أية مراقبة لما يسمى بالمدارس والأكاديميات؟

تناول موقع (راديو مارس) الأسبوع الماضي، موضوع المدارس والأكاديميات الخاصة بكرة القدم، واهتمام كبريات الأندية العالمية، على الاستثمار في مجال التكوين الكروي بالمغرب.
وحسب نفس الموقع، فإن هذا الاهتمام ترجم عبر طريق تشييد مجموعة من المدارس والأكاديميات خاصة بالتكوين، من بينها برشلونة الإسباني وأرسنال الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي وباريس سان جرمان الفرنسي، وغيرها من الأندية الرائدة بمجال التكوين على الصعيد الأوروبي.
إلا أن هذا الاهتمام من طرف أعرق المؤسسات، جلب العديد من المتهافتين الذين رأوا في هذا التوجه فرصة للاستفادة الشخصية، بل والكسب السريع، في ضرب صارخ لكل الأسس المهنية والتربوية والبيداغوجية والتكوينية.
فقد ظهرت على الساحة نماذج أغلبها لا علاقة لها بالمجال، هدفها الأساسي الاستفادة من إمكانية “سخاء” أندية كبرى، واستغلال سمعتها وتاريخها، قصد جلب زبناء كثر، يطمحون إلى التحول مستقبلا إلى لاعبين متميزين على غرار نجوم الأندية الكبرى…
وحسب نفس الموقع دائما، فإن اختيار بعض الأشخاص للاستثمار في هذا المجال، جاء بطرق غير مشروعة وغير قانونية، حيث قاموا بتزوير شعارات أندية عالمية، إلى درجة أن بعض المختصين يقرون بكون بعض ما يسمى بـ “المدارس الكروية”، وبالضبط بالمدن الكبرى، لا تحمل سوى “اسم دعائي” بهدف ربح “الفلوس”، أكثر مما يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة منها في تأسيس وصناعة نجوم في المستقبل المنظور للكرة المغربية.
وآخر ما في الأمر، أن هناك معطيات تفيد بأن أصحاب بعض المدارس، اختاروا تزوير العلامة التجارية للأندية العالمية، دون الرجوع إليها، وذلك بهدف تحقيق الربح المادي السريع.
إنه بالفعل مشكل حقيقي، فمن المفروض أن تنتبه له السلطات العمومية بكل المدن المغربية، عبر مراقبة قبل وأثناء وبعد اشتغال هذه المدارس والأكاديميات، مراقبة لا بد وأن تتم بتنسيق تام مع إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوقوف على كل ترخيص الممنوح من طرف الأندية المعنية، والتأكد من صحة شواهد المؤطرين، والاستجابة لدفتر التحملات، والتدقيق في الميزانية السنوية، وغيرها من الأسس من الضروري الرجوع لها، قبل سماح بالتحول إلى فضاء التكوين والتأطير…
فكفى من الفوضى والتسيب والتحايل الذي يذهب ضحيته أطفال أبرياء، في استغلال فادح للعائلات والآباء الذين يضحون كثيرا من أجل أن يشاهدوا أبناءهم نجوما كبارا…

>محمد الروحلي

Top