دشن فريق نهضة بركان، أولى دورات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بحصيلة جد ضعيفة، طرحت أكثر من علامة استفهام، حول نتائج ناد يعيش استقرارا على جميع المستويات، ماليا وإداريا وتقنيا، ورغم ذلك فهو غير قادر على ضمان نسق عال من حيث العطاء…
كل المميزات التي لا تتوفر عليها العديد من الأندية الوطنية، لا تنعكس على نتائج الفريق البركاني، وبالأخص على مستوى مسابقة البطولة برو.
صحيح أن الفريق تمكن من تحقيق نتائج متميزة على الصعيد القاري، بفوزه بلقبي كأس الاتحاد الافريقي وكأس السوبر، كما توج بلقب ثان في كأس العرش، وكل هذه الألقاب تحققت في زمن قياسي، إلا أن هناك إشكالا حقيقيا يطرح كل موسم.
فهذا الفريق الذي تحول إلى رقم صعب على المستوى الإفريقي، غير قادر على فرض ذاته محليا، عبر المنافسة بقوة على لقب البطولة، والدليل أنه لم يستطع حتى الآن من احتلال مركز الوصافة، يمكنه من المشاركة بعصبة الأبطال.
هذا المسار وضع الفريق البركاني ضمن خانة فرق الكؤوس، حيث التفوق في المباريات الحاسمة، وهي ميزة لا يستهان بها، إلا أنها غير ضامنة للاستمرارية.
تمكنت النهضة البركانية من الفوز بلقبين مهمين في ظرف شهر تقريبا، كأس العرش والسوبر الإفريقي، وعلى حساب الوداد البيضاوي، بطل المغرب والحائز على لقب عصبة الأبطال، إلا أن المباراة الأخيرة التي جمعت الفريقين معا نهاية الأسبوع الماضي، برسم الدورة الرابعة من البطولة، اختلفت جملة وتفصيلا.
ظهر الفريق البركاني على أرضية مركب محمد الخامس مفكك الخطوط، غير قادر على مواجهة قوة الوداد، كان العجز واضحا، ولولا تألق حارسه الحمياني، لكانت الحصة أكبر من هدفين لصفر، وهي النتيجة التي انتهت بها المباراة.
صراحة من الصعب تقديم وصف دقيق، أو تحديد إجابات دقيقة بخصوص الأسباب التي تجعل نهضة البركان غير قادرة على ضمان مسار متوازن طيلة الموسم، والاكتفاء بالتألق في مباريات معينة، دون امتلاك القدرة على التنافس الذي تتطلبه مباريات الدوري طيلة الموسم.
أمر محير حقيقة، فلا يعقل أن تتمكن فرق تعتبر متوسطة المستوى من الفوز بلقب البطولة، بينما يعجز فريق يتوفر على كل المتطلبات، من فرض ذاته، أمام فرق أقل منه عدة وعتادا…
برصيد نقطة واحدة، من تعادل في أربع مباريات، وأضعف خط دفاع، بدخول مرماه ستة أهداف، بينما لم يتمكن من تسجيل سوى هدفين، يحتل الفريق الغالي عند رئيس الجامعة فوزي لقجع، الصف ما قبل الأخير.
يمكن أن يتدارك البركانيون الموقف، ومن الممكن جدا أن تتحسن نتائج النهضة، لكن هل بإمكانه المنافسة على اللقب؟
صراحة لا نعتقد ذلك، وما على رجالات عاصمة الليمون سوى البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل فريقهم يفتقد للنفس الطويل، رغم الأجواء الصحية التي يعيشها…

>محمد الروحلي