شدد مصطفى لبرايمي، عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية على ضرورة انخراط جميع مناضلات ومناضلي الحزب في في المسلسل النضالي من أجل تكريس المساواة والمناصفة والعدل، خاصة في سياق ما يعرفه المجتمع المغربي من تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية وقيمية
واستعرض مصطفى لبرايمي، في ندوة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية فرع عين الشق، بعنوان “التقدم والاشتراكية 80 سنة من النضال”، ورقة كرونولوجية عن تاريخ الحزب، أفاد من خلالها أن حزب التقدم والاشتراكية نشأ سنة 1943 من طرف الأجانب أتناء الحماية وكان يعرف بالحزب الشيوعي المغربي وكان يدافع عن حقوق الطبقة العاملة المغربية وتمت مغربته في سنة 1946 بحيث تزعمه الرفيق علي يعتة آن داك إلا أنه سيعاني من مضايقات بفعل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتوترة في العالم العربي الإسلامي المستعمر في تلك المرحلة ،ليتم منعه من مزاولة أنشطته في مرحلة مقبلة بعد مقتل الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد ،
واضاف لبرايمي، في هذه الندوة التي احتضنت قاعة الحبيبة المذكوري بعين الشق الدار البيضاء فعالياتها، أن حزب التقدم والاشتراكيو لم يدخر جهدا في التعبئة من أجل الكفاح المسلح والنضال المطلبي ، واستمر مسلسل منعه من مزاولة أنشطته من طرف حكومة عبد الله إبراهيم.
وأفاد الرفيق لبرايمي، في هذه الندوة التي افتتحها يوسف جاهد بالله، الكاتب الإقليمي لفرع عين الشق لحزب التقدم والاشتراكية، أنه في سنة 1966 أقام الشيوعيين المغاربة المؤتمر الثالث بالمغرب في سرية تامةـ، أرسوا فيه الأساس النضالي والعمل الحزبي لحزب التحرر والاشتراكية، معتمدين النقد الذاتي، ومتخذين قرارات مهمة كعدم تنافي الحزب مع الدين الإسلامي والمؤسسة الملكية، خاصة وأن هذه الأخيرة ستساهم بشكل جوهري في ملحمة المسيرة الخضراء المضفرة.
كما أقر الحزب، يقول المتحدث، الخيار الديموقراطي باعتباره اللبنة الأساس، معتبرا نفسه حزبا لا يدافع فقط عن قضايا الشعب المغربي، بل ايضا حزبا أمميا يدافع ويناصر القضايا العادلة لكل الأمم، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.
وأوضح الرفيق مصطفى برايمي أن حزب التحرر والاشتراكية سينال الشرعية أسوة بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبيل ملحمة المسيرة الخضراء المضفرة ،وبالضبط في سنة 1974 ،بحيث عبر رفاق حزب التقدم والاشتراكية عن رغبتهم في المشاركة في هذا الحدث الذي شارك فيه 350 ألف متطوع من جميع مناطق المغرب ،
كما أوضح لبرايمي أن حزب التقدم والاشتراكية سجل مواقفا حسبت له سواء في حرب إيران والعراق، أو ضد الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، مفيدا أن حزب الكتاب كان دوما حاملا لمشروع مجتمعي يجعل الإنسان في صلب اهتماماته وذلك بالدفاع عن حقوقه الأساسية من صحة وتعليم وسكن …،وأن متشبث بهويته التقدمية الاشتراكية التي تعتبر المناصفة والمساواة والعدالة المجالية والاجتماعية أحد ركائزه و ظل منفتحا على باقي الإيديولوجيات، رافضا لسياسات تجهيل المغاربة واستغلال وضعيتهم الاجتماعية لإغراض انتخابية .
في السياق ذاته، أكد سعيد الفكاك عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكيةـ في كلمته خلال هذه الندوة التي سيرتها شيماء الرداف، عضوة اللجنة المركزية للحزب، أن حزب الكتاب ظل على الدوام متكيفا مع خصوصية المجتمع المغربي بشكل جعله يستمر في نضالاته إلى غاية اللحظة ،
و أفاد سعيد الفكاك أن حزب التقدم والاشتراكية حزب عقلاني لا يناصر طرف على حساب الآخر اللهم إن كان أحد الأطراف يتسم موقفه بالعقلانية ودائما ما تكون مواقف الحزب مواقف توفيقية ،
وشدد الفكاك على أن حزب التقدميين المغاربة يتمتع بالاستقلالية وخير مثال على ذلك هو انسحابه من ندة موسكو ،و مواقفه الجريئة من الحزب الشيوعي الفرنسي الذي أبان عن معاداته للوحدة الترابية، مردفا أن حزب التقدم والاشتراكية يتمتع بالواقعية السياسية وأنه سيظل، كما كان دوما، حزبا يساريا حداثيا يتبنى الخيار الديمقراطي وقيم العدالة والمساواة والإنصاف والتقدم .
من جانبها،أعربت الرفيقة لبنى الصغيري، عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عن سعادتها واحتفائها برفاقها وبتاريخيهم النضالي، مستعرضة ذكريات التحاقها بخلايا التلاميذ في سنة 1985 و مؤكدة أن المرأة في حزب الكتاب ظلت على الدوام وفية للنضال من أجل القيم السامية والعدالة والمساواة .
وفي هذا الباب نوهت بالمجهوذات التي قامت بها نساء كجية سهيل والأخوات الخياري والبلغيتي وربيعة الناصري ونزهة الصقلي ورشيدة الطاهري، معبرة عن اعتزازها بالنضال إلى جانب هاته القامات الكبيرة، واعتزازها أيضا بمشاركة مناضلات حزب التقدم والاشتراكية في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ،
وأضافت المتحدثة، في هذا الإطار، أن الرفيقة نزهة الصقلي تعتبر أول وزيرة امرأة شغلت منصب وزيرة التضامن وناضلت لجعل يوم 10 أكتوبر يوم وطني للمرأة المغربية، مشيدة بكون الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب تأسست من طرف رفيقات حزب التقدم والاشتراكية.
وفي كلمته خلال هذه الندوة، استعرض يونس سراج الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية دور الشباب في الحياة الحزبية والسياسية لحزب الكتاب، عائدا بالحضور إلى زمن تأسيس الشبيبة الاشتراكية سنة 1976 ، كمنظمة موازية لحزب التقدم والاشتراكية، تعني بقضايا الشباب وتهدف إلى تنظيمه وتعبئته من أجل الدفاع عن حقوقه
واستعرض يونس سراج السياق الذي ظهرت فيه هذه المنظمة المتميز بثورات تلاميذية ويسارية عالمية تتوق إلى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، حيث كان للشبيبة الاشتراكية دور في التأطير السياسي، ولازالت وفية اليوم للسلف، تحمل المشعل من اجل تعبئة الشباب ليساهم بفعالية في الفعل السياسي المغربي ويدافع عن قضاياه ومطالبه بشكل مؤسساتي ومنهجي ،
كما استعرض يونس سراج تاريخ التحاقه بالشبيبة والحزب ونضالاته ومساهماته إلى أن أصبح كاتبا عاما لها، معربا عن افتخاره بالانتماء إلى حزب التقدم والاشتراكية الحزب الوطني، الثوري، المناضل على الدوام والمدافع عن عن حقوق الطبقة العاملة سواء كانت هذه الأخيرة شغيلة أو تنتمي لأوساط مثقفة.
تغطية: مصطفى السالكي- نورالدين حلمي