بعد ثمانية أيام من العروض السينمائية، داخل وخارج المسابقة الرسمية، أسدل الستار عن الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بعرض فيلم “رجال من طين” لمراد بوسيف.
وجاءت نتائج مداولات لجنة التحكيم الرسمية على الشكل التالي:
الجائزة الكبرى (جائزة الحسن الثاني) : فاز بها فيلم “بيت الآخرين” لروسودان كلورجيدز من إنتاج جورجيا وإسبانيا وروسيا وكرواتيا .
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: منحت لفيلم “الأرض والظل” لسيزار أوغوستو أسيفيدو من إنتاج كلومبيا وفرنسا وهولاندا والبرازيل والشيلي.
جائزة التشخيص ذكورا: حصل عليها المغربي شكيب بن عمر عن دوره في فيلم “ميموزا” لأوليفر لاكس من إنتاج المغرب وإسبانيا وفرنسا.
جائزة التشخيص إناثا: حصلت عليها داشا بلاهتي عن دورها في فيلم “السقوط ” للمخرجة مارينا ستيبانسكا من أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم الرسمية ضمت في تشكيلتها، بالإضافة إلى رئيسها المغربي فوزي بنسعيدي، خمسة أعضاء آخرين هم: الموسيقي البلجيكي كريستيان لوروي والفنانة التشكيلية المغربية خديجة طنانا ومدير مهرجان موسكو الدولي للسينما كيريل رازلوغوف والسويدي بيتر كوهين، المتخصص في مراحل ما بعد الإنتاج، والمنتجة والمبرمجة الهولاندية لودميلا سفيكوفا. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن نصف أفلام المسابقة لم تحظ بأية جائزة، وفيما يلي عناوينها: “بعد الحب” لجواشيم لافوس (فرنسا – بلجيكا)، “زيزو” لفريد بوغدير (تونس – فرنسا)، “الحرارة الصفراء” لفكرات ريحان (تركيا)، “العزلة” لجورج تيلين أرماند (كندا – إيطاليا – فينيزويلا)، “ميلا” لفاليري ماساديان (فرنسا – البرتغال) ، “آخر أيام المدينة” لتامر السعيد (مصر – ألمانيا – بريطانيا – الإمارات العربية المتحدة).
وتميز حفل الاختتام، الذي نشطه بالفرنسية الإذاعي امحمد البحيري وبالعربية الإذاعية هناء العايدي، بتكريمين: الأول لفائدة الممثلة المغربية أمال عيوش والثاني لفائدة السينما السويدية (ضيف شرف دورة 2017) من خلال مبدعها الكبير روي أندرشون، الذي غاب عن المهرجان كما غابت أفلامه التي كانت مبرمجة للعرض.
في فقرة التكريم الأولى، عرض فيديو يتضمن صورا للممثلة أمال عيوش ومقاطع من بعض أفلامها السينمائية، وتلته مباشرة شهادة للممثلة سعاد خويي وأخرى للمخرج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني هشام الجباري سلط كل منهما من خلال شهادته بعض الأضواء على شخصيتها وأدوارها في الأفلام السينمائية وما تتميز به من خصوصيات كفنانة وإنسانة.
واختتمت هذه الفقرة التكريمية الأولى بكلمة للمكرمة، شكرت فيها إدارة المهرجان والجمهور الحاضر بكثافة والمخرجين الذين مهدوا لها الطريق في مجال التشخيص، ولم يفتها كفاعلة داخل جمعية التضامن النسوي التي تترأسها عائشة الشنا أن تدعو إلى خلق انسجام بين القوانين المتعلقة بحقوق المرأة والطفل داخل مدونة الأسرة ليتحمل كل من الرجل والمرأة مسؤوليته لصالح الأطفال. وبعد تسلمها لذرع التكريم وباقة من الورد أخذت لها صور بالمناسبة.
أما فقرة التكريم الثانية، فقد تضمنت أيضا عرض فيلم فيديو يعرف بالمخرج السويدي الكبير روي أندرشون من خلال بعض صوره ومقتطفات من أفلامه، تلته كلمة لممثلة قنصلية السويد بالرباط ألقت أضواء على سينما أندرشون وخصوصية أسلوبه في الكتابة الإبداعية، ثم كلمتين مقتضبتين للسينمائي بيتر كوهين، صديق أندرشون وعضو لجنة التحكيم الرسمية، الذي تسلم ذرع التكريم وباقة ورد نيابة عن المكرم، والمخرج المغربي حكيم بلعباس المعجب بسينما روي أندرشون وأسلوبه في الإخراج. واختتمت الفقرة بأخذ صور بالمناسبة.
وتحدث المشرف عن جائزة الجمهور هشام عيسى عن طريقة الاشتغال التي توجت باختيار فيلم “أحلام الفجر” لمهراد أوسكويي من إنتاج إيران وباكستان للفوز بها، كما تحدث المبدع الفلسطيني فجر يعقوب باسم لجنة النقد الثلاثية الأعضاء، التي لم تضم أي ناقد سينمائي من المغرب، عن طريقة اشتغالها التي توجت بمنح جائزتها لفيلم “إبنة ” لرضا مير كريمي من إيران .
وفي كلمته التقديمية شكر رئيس لجنة التحكيم الرسمية، المخرج المغربي فوزي بن السعيدي، إدارة المهرجان ونوه بمستوى الأفلام المتبارية على جوائز المسابقة. ولم يفته الإعلان رسميا، باسم اللجنة، عن قرارها استبعاد فيلم ” شعر بلا نهاية” من قائمة أفلام المسابقة، التي انتقل عددها من 13 إلى 12 فقط، بسبب المس بشاعريته عبر تعرضه عدة مرات لمقص الرقابة، وذلك احتراما لقدسية الإبداع وتضامنا مع مخرجه أليخاندرو جودوروفسكي. واللجنة إذ تتأسف عن عدم إدراجها للفيلم المذكور في المسابقة، ترى بأن الشعر لا ينبغي قطعه وبأن الفيلم يجب أن يشاهد كاملا غير منقوص.
احمد سجلماسي