرة جنوبي مراكش.
ويرتقب أن يتم تمويل هذا البرنامج الطموح من المالية العمومية وكذا الحساب الخاص الذي فتح للتبرعات إثر الزلزال، فضلا عن الدعم والتعاون الدولي.
ويشمل هذا البرنامج إعادة إيواء الناجين في مرحلة أولية نحو( 50 ألف مسكن)، فضلا عن مساعدات مالية عاجلة للأسر التي فقدت منازلها.
ويجسد البرنامج الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، رؤية ملكية شاملة للتهيئة الترابية والتنمية الاقتصادية لهذه المناطق الخاصة جدا، والتي تزخر بالعديد من الإمكانات والمؤهلات، يسعى البرنامج لتثمينها بطريقة ذكية ووضع حد للعوائق والصعوبات.
سعيد ايت اومزيد
عدسة: عقيل مكاو