الأصعب في الانتظار…

حقق الفريق الوطني المغربى لكرة القدم العلامة الكاملة في المباريات الأربعة التي خاضها برسم دور المجموعات الخاصة بتصفيات مونديال قطر 2022 .
أربع انتصارات في أربع مباريات، أهلته لاحتلال مركز الريادة بـ 12 نقطة بالمجموعة التاسعة، والتي ضمت كل من غينيا بيساو، غينيا كوناكري والسودان.
قبل بداية المباريات لم يعتقد الكثيرون أن أسود الأطلس ستجد سهولة كبيرة في تجاوز خصومه، خاصة وأن المنتخب المغربي لم يكن يومها في أحسن حالاته، أمام الارتباك الذي أظهره المدرب وحيد هاليلوزيتش، وأمام تعدد التجارب وكثرة الاختبارات غير المجدية.
إلا أن ظروفا جد مناسبة واكبت الدخول الفعلي في المنافسة على التذكرة الوحيدة عن هذه المجموعة، والتي تسمح بالوصول إلى دور الحاسم والأخيرة من هذه التصفيات المونديالية، ومنها القرارات الإدارية الأخيرة، والتي لعبت لصالح أصدقاء العميد غانم سايس، بعد أن تمكنوا من خوض كل المباريات بالملاعب المغربية، بعد الرفض الصادر عن جهازي الكاف والفيفا الذي يقضي بعدم السماح بإجراء المباريات الخاصة بكأس العالم فوق ملاعب لا تتوفر على الشروط والموصفات الضرورية المطلوبة لإجراء مباراة رسمية في كرة القدم.
اعتبر هذا العامل امتيازا مهما، تم استغلاله على نحو أفضل، حيث تحققت انتصارات متتالية، والأكثر من ذلك تمت تقوية المعنويات، والوصول إلى نوع من التجانس بين الخطوط، كما مكن هذا العامل المناسب من بروز لاعبين جدد، أظهروا إمكانيات لافتة، تعد مستقبلا بالكثير من العطاءات.
هناك بالفعل عدة مؤشرات إيجابية تخفف الضغط الذي كان ممارسا بقوة على الطاقم التقني للمنتخب المغربي، منها بروز لاعبين جدد، وظهور نوع من التكامل بين مختلف الخطوط، وفك عقدة التهديف. والدليل تسجيل 14 هدفا في 4 مباريات، وتعدد مراكز القوة داخل المجموعة، ومنها إمكانية التسجيل دون انتظار هذا اللاعب أو ذلك. فالكعبي وقع أربعة أهداف، وسليم أملاح هدفان، وإلياس الشاعر، وأشرف حكيمي، ونايف اكرد…كلهم تناوبوا على التهديف، أي أن الأمر لم يعد مرتبطا بهذا المهاجم أو ذلك، وهذه خاصية لافتة افتقدها المنتخب في مناسبات السابقة.
ومن بين الإيجابيات أيضا، لوحظ على الأداء الجماعي نوع من الإصرار والقتالية والندية والرغبة الجامحة في تحقيق الفوز، وهذه بين الصفات المهمة التي افتقدها أداء العناصر الوطنية مع المدرب وحيد، وهى التي سبق أن طبعت الأداء مع المدرب السابق هيرفي رونار قبل الوصول إلى مونديال روسيا.
معطى آخر ايجابي طرأ خلال المباريات الأربع الأخيرة، ويتعلق الأمر بالوصول إلى ملامح تشكيل قار، وتحديد عناصر الاحتياط المؤهلة لتقديم الإضافة، وهنا لابد من الإشادة بالدور الذي لعبته العناصر التي تم إدخالها بمختلف أطوار المباريات، حيث أظهرت الفعالية والإصرار على تقديم الأفضل، كما هو الحال بالنسبة للمهاجم بوفال.
الأمور تبدو جد طيبة. لكن لابد من الاستمرار بنفس التعبئة. صحيح أن المسار حتى الآن جيد، والمنتخب المغربي مؤهل لكسب مكان داخل التصنيف الأول على المستوى القاري، لكن على المدرب عدم المبالغة في التعبير عن التفاؤل المفرط. فالمهمة القادمة ستكون صعبة للغاية، سواء خلال منافسات كأس أفريقيا للأمم بالكامرون مطلع السنة القادمة، أو خلال الدور الإقصائي الحاسم والأخير خلال شهر مارس من السنة القادمة.
لابد إذن من مواصلة العمل والاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top