يقترح الموسمُ الجديد للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، الذي ينطلق تحت شعار «الما بين» في 12 مدينة من مدن المملكة المغربية، أفضلَ إنتاجات الثقافة الفرنسية المعاصرة، وأحسنَ ثمار الشراكة الفرنسية-المغربية. هكذا، ستُقدّمُ حوالي عشرين تظاهرة كبرى في مجال الموسيقى والمسرح والرقص والسينما والفنون البصرية والأدب والنقاشات الفكرية.تمتدُّ هذه الأنشطة على مرحلتين، من شتنبر إلى دجنبر 2021، ومن يناير إلى يونيو 2022، وستتخلّلُهُما معا مشاريع استثنائية.
الرَّقْمي في الصَّدارة
يتميَّز هذا الموسمُ بإرادة استثمار كل أشكال الابتكار الرقمي وجعلها في خدمة الثقافة. ومن ذلك، تنظيمُ معرضٍ يقوم على تقنية الواقع المضخَّم، والفضاء الثقافي والرقمي ميكرو-فولي، وفضاء الإبداع المفتوح في وجه أصحاب المشاريع في المختبر الرقمي لاب ديجتال أو أيضا المكتبة المتنقلة بيبليوطوبيس، بوصفها كلها تظاهرات تندرج في هذا الإطار الطموح. وأخيرا، فإن مهرجان «نونبر الرقمي» سيحتفي بالثقافات الرقمية، من خلال عدة تظاهرات فنّية.
برمجة ثقافية متعددة الثقافات وتشاركية
سيتم الاحتفاء بشكل خاص بأسماء متميزة في فن الكوريغرافية الفرنسية، من قبيل أنا بي وبلانكا لي. وستحضر الموسيقى مع عازف البوق الشهير رومان لولو لخوان كارمونا، أحد أفضل عازفي الجيتار وملحِّني الفلامنكو، إضافة إلى الفرقة الفنية المغربية الشابة جاز أمازيغ، الفائزة بجائزة المعهد الثقافي الفرنسي لسنة 2020, وللشباب موعد مع فرقة «أنترميزو» وحفلها الموسيقي «الفأرة الصغيرة»، ومع المسرح أيضا مع فرقة «نوار طيطان»، دون أن ننسى المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس الذي تحول إلى موعد قار ينتظره الجمهور بكل لهفة وتشوق.ويحظى النقاش الفكري بمكانة بالغة الأهمية، من خلال سلسلة من المحاضرات حول آخر الاكتشافات العلمية والعلوم الاجتماعية والتاريخ والفنون. ومع إعادة فتح قاعات المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب في وجه الجمهور حضوريا، ستنطلق برمجة ثقافية جديدة بعنوان «لقطة شاملة»، وستقدم في إطارها باقة مختارة بعناية من الأفلام الصادرة حديثا وطنيا ودوليا، وأغلب الأحيان في حضور المخرجين والممثلين عند تقديم أعمالهم.
دعم المواهب الناشئة
علاوة على هذه اللحظات الثقافية القوية، سيواصل المعهدُ الثقافي الفرنسي بالمغرب مواكبةَ المواهب الناشئة، من خلال تشجيع إبداع ونشر أعمالهم في المغرب وفي فرنسا وغيرهما من البلدان، ومن خلال ما يقارب ثلاثين إقامة فنية ومسابقات إبداعية. أنْ يواصلَ هذا الموسمُ الثقافي «الما بين» بثَّ الحياة والحيوية في العلاقة الثقافية الرابطة بين بلدينا، وضفَّتيْنا، ذاك هو المطْمَح الذي يحرِّك العملَ الدؤوبَ الذي تقوم به المديرةُ العامة للمعهد الثقافي بالمغرب، كْلِيلْيَا شُوْفْرِيِّي كولاشكو.