الو الزياش

لا أحد يناقش الإمكانيات الفردية والتقنية للاعب حكيم زياش، بصفته واحدا من نجوم كرة القدم العالمية، ويعد من المكاسب الكبيرة للفريق الوطني لكرة القدم، كما يحظى بالتقدير والاحترام بعد اختياره الدفاع عن القميص الوطني، ورفض إغراءات الهولنديين.
إلا أن الإمكانيات التقنية والفردية، لا تنعكس دائما بالإيجاب على النخبة المغربية، خاصة وهو المعول عليه لتقديم الإضافة، ولعب دور القيادة المجموعة، حتى في وجود لاعبين آخرين يلعبون على أعلى مستوى.
المؤسف أن لاعبا بهذا المستوى والقيمة الاستثنائية، يظهر الكثير من المزاجية في اللعب، وطغيان الفرديات الزائدة على أدائه، وكثيرا ما كان سببا في ضياع فرص سهلة للتسجيل، كما حدث خلال المقابلة الأخيرة ضد منتخب غانا، بعد إصراره على اللعب الفردي، دون منح كرة سهلة لأيوب الكعبي الذي كان بوضع أفضل للوصول إلى المرمى.
ليس هذا فقط، فحكيم زياش غير منضبط من الناحية التكتيكية، يقوم بما يحلو له، غير آبه بالواجبات الدفاعية، صحيح أن هناك لاعبين من المستوى العالي، ينتمون لأحسن المنتخبات وأقوى الأندية يتمتعون بنوع من الحرية داخل الملعب، إلا أنه مقابل ذلك لهم دور حاسم في قيادة زملائهم، نحو الفوز وتحقيق الانتصارات، ولعب الدور الفعال في اللحظات الحاسمة، كلما توجهت نحوهم الأنظار.
وليس هذا فحسب، فكثيرا ما كان الغموض يحوم حول جاهزية زياش من عدمها، هل سيحضر؟ هل سيخوض المباراة أم لا؟ دائما هناك شكوك تحوم حول مشاركته، إلا أنه في الأخير يقرر اللعب متى شاء، وخلال اللحظة التي تتناسب مع مزاجه المتقلب، وما على المدرب إلا تنفيذ رغباته.
كنا ننتظر من زياش لعب دور القائد الذي أصبح يفتقده حاليا الفريق الوطني، منذ اعتزال المهدي بنعطية وامبارك بوصوفة، وقبلهما العميد التاريخي نور الدين النايبت، وغيرهم من الذين لعبوا دور القيادة بشموخ وعنفوان الكبار، كبادو الزاكي، أحمد فرس، وإدريس باموس وغيرهم كثير، زياش “الحكيم” غير مهتم بهذا الجانب نهائيا، لا يبالي، بل لا يكترث أبدا لواجب يعتبر أساسيا وحيويا داخل أية مجموعة.
حاليا يوجد المنتخب المغربي بدون قائد حقيقي، وزياش لا يمكنه القيام بهذا الدور، وليس له طموح بهذا الخصوص، إلا أنه مطالب بتقديم الأفضل، مع العلم أن لديه من الإمكانيات ما يمكن أن يشكل قوة حقيقة داخل منتخب الكبار، باستمرار وفي كل الظروف والأحوال.
ومع ذلك لازال زياش يحظى بتقدير واحترام الجمهور الرياضي، والكل ينتظر اللحظة التي سيشعر فيها هذا النجم أنه قادر على قيادة الأسود، نحو تحقيق الانجازات التي تفتقدها كرة القدم الوطنية.

>محمد الروحلي

الوسوم ,
Top