باشرت القوات المسلحة الملكية عمليات واسعة للتطهير لتفادي انتشار الأمراض والأوبئة بمجموعة من الدواوير بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وقالت مصادرنا، إن فريقا من المسعفين تابع للقوات المسلحة الملكية ضمنهم طبيب، قام بدواوير تابعة لقيادة “تيزي ن تاست” بإقليم تارودانت، بحملات رش باستخدام مطهرات تقضي على البكتيريا والفيروسات ومحاليل مضادة للفطريات، مشيرة إلى أن هذه الحملات التطهيرية، شملت المباني وأماكن دفن المواشي والحيوانات النافقة جراء الزلزال.
وتأتي هذه العملية، حسب مصادرنا، من أجل تهدئة روع السكان من أن تشكل أنقاض المباني بالمناطق المنكوبة مصدرا للتلوث، جراء تحلل الجثث والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية من بينها أنظمة الصرف الصحي وشبكة مياه الشرب.
وفي هذا الصدد، عبرت ساكنة العديد من المناطق المنكوبة عن مخاوفها من العواقب الصحية التي قد تنتج عما وصفته بالخصاص الكبير في المياه سواء المخصصة للشرب أو باقي الاستعمالات المختلفة على رأسها النظافة، وكذا النقص الكبير في عدد المراحيض المتنقلة، وفق إفادات مصادرنا التي قالت إن المتضررين يستقبحون اضطرارهم يوميا لقضاء الحاجة بالخلاء وسط الأشجار، مشيرة إلى أن هؤلاء يخشون من تفاقم الوضع خلال فصل الشتاء وتأثير ذلك على الأطفال الصغار والنساء..
في مقابل، هذه التداعيات السلبية للزلزال على العديد من القطاعات الحيوية بالمناطق التي مسها الزلزال بعنف، كانت استجابة المكتب الوطني للكهرباء سريعة على مستوى إقليمي الحوز وشيشاوة، حيث منذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، تم تشكيل 36 فريقا للتدخل مكون من 95 تقنيا تابع للمكتب، بالإضافة إلى تعبئة جميع الموارد اللوجستية والمادية.
وقد سارعت هذه الفرق المدعومة بتسع مقاولات متخصصة في الأشغال، فضلا عن 50 عاملا، إلى تحييد الكابلات الموصلة للكهرباء والشبكات ذات الجهد المنخفض المتضررة، والتي تشكل خطرا عاما على السكان، كما عملت على إعادة ضمان التزود بالطاقة الكهربائية بشكل آمن.
وقد مكنت هذه المجهودات من تنفيذ أكثر من 700 تدخل على مستوى شبكات الجهد المتوسط والجهد المنخفض المتضررة وأكثر من 60 من الأعمدة المعدنية التالفة، بالإضافة العديد من الكابلات الكهربائية ذات الجهد المتوسط، وتجهيزات لخطوط الجهد المتوسط وشبكات الجهد المنخفض، سواء المدمرة كليا أو جزئيا.
كما مكنت من إعادة تيار الجهد المتوسط إلى جميع محطات توزيع الكهرباء بإقليم الحوز، وعزل الكابلات الموصلة للكهرباء والشبكات ذات الجهد المنخفض المتضررة، والتي تشكل خطرا عاما على السكان، وذلك لضمان التزويد الآمن بالكهرباء.
وعلى الرغم من الصعوبات المرتبطة بعزلة المناطق المتضررة من الزلزال ووعورة التضاريس، فقد تمت إعادة التيار الكهربائي بشكل تدريجي في جميع المناطق المتضررة وتحييد، من خلال جولات ميدانية، الكابلات الموصلة للكهرباء في الأماكن المتضررة التي تشكل خطرا على العموم، وإعادة الإنارة العمومية.
وبحسب المديرية الجهوية للتوزيع التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمراكش، فقد تأثرت في إقليم الحوز الذي تبلغ نسبة كهربة المناطق القروية فيه 99.75 في المائة، نحو 1071 قرية يبلغ عدد سكانها 113 ألف نسمة (23 ألف منزل تعرض للهدم كليا أو جزئيا).
وتشمل شبكة الكهرباء المتضررة 900 كيلومتر من خطوط الجهد المتوسط، و4800 كيلومترا من الجهد المنخفض، و600 محطة للتوزيع.
زلزال الحوز.. حملات تطهير واسعة لأنقاض المباني وتدخلات لإعادة التزود بالكهرباء

الوسوم